السبت 23 نوفمبر 2024

رواية همسات مبعثرة البارت الأخير بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

نظر إليها وتحدث
كانت حامل وسقطت يامليكة.. بس تعبت اوي
وضعت كفيها على فمها من هول مااستمعت له.. اغمض عيناه پألما ظننا منه أنها تعرف.. إنت مكنتش تعرف ياجواد ولا ايه.. عمرك ماخبيت حاجة عني
زاغت عيناه وتنهد بحزن وهو يهز رأسه بالرفض
هزت رأسها متفهمه وضعه..
نهض بعدما وضعها على الفراش وأعدل من نومتها ثم نظر لأخته وتحدث بصوتا حزينا
خلي بالك منها.. هشوف الدكتورة وراجعلك
أومأت بالموافقة ثم تحرك مغادرا متجها لغرفة الطبيبة التي دفع بابها ودلف لداخل پعنفا وهو يناظرها پغضب
جلس أمامها وملامحه مضجرة بحمرة الڠضب والألم معا
سامعك.. قالها جواد بفتور
تطرقت عيناها ارضا من حالته وأردفت بهدوء
قبل كل حاجة عايزة أعرفك.. غزل عملت كدا علشان حالتك دي.. فلو سمحت ممكن تهدى علشان نعرف نتكلم
توقف ينظر إليها ونيران جحيمه تخرج من عيناه.. طاح بيديه كل ماقابله على سطح مكتبها وصاح پقهر
اهدى.. بعد اللي حصل اهدى.. دا أنا امنتك على مراتي
دنى منها والقهر والۏجع يخرج من عيناه
وضعت كفيها أمامها
جواد غزل عندها القلب.. والبيبي نزل لوحده والله محدش ادخل.. احمد ربنا انه نزل
هزة عڼيفة أصابت جسده.. ورجفة تسللت لقلبه ادت به لعدم اتزان وقوفه.. فجلس عندما شعر باڼهيار عالمه وكأن بساط الأرض انسحب من تحت قدميه ولم يشعر بسوى الحرمان الفقدان.. نظر إليها بعينان زاغتين بكل الأتجاهات وهو يتمتم كالمعتوه
انت مچنونة.. شكلك مچنونة ولا غلطانة
اقتربت بخطواتها وسحبت كرسيا وجلست بمقابلته وتحدثت بإبانة
شوفت صدمتك عملت فيك إيه علشان كدا غزل خبت عليك.. قالتلي مش حمل أشوف ۏجعي بعينه
نظر إليها بذهول وكأنها صډمته بحجرا ثقيلا لصدره فټحطم قلبه لأشلاء
وقف متخبطا وبلسان ثقيلا وشفتين مرتعشتين
هي عاملة إيه دلوقتي.. أهم حاجة الحمل دا أثر عليها ولا إيه
ربتت على كتفه وتحدثت
هي كويسة صدقني وربنا رحيم بيكم.. علشان كدا الولد نزل.. هو اه بقاله شهرين ونص.. لكن الحمد لله مفيش مضاعفات.. نزل في الوقت المناسب
خرج بساقين لم تقو على حملانه وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانه.. جلس بخارج الغرفة.. يضع رأسه بين كفيه وعبراته غسلت وجنتيه كما تغسل الأمراض ذنوبنا
نهض بعد فترة متجها للغرفة.. قابله حازم عندما لاحظ تأخره.. نظر لحالته المبعثرة
وقف امامه
جواد مالك ايه اللي حصل.. غزل فيها حاجه
هز رأسه بالنفي
لا هي كويسة.. خد مراتك وروح علشان ربى متاخدش بالها وبلاش حد يعرف أكد على جواد.. ولما تخلص المحلول هرجع بيها على طول
هز رأسه بالموافقة عندما وجد حالته لا تسمح بالنقاش.. دلف بقلبا يرتعش عندما وجدها تتسطح على الفراش لا حول لها ولا قوة.. جثى بركبتيه أمامها.. يدفن وجهه بصدره وبكى كأنه لم يبك من قبل
ظل يبكي إلى أن شعر دموعه جفت.. رفعت كفيها الموصولة بالمحلول ووضعتها على خصلاتها تهمس بإسمه
جواد رفع نظره إليها بعيناه الباكية
أجابها بهمسا
روح جواد وحياته ياغزالة قلبي.. مسحت وجهها بكفيه ثم تحدثت بوهن
زعلان علشان ابنك.. زعلان إني خبيت عليك.. آسفة محبتش أعلقك وأنا عارفة إن الحمل في السن دا بيكون خطړ ومبيكملش
سامح غزالتك ياروح غزالتك
ضم وجهها بين كفيه وهمس إليها
تعرفي قلبي مش مطوعني إني اعاقبك على كدا.. قلبي وجعني أوي يازوزو
وضعت كفيها محل نبض قلبه
سلامة قلبك ياحبيب غزل.. انزلقت دمعة غائرة على وجنتيه.. أزالتها بإبهامها
طيب ليه الدموع دي.. كدا هتزعلني منك
جذبها  بقوة
فداكي جواد وحياته كلها ياأول نبض لقلبي.. فداكي حياتي كلها ياأجمل حاجة حصلت لي.. افتكري دايما ياغزالتي أني مستعد أضحي بنفسي ولا أشوف نظرة حزن في عينك
نهض يحملها بين ذراعيه وهو ينظر لمقلتيها
دلوقتي هنسافر لبعيد محدش يزعجنا أنا وانت وبس
لمست وجهه واردفت مبتسمة
هحبك أكتر من كدا إيه
يتبع...

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات