الفصل الثاني عشر شظايا قلوب محترقة بقلم سيلا وليد
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
"اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك "
شظايا قلوب محترقة بقلم سيلا وليد
الرواية حصري لموقع ايام
أميرتي الصغيرة ..
عانقيني بنظرات عينيك ..
دعيني أتأمل جمال الروح في محرابك
أتنهد هدوء النسمات من أنفاسك ..
أرتشف زوبعة الحب من فنجان الشفاه
ثم أحملك بأجنحتي فوق وسادة القمر ..
كالفراشة ترفرف بين أحضان الزهور ..
فإن سألوك يوما
عن موطن الياسمين
فقولي
بين شفاه من نطقوا عشقا فكانوا له أوفياء ..
إلياسالسيوفي
دلف للداخل يبحث عنها استمع إلى حركة بغرفة الملابس دفع الباب وجدها تقوم بتبديل ثيابها أغلقت سحاب فستانها ثم رفعت عينيها إليه.. سحبت نفسا قويا حينما شعرت أنها أوشكت على البكاء تعلم أنها أخطأت ووضعته بموضع خجل اقتربت منه بعدما وجدت نظراته الغاضبة
التوى زاوية فمه بعبث يشير إليها باستهزاء
- لو معملتيش كدا هشك يكون فيكي حاجة عارف ومتأكد إنك متقصديش علشان لو قصدتي أنا ممكن أموتك من غير مايرفلي جفن اقترب منها وشيعها بنظرة مهينة يضغط على ذراعها بقوة آلمتها
-لو أنت عاقلة وبتفكري قبل ماتتهوري مكنتيش حطتيني وحطيتي نفسك في موقف زي دا..أنا خلاص زهقت منك ومن تهورك...قالها ثم دفعها بعيدا وكأنها عدوى ثم أشار بإبهامه
-متخلنيش أتعامل معاكي بتعامل إلياس الظابط دا آخر تنبيه ليكي...
-أنا فعلا أستاهل ياإلياس علشان بتهاون في أغلاطك..
-وايه اللي يجبرك تتحمل واحدة زيي ياالياس باشا..
تسمر بمكانه بعدما استمع إليها..استدار إليها وتشابك بعيناها
-مش يمكن علشان اهبل ولسة بحبك..قالها وخرج سريعا.. دقائق متوقفة بمكانها لا تعرف أتبكي ام تحزن من كلماته كل ما فعلته رددت لنفسها "وانا كمان بحبك"
بفيلا الچارحي
دلفت أحلام تطالعهم باشمئزاز وهدرت قائلة
-عروسة مين دي إن شاءالله عروسة الواد اللي هناك دا أهي شبهه..
-إيه اللي حضرتك بتقوليه دا ياجدتي!..
-اخرس يالا انحنى إسحاق يقبض على كفها يقبله
-جدتك بتدلع عليك ياأرسو زعلانة علشان معملتش فرح يليق بأهل الچارحي وعزمتهم..مش كدا ياماما ..انحنى يهمس لها
-أنا مش بهدد بس لو اتكلمتي بحرف يقهر الولد وحياة رحمة أبويا هنسى إنك أمي ياست أحلام هانم..قالها وتراجع..ولكن كانت هناك أعين تراقب مايحدث فاقترب بعدما ترك كف زوجته
-كنت بتقولها إيه ياعمو..ثم رفع عينيه إلى جدته
-هو حضرتك زعلانة فعلا ولا إسحاقو بيحاول يخبي حاجة..
-أه زعلانة..اتكأ إسحاق على كتفها مبتسما يوزع نظراته بين الجميع
-أمي بتحب تتدلع علينا..ابتعدت وهزت رأسها متراجعة إلى المقعد
-كملوا احتفالكو بالعروسة أنا فعلا مضايقة علشان الواد دا كان المفروض يعرف هو تبع عيلة مين وكمان نزل لمستوى متدني زي غيره قالتها تنظر إلى صفية پشماتة ثم استأنفت
- فين بنات العائلات..
-تيتا لو سمحت..ابتعدت بنظرها قائلة
-قولي أحلام هانم أنا مش كبيرة أوي على تيتا دي هتلعب معايا ولا إيه..
ضيق أرسلان عينيه يطالعها بشك ثم ردد
-هو ليه حضرتك بتحسسيني إني واحد من الشارع
حاوطه إسحاق وأطلق ضحكات مرتفعة يجذبه لأحضانه
-الواد دا مشكلة لازم يرد كلمة بكلمة..ابتعد أرسلان وتسرب الشك داخله وعينيه على أسحاق مرة وعلى فاروق..ظل الوضع على صفيح ساخن بينهم بعض الوقت.. إلى أن افتتحت الحفلة برقصة أرسلان وزوجته ببداية الأمر
حاوط خصرها وتحرك مبتعدا بها رفضت في بداية الأمر ولكنها وافقت مجبرة بعد إصراره..
بسط كفيه لتعانق يديها واحتضنها بعينيه الحنونة لتبعث بداخلها قشعريرة قوية ابتعدت بنظرها خجلة تنظر بكافة الأرجاءنظرت ليديه تفرك بكفيها تهمس له
-مبعرفش أرقص ياأرسلان عمري مارقصت..
-حبيبتي إيدي وجعتني والكل عمال يبص علينا هفضل منتظر كتير
رفعت نظرها إليه ولمعت عينيها بخط من الطبقة الكرستالية
-مبعرفش خاېفة يضحكوا عليا..
-مش واثقة فيا...دنت منه ووضعت كفيها بين يديه ليحاوط خصرها يقربها إليه
بللت حلقها الذي شعرت بجفافه
-أرسلان هعمل إيه خاېفة..
-ارفعي راسك وبوصيلي وبس واتحركي مع الموسيقى..
هزت رأسها بالنفي وتمتمت بتقطع
-مش هقدر صدقني هدوس على رجلك..قهقه عليها وبدأ يتحرك مع الموسيقى وذراعه يحاوطها يتحدث معها حتى يسحب رهبتها
-ماقولتيش إيه رأيك في العيلة من وقت ماجينا هنا أمي استفردت بيكي..
ابتسمت بخجل مردفة
-اسمها أمك اللي يسمع أرسلان باشا مايشوفش المستوى الاجتماعي..
انكمشت ملامحه باعتراض قائلا
-ليه بقى إن شاءالله!!
مازالت ابتسامتها تنير وجهها وتناست أنها ترقص بين ذراعيه لتردف
-متوقعتش تبقى غني أوي كدا كنت مفكرة إنك من الطبقة المخملية بس الهاي كلاس دي استبعدتها..
تبتعد متلفتة حولها بخجل من حركاته
-يابنتي اثبتي أنا كنت هجاوبك بس لكن إنت اللي دماغك شمال..
-أرسلان بس بقى والله هعيط..توقفت الموسيقى مع تصفيق إسحاق لينتبهوا للجميع..حمحم وسحبها متجها إلى والدته
-إيه رأيك في مرات ابنك ياصفية خانوم..سحبتها صفية وعيناها على أحلام خوفا من انقلاب فرحتها ثم أجلستها بجوارها
-أحلى عروسة ياحبيبي ربنا يسعدكم يارب وأشوف ولادكم قريب.
انحنى يقبل يد والدته ثم رأسها رفعت رأسها تطالعه بذهول تهمس لنفسها
-هل حقا هذا الشخص هو المتجبر زوجها هذا المتكبر الذي لا يتحمل أحد إفراض رأي عليه..ظل الحفل لبعض الوقت إلى أن همس إلى والدته
-أنا ماليش في جو العيلة الخنيق دا كلهم عرفوا إني اتجوزت أهو وشايف أحلام عايزة ټموتني معرفش ليه فأنا هروح بيتي سامحيني..مش هقدر أبات هنا ووعد زي مااتفقت كل خميس هنيجي نبات معاكي وأي سفر ليا هجيب غرام لحضرتك.
ربتت على كتفه متنهدة أخيرا فهي تريد أن يذهب قبل أن تتفوه أحلام فلولا وجود إسحاق لانقلبت حياتهق
-خد بالك من نفسك ومن مراتك التفتت إلى غرام
-خلي بالك منه حبيبتي..توقفت مبتسمة تنظر إلى أرسلان وهمست
-حاضر ..سحب كفها يلوح إلى والده وإسحاق الذي تنفس أخيرا بحرية يجذب فاروق إلى المكتب حتى يطمئنه خوفا أن يصيبه مكروه..
هوى على المقعد يفتح ربطة عنقه يتنفس بتثاقل مع دخول أحلام بعد استدعاء إسحاق إليها مع الخادمة.. دلفت كالجبروت تجلس تطالعهم پغضب وهدرت معنفة إياهم
-متفكروش سكت علشان حاجة ممكن أخرج أفضحك يافاروق برة إلا إذا وافقت على شروطي..
-أملاكك كلها تتكتب باسم ملك مراتك وابن الشوارع دا ماياخدوش ولا مليم
جلس إسحاق يشعل سيجارته يشير بعينيه لفاروق على أن يهدأ ثم سحب نفسا من تبغه ينفثه بهدوء وعينيه على والدته متمتما
-أنا صبرت عليكي كتير ودا مش حبا فيكي دا علشان اسم العيلة اللي وعدت أبويا إننا نحافظ عليه معرفش بأي حق جاية تتكلمي هو مش حضرتك اتبريتي مننا وروحتي اتجوزتي راجعة وعايزة إيه..فتحت فاهها للحديث
-الماضي لسة قدام عيوني ياأحلام هانم ياريت نهدى ونتلم كدا أنا عن نفسي متبري منك وبحاول أضغط على نفسي وأتقبلك قدام المجتمع علشان فاروق مش أكتر إنما إنت متهمنيش ولو حتى خطوة للباب دا أقسم برب العزة لو نطقتي كلمة واحدة قدام أرسلان لأطلعلك إسحاق القديم أظن فكراه كويس ..المرة اللي فاتت فاروق أنقذك من تحت إيدي المرة دي مش هرحمك لمي الدور وارجعي لجوزك وعياله حقك وأخدتيه جاية لعندنا ليه..
-إسحاق اټجننت إنت ناسي بتكلم أمك..
اعتدل يطالعه