الإثنين 06 يناير 2025

رواية شظايا قلوب محترقة الفصل26

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الرواية حصري
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
أبحث عن تلك اليد التي تلامس روحي قبل أن تلامس يدي
تلك اليد التي تلون حياتي بألوان السعادة
وترسم على صفحات عمري ابتسامة لا تغيب.
أحتاج إلى دفء يذيب برد الأيام القارس
وإلى حب يعيد لقلبي نبضه الحقيقي
حب يضيء دروبي في كل وقت وحين.
أين هي تلك اليد التي ستحمل معي أثقال الحياة

تلك اليد التي ستزرع في طريقي ورود الأمل
وتمنحني من قلبها طمأنينة تريح الروح وتغنيها.
أحتاج إلى من يلهمني أن الحياة تستحق العيش
وأن الفرح ليس بعيدا بل بين يدي من يشاركنا الفرح والهم.
أين من يعيد إلى نفسي يقينها
ويزرع في قلبي الأمل من جديد
ميرال إلياس السيوفي
ظل يدور بسيارته لساعات غارقا في أفكاره عاجزا عن مواجهة ما يحدث..لكن في النهاية عاد إلى المستشفى كأن شيئا ما كان يجذبه للعودة هناك وجد إسحاق جالسا على المقعد عينيه معلقتين على باب غرفة العمليات وكأن الزمن توقف عنده.
اقترب منه ببطء محاولا أن يخفي ارتباكه
لسه مخرجش من العملية
رفع إسحاق رأسه ببطء نظر إليه بعينين مليئتين بالحزن واليأس. بدا وكأن الكلمات ثقيلة على لسانه لكنه تحدث بصوت متحشرج
عارف إنك مصډوم... بس ده أبوك يا أخي! ينفع تسيب أبوك في العمليات وتمشي هو ده اللي رباك عليه
صمت المكان من حولهما ولم يبق سوى صوت الأجهزة البعيدة في المستشفى شعر بثقل الكلمات تضغط على صدره وكأنه يتنفس بصعوبة لم يكن يعرف ماذا يقول لكنه أدرك أن إسحاق كان محقا...
سحب نفسا عميقا وزفره ببطء وكأنما يحاول أن يتماسك بصعوبة قبل أن يهمس بصوت مبحوح
آسف يا عمو... سامحني أنا فعلا تعبان بجد.
ربت إسحاق على ركبته بحنو وكأنه يحاول بث الطمأنينة في قلبه لكنه فجأة انتفض مع انفتاح باب غرفة العمليات. وقف إسحاق متوترا خطواته مترددة نحو الطبيب الذي خرج. تطلع الطبيب إليه بنظرة جامدة قبل أن يتحدث ببرود يقطر ألما
عملنا اللي قدرنا عليه...الساعات الجاية حرجة...ادعوله.
قال كلماته وغادر تاركا إسحاق مشدوها عيناه معلقتان بالباب المغلق. وقف مكانه عاجزا يحدق في الباب وكأنه يريد أن يقتحمه ليصل إلى أخيه ليخفف عنه ولو قليلا من آلامه.
الټفت ببطء وكأن الزمن قد ثقل على كتفيه ليجد أرسلان واقفا أمام النافذة الزجاجية عيناه شاخصتان نحو والده الممدد تحت الأجهزة. اقترب إسحاق بخطوات مثقلة وعيناه معلقتان بجسد فاروق المنهك.
وقف بجانبه تنفس بعمق وكأنه ينتزع من صدره حملا ثقيلا قبل أن يقول بصوت مرتجف
فاروق مش مجرد أخ يا أرسلان...فاروق كان أبويا.
بقلم سيلا وليد
توقف للحظة وكأن الكلام يتعثر في حلقه ثم أكمل بصوت مبحوح مليء بالۏجع
جدك كان موجود بس فاروق هو اللي شالني هو اللي كان مهتم بيا.. عمره ما حسسني باليتم حتى لما أمي أحلام هانم سابتنا وراحت تتجوز وقف وقال لي وإنت محتاجها في إيه هو أنا قصرت معاك.
ارتعشت يده وهو يمسح وجهه ثم استدار نحو أرسلان بجسده بالكامل عيناه تفيض بۏجع السنين
فاروق شال الدنيا على كتافه عشان يبني لنفسه اسم بعيد عن العيلة. فاكر لما لقاك كنت طفل صغير ملفوف في بطانية في عز البرد والجوع. فاروق شالك من غير تردد وقال الولد ده مكتوب له يعيش معايا. ومن وقتها بقيت ابنه...لحد ما الدنيا انقلبت عليه تاني.
صمت إسحاق فجأة وكأن الكلمات ټخونه بينما أرسلان كان ينصت وجهه جامد لكن عيناه تكشفان عن عاصفة داخلية رفع أرسلان رأسه ملامحه مشدودة بالڠضب والخذلان وصوته خرج متحشرجا
ليه ماقولتش ليه سكتوا الوقت دا كله
حاول إسحاق الرد لكن أرسلان قاطعه پعنف عيناه تلمعان پغضب أشبه باللهب
كنت عارف إن إلياس اخويا علشان كدا حاولت تبعدني عنه اقترب خطوة وعيناه تنطق بكم الخذلان الذي شعر بهما
كنت عارف إن فريدة السيوفي أمي مش كده!
حاول إسحاق التحدث لكن أرسلان لم يترك له مجالا..واندفع نحوه وأمسك بجاكيته بقوة عيناه تغليان بالڠضب والدموع التي تأبى أن تسقط
كنت عارف... كنت عارف إن أمي اتظلمت وإنها اتحرمت مني ومن إلياس..عارف إنها دفعت تمن غلطات غيرها و سكت..كنت عارف ومع ذلك منعتني عنها
ارتجفت يداه وهو يضغط على إسحاق پعنف ثم تركه فجأة عيناه تلمعان بالدموع والڠضب الذي يفيض كبركان ثائر
أبويا ماټ مقتول أمي اتحرمت مني وأخويا ما عرفتش عنه إلا بالصدفة صمت للحظات وكأنه تذكر شيئا
دلوقتي فهمت كلام مدام احلام ليه كانت بتقول ابن شوارع ورغم كدا كنت ساكت!
تراجع أرسلان خطوة نظراته تشتعل بڼار الڠضب قبل أن يقول بصوت يشبه الوعد
مش هسامح...هفتح كل الملفات وهطلع كل الحقايق وأولع في كل اللي كانوا السبب.
ترك إسحاق واقفا مكانه وانطلق مبتعدا بخطوات ثقيلة وكأن الڠضب الذي بداخله يكاد يفتك به.
ظل يجوب بسيارته الشوارع بلا هدف كأن الطرق لا نهاية لها وكأن جسده يتبع تيه روحه توقفت السيارة أخيرا أمام مياه النيل الهادئة ذلك الشاهد الصامت الذي لطالما احتضن أسرار الموجوعين. أسند أرسلان رأسه للخلف واڼفجرت دموعه كأنها بركان مكبوت ظل مختبئا لسنوات شهق پعنف يحاول إخراج ما يعصف بصدره وهمس بصوت متهدج
إزاي حياتي تتقلب كده ليه يا رب!
ارتعشت أنامله وهي تمسح دموعه بلا جدوى والألم كان يعتصره كقبضة حديدية لا ترحم. ذكريات لقائه بإلياس بدأت تلوح أمام عينيه كأنها شريط سينمائي يعيد نفسه بلا نهاية تردد صوت فريدة في رأسه كلماتها في المستشفى تتكرر كأنها طعڼة خنجر بطيئة
أخوك...هي قالت أخوك!
رفع رأسه فجأة وشعر بأن هناك صاعقة تضربه بقوة..عيناه احمرتا من كثرة البكاء قبض على المقود بقوة حتى ارتعشت أصابعه ثم ضربه بقبضته پعنف ېصرخ بصوت مرتعش ومبحوح
أخ... عندي أخ!
رن هاتفه مرارا لكن صوت الرنين كان بالنسبة له كصدى بعيد لا يعنيه فجأة عندما تصاعد الرنين للمرة العاشرة ألقى نظرة على الشاشة..
. إلياس. التقط الهاتف بيد مرتجفة وكأن ثقله أصبح فجأة لا يحتمل أجاب بصوت متحشرج ومتهدج
أيوة...
جاءه صوت إلياس مشحونا بالقلق والڠضب المكبوت كأنه يحاول السيطرة على انفعالاته
أرسلان! إنت فين من ساعة ما خرجت من المستشفى وأنا مش عارف أوصلك رد علي بالله عليك!
شهق أرسلان شهقة عميقة كأنها تسحب الهواء من رئتيه ثم اڼفجر بصوت متحشرج مليئ بالألم
فاكر لما أنقذتني في إيطاليا فاكر لما مراتك قالت إننا شبه بعض وقتها ضحكت عليها فاكرها بتهزر لكن...لكن دلوقتي بس فهمت سحب نفسا أو عميق واستطرد بصوت ممزوج بالألم
كنت بتمنى يكون ليا أخ يا إلياس...طول عمري كنت بحلم بده رغم إن إسحاق كان كل حاجة بالنسبالي لكن فكرة يكون ليا أخ حقيقي...حاجة تانية.
حاول أن يبتلع وجعه ويصمت عن البكاء و لكنه فشل تابع بصوت ينكسر مع كل كلمة
تفتكر فيه إحساس أحلى من إحساس الأخوة أنا كنت حاسس بده معاك حتى من غير ما أعرف كنت بحبك زي ما الأخ بيحب أخوه وكنت دايما وراك...في كل خطوة زي ظلك..عمري ما سألت نفسي ليه...بس دلوقتي عرفت.
ران صمت ثقيل على الطرفين كأنما الكلمات خذلتهم أمام وطأة المشاعر..ثم استأنف أرسلان حديثه بنبرة مشحونة بالڠضب والۏجع المكتوم
إلياس... الست اللي كنت بعتني أتحرى عنها... طلعت أمنا..فريدة هي أمنا يا إلياس طيب ازاي

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات