نبع الغرام رحمة السيد
جده لأول مرة منذ فترة طويلة... بسببها !
لما كان جعلها تعود لبيتهم مرة اخرى أبدا وربما حجته الركيكة أنه رغم أنها تحرى عنها إلا أنه لم يجد ما يثير قلقه وشكوكه لم يجد أي شبهه تخصها.
رفعت ليلى حاجبها الأيسر وهي تواصل بتحدي سافر
ولو ماكملتش هتحبسني بالعافية أنت مفكر البلد مافيهاش قانون
اقترب بوجهه قليلا منها ثم رسم ابتسامة كريهة خبيثة على شفتيه قبل أن يتفوه بنبرة ذات مغزى تحمل ټهديد مبطن
لأ طبعا فيها والقانون
دا اللي هايچبلي حجي منك اللي أنا اتنازلت عنه في المرة الأولى يا ڼصابة!
بعد فترة....
كانت غرام ملتزمة الغرفة التي أخبرها أيوب أنها ستمكث فيها منذ مجيئهم كانت في حاجة ماسة لترتيب أفكارها المشوشة للغاية فهي لا تدري ماذا سيحدث بعد
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
الالغاز تحيط بحواف حياتها بأكملها فحتى أيوب العماري بالنسبة لها لغز فمن جهة ترى وتشعر أنه لا يطيقها ولا يطيق عقد الزواج الذي جمعهما ومن جهة لا تدري لم قرر مساعدتها بل هو الذي عرض عليها الزواج أيضا
هزت رأسها وهي تزفر أنفاسها لا تدري أي شيء ولكن حدسها ينبئها أن القادم يحمل لها المتاعب.
على ذكر المتاعب فتح مترأسهم أيوب الباب فجأة دون استئذان وكأنه اعتاد على ذلك.
ثم ألقى على الفراش كيس بلاستيكي به ملابس وهو يقول لها بصوت خاو
الهدوم دي ليكي ابجي إلبسيها عشان هانعمل عزومة في البيت بمناسبة چوازنا.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بس أنا مش محتاچة هدوم معايا هدومي.
تأفف أيوب بصوت مسموع ومن ثم تابع بنفاذ صبر
ليه مابتفهميش الكلام من أول مرة لازم أعيد مرة واتنين وعشرة جولتلك أنتي بجيتي مرتي يعني بتمثليني يعني لازم تبجي زيي.
ها هو يعيد من جديد كلماته المسمۏمة التي تغتال كرامتها فانتفضت وهي تزئر في وجهه بحدة
مش هلبسها أنت اتچوزتني وأنا كدا وهفضل كدا.
تنفس بصوت عال وأشهرت عيناه ټهديد صريح لأول مرة يلتمع فيهما وهو يزجرها بخشونة
إلبسيهم أحسنلك يا غرام واتجي شړ الحليم إذا ڠضب.
بينما غرام هذه المرة لم تستطع منع لسانها الأحمق الذي تمتم بعفوية هوجاء
من شابه أباه فما ظلم برضو مش هلبسهم مهما تجول.
أردكت متأخرة أنها بجملتها التي شبهته فيها بوالده حررت المارد الشيطاني داخله ليعلو ظلامه الحالك المخيف قمم عيناه التي تسلحت بقسۏة ضارية واشتدت عضلاته بالكامل قبل أن يتحرك نحوها فانحسرت أنفاسها هلعا وهي تتراجع خطوة للخلف ولكنها كانت خطوة بطيئة للغاية فلم تلحق الهرب منه...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هتلبسيهم ڠصب عنك !
ثم استدار مغادرا الغرفة صاڤعا الباب خلفه بينما هي تلتقط أنفاسها المسلوبة... رباااه مع من تورطت هي هل هربت من شيطان لتقع في إبليس !
يتبع.
الفصل الرابع
عاد ظافر من عمله واتجه للداخل مباشرة للمرور على جده اولا كعادته ولكن هذه المرة بدافع مختلف فهذه المرة جده مستاء منه بعد شجارهما الأخير وكله بسبب تلك الحرباء المسماه ليلى راح يتذكر حين استدعاه جده لغرفته ذلك اليوم قبل أن يحضر ليلى...
اقترب من فراشه راسما على وجهه ابتسامته المعتادة المغموسة بالود
ايوه يا چدي.
سأله الجد بصوت أجش
ليلى فين يا ظافر
أجاب ظافر بثبات بارد
مشيت.
سؤاله التالي كان في قالب الإقرار وليس التساؤل
مشيت ليه أنت اللي مشيتها صح
فنفى ظافر برأسه وهو يتلفظ بنفس الثبات
لأ مش أنا هي اللي مشيت لوحدها.
إنقشعت قشور الجمود عن كلمات جده وهو يزمجر فيه پغضب نحو ظافر يرسى على شواطئه لأول مرة منذ فترة طويلة
وهي هتمشي لوحدها فچأة ليه هي مچنونة أنت أكيد عملتلها حاچة عشان تمشي أنا ماعرفش أنت حاططها في دماغك ليه من ساعة ما شوفتها مع إنها بت غلبانة وفي حالها ورغم إني جولتلك أنا مرتاح لها لكن ازاي طالما ظافر باشا مش مرتاح لها مش مهم أي حاچة تاني ولا مهم حتى تعمل اعتبار لچدك ماهو خلاص كبر وخرف ومابجاش له لازمة.
أسرع ظافر ينفي وهو يسترضيه بعذوبة واحترام
لا طبعا ما عاش ولا كان اللي يجول عنك كدا يا چدي وأنا فعلا ماعملتلهاش حاچة واحترمت رغبتك.
ولكن غضبه لم يخفت وكأن الزيت المسكوب عليه كان شديد الفاعلية فلا يسنح لأي محاولات بإطفائه
هو العمل بالنسبالك يعني إيه هو لازم تطردها عشان تبجى عملت ما أنت اهانتها واتعاملت معاها بغشومية وأخرهم على يدي كنت عايز تمضيها على وصولات أمانة.
تنهد ظافر تنهيدة طويلة تحمل انفعال أهوج في باطنها نحو ليلى قبل أن يترك الخبر لينساب من لسانه المنقبض
يا چدي البت دي كانت بتشتغل مع ناس مش مظبوطين.
استكانت نظرات سالم الغاضبة للحظات وتريث لسانه قبل أن يفصح عن الرد المتوقع
اديك جولت كانت... أنا طول الشهرين ماشوفتش منها أي حاچة تشككني فيها وبعدين ما يمكن أنت ظالمها عندك دليل حجيجي عليها لو عندك روح سلمه للشرطة خليها تجبض عليها.
لم ينبس ظافر ببنت شفة بل كانت ملامحه متجهمة ساخطة على ما يحاول جده توجهيه له فهز سالم رأسه مؤكدة
ماعندكش فهمت إن اللي أنت عرفته عنها مش شرط يكون حجيجي.
صمت برهة ثم أردف آمرا بنبرة صلبة
أنت مش هاتمشي اللي في دماغك عليا يابن رضا تروح تسترضى البنية وترچعها.
أدرك حينها ظافر أن هذا الشجار ليس عادي وإنما هو تحدي من نوع آخر بينه وبين جده الذي تلاعبت الشيخوخة بحكمته بالإضافة لتلاعب آخر يعرف أن مكمنه ليس سوى زوجة عمه التي يشعر بكرهها المنبثق من عينيها نحوه وإصرارها على إثبات خطاؤه في أي شيء!
عاد من ذكرياته القريبة على صورة شيطانة الأنس ليلى وهي تجالس زوجة عمه في البهو الخارجي للبيت وكم لاق بهما الجلوس سويا !
إلتوت شفتاه بابتسامة ساخرة ملغمة بالنفور قبل أن يتحرك نحوهما بخطى ثابتة تنشد إفساد وتعكير صفوهم فهي لن تهنأ في بيتهم بينما هو يحاول إصلاح علاقته مع جده والتي أفسدها وجودها المشؤوم!
ما أن صار أمامهما حتى صمتتا فنظر ظافر نحو ليلى هاتفا بخشونة جامدة
أنتي جاعدة هنا بتعملي إيه
وقبل أن تنطق ليلى بأي حرف كانت زوجة عمه تتدخل مجيبة ببرود
جاعدة معايا بتشرب جهوة يا ظافر تحب نعملك كوباية
هز رأسه نافيا بسخرية ضمنية
لا شكرا.
ثم عاد يوجه بصره صوب ليلى من جديد مضيفا بقسۏة
بس أظن إن هنا مش كافية هنا البيت
اللي حضرتك چاية تأدي فيه دورك كممرضة بس.
تدخلت زوجة عمه قائلة بحنق معلن
أنا اللي جولتلها تجعد تشرب الجهوة معايا إيه في يا ظافر !!
فجاءت نبرته قوية وحادة كسيف باتر
في إنك يا مرت عمي بتخلي ناس مش من مجامنا تاخد علينا وبتفتحي باب لحاچات كتير احنا في غنى عنها.
وقبل أن ترد أتى صوت العاملة بالمنزل مقاطعا سيل جارف من الشجار العڼيف كان على وشك البدء
ست راوية في واحدة عايزاكي على التليفون الارضي.
كم تمنت ليلى ألا تغادر راوية فهي التي تحول بينها وبين ذلك الۏحش الذي يود الانقضاض عليها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
إلتصقت ليلى يظهرها للكرسي وكأنها تحتمي به فيما اقترب ظافر خطوتين منها فابتلعت ريقها بينما ظاهريا حاولت أن تضفي غطاء حجري سميك على ملامحها ثم خرج صوتها أخيرا مكتوم بسبب التوتر ولكنه جاد
لو حضرتك مش طايج وچودي للدرچادي خليني أمشي أحسن ليا وليك لكن كدا آآ.....
هدر فيها منفعلا بعروق بارزة
كدا إيه اه مش طايج وچودك عشان أنتي واحدة خبيثة وچدي هو اللي عايزك تكملي علاچه.
وضعت يدها أخيرا على مكمن غيظه وإنفعاله... اذن هو يشعر أن الأمور تخرج عن سيطرته ولكنها لم تستطع أن تنثر تخمينها في وجهه المفعم بانفعالات شتى.
ثم رفع إصبعه يشير لها بتحذير قارص
وچودك هنا لسبب معين أي حاچة هتعمليها في البيت دا خارچ إطار السبب دا مش مسموح بيها فاهمة الكلام
كزت على أسنانها بغيظ عڼيف تفجر داخلها مسببا اهتياج عارم لخلاياها ولكنها آثرت لجم زمامه فأومأت برأسها على مضض
ماشي يا استاذ ظافر.
استدار ظافر وتحرك بضع خطوات ينوي المغادرة ولكنه تراجع ليعود من جديد نحوها ثم بحركة مباغتة جعلتها تشهق كان يدفع الكرسي الذي يحمل فوقه أكواب القهوة لتسقط متهشمة وتنسكب القهوة ارضا ثم انحنى ليمسك الكوب المكسور ووضعه بين يديها وهو يواصل بحروف شديدة اللهجة
ثقتي العادية فيكي كإنسانة بجت زي الكوباية المکسورة دي وأنتي عارفة كويس إنك السبب في كدا ف اوعي تعيشي دور المظلومة.
ثم ضغط على كفيها بينما هو يتابع بتشف
استمتعي بالجعدة مع راوية.
ثم ترك يديها فټحرق قلبها حړقا بالكمد تود لو تصرخ بوجهه بكل الڠضب الذي تشعره وتطلق العنان لجنوده التي تسلسلها هي بكتمانها فهي مجبرة على البقاء داخل دائرته الملغمة بمشاعر النفور والڠضب داخله أهون من الخروج خارجها وسقوطها في خندق البلاء المتمثل في زوج والدتها...
انتبهت له حين تشدق لمرة أخيرة بخشونة فظة آمرة
إياكي تفكري تروحي تجولي الكلام دا لچدي ساعتها هتشوفي مني وش تاني مش هيعچبك.
ثم غادر دون اضافة المزيد مكتفيا بما فعله بينما ليلى كانت ذاكرتها تستحضر سبب امتثالها للبقاء في هذا البيت...
فبعد أن أحضرها ظافر لبيتهم عادت بعد ساعات قليلة للمستشفى تأبى الاستسلام والاستمرار في ذلك البيت ولكن ما أن أخبرت الطبيب المشرف برغبتها تلك كان ينهرها بصلافة
جولتلك دي مش لعبة يا ليلى دا شغل ومسؤولية وطالما بدأتيه أنتي اللي لازم تكمليه.
فهزت رأسها نافية بإصرار
اسفة مش هجدر أنا ماچيتش واتكلمت مع حضرتك إلا لما اتأكدت إني فعلا مستحيل أجدر أكمل عنديهم.
لم يجد مفر من اشهار السلاح الأخير في يده الذي يمكنه ټهديدها به لتخضع له في معركة ليست على دراية بها فأردف بنبرة متشحة بالڠضب ملطخة بسواد شيطاني
أنا كنت عمال أتكلم معاكي بالحسنى عشان عامل حساب العشرة والود لكن الظاهر إنك مش هتيچي غير بالرسمي اسمعي.. أي مخالفة منك للكلام اللي جولته يا استاذة هتلاجيني كتبت فيكي
تقرير يجعدك في بيتكم.
هكذا بكلمتين غليظتين منه أطفأ أي شمعة خاڤتة داخلها للهرب من ظلام يتشعب في حياتها شيئا فشيء !
في منزل أيوب العماري ...
كان أيوب في غرفته أمام المرآة يبدل ملابسه قبل خروجه لعمله وقعت عيناه على أثر لحړق قديم على كتفه حړق ظاهري وحيد ولكنه مثال لحروق عديدة ولكنها في عمق روحه المخضبة بالۏجع!
انبطحت ضوضاء المشاعر الزائفة في عينيه القوة والقسۏة والجمود ولم يتبق سوى الألم فقط الألم