ضبط وإحضار لمنال سالم
الكلمات قد تبخرت من على طرف لسانها في حين تولت بسنت الرد باندفاع مبرر
مش تمام هو احنا مزعلينك في حاجة يا سيادة الرائد لسه شايل مننا من ساعة اللي حصل!!
أجابها في هدوء وقد حول نظره تجاهها
لأ بالعكس أنا نسيت الحوار ده...
ثم عاد لينظر بإمعان نحو بهاء وهو يكمل جملته بنبرة ذات مغزى
وبعدين إنتو من أحسن الناس عندي وليكم مكانة مميزة كمان.
أومال لو مكونتش بتعزنا!
على نفس النبرة الجادة أخبرها
كل ده لمصلحتكم وعلشان عضمك ينشف ويبقى عندكم خبرة تفيدكم.
انتقدته في مزاح
ده معدتش في عضم خالص.
قال مترفقا
كانت على وشك التفوه بشيء لولا أن اقتحم جلستهم هؤلاء الشابات المتطفلات حيث قامت إحداهن بالإلحاح على عمر بقولها المتدلل
عايزين نتصور مع حضرتك يا سيادة الرائد بليز ما ترفضش.
شبك يديه خلف ظهره ليبدو منتصبا في وقفته الشامخة وقال بلا ابتسام
مافيش مشكلة خلونا ناخد صورة جماعية.
وافقه أمير في الرأي معلقا
لحظتها رفعت بسنت يدها معترضة
أنا مش معاكو في الصورة دي.
غامت تعبيرات أمير بشكل ملحوظ وسألها مستفهما بتوجس
ليه بس
أتى ردها عفويا وهي تشير إلى هيئتها
أتصور إزاي وأنا في أسوأ حالاتي
دون أن تفتر ابتسامته العذبة أخبرها وكأنه يتغزل بها بصورة متوارية
بالعكس ده إنتي جميلة مش محتاجة حاجة تحليكي بزيادة.
يالا يا سياة الرائد.
آنئذ تجاهلها عمر ليوجه كلامه إلى من يهتم بأمرها حقا
تعالي يا أستاذة بهاء معانا.
ازدردت ريقها رافضة بتجهم ملحوظ
مالوش لزوم.
أوضح لها عن قصد ونبرته لا تبدو ممازحة على الإطلاق
لحظتها نظرت إليه مرة ثانية بتحير لتجده يرمقها بنظرته القوية فاستسلمت قائلة بحرج طفيف
حاضر هجيب صاحبتي وأجي.
انتظر انتظام الجميع في صفين متوازيين الشابات تقفن في حذا بعضهن البعض في الخلفية ومن أمامهن الشباب يركعون على ركبة واحدة متأهبين لالتقاط الصورة التذكارية الخاصة بانتهاء جولتهم في القاعدة الجوية. تأكد عمر من جعل الجميع يتمركزون في أطوال متناسقة لغرض ما في نفسه ثم أفسح المجال له ولمن عاونه في ذلك التدريب بالوقوف في المنتصف. تفاجأت به بهاء ينقلها من موضع وقوفها المتطرف إلى جواره فرفعت حاجبيها للأعلى متطلعة إليه في ذهول مشوب بالاحتجاج فأخبرها دون أن يبتسم
اعترضت عليه بصوت خفيض
بس في أطول مني وكده ال...
قاطعها بصوته الحازم
أنا القائد وأحدد مين يقف جمب مين.
ضيقت عينيها باسترابة خاصة حينما تكلم بأسلوبه الغريب
وبعدين كده وشك هيبان أكتر.
زحفت الحمرة الدافئة إلى وجنتيها لتشعرها بسخونة عجيبة تجتاح أوصالها ما لبث أن تضاعفت وهو يخبرها بخفوت
وأنا عايزك جمبي!
تخشبت في موضعها مصډومة لا تعرف بماذا تجيب أو تعلق اكتفت فقط بالترديد في عقلها
أكيد اللي أنا حساه ده مش أوهام!
حاولت التظاهر باللا مبالاة آملة ألا يحس بالارتباك الذي يختلجها وهي تجاوره في وقفته المعتدة بنفسه ومع هذا أحست بالتفرد والتميز وبكونها استثنائية رغم كون تصرفه قد يبدو عاديا للبعض.
حينما وصل الجميع إلى الأكاديمية بدأ الحشد في الافتراق كل متجه إلى سيارته أو إلى منطقة ركوب الحافلات من أجل العودة إلى المنزل والاسترخاء. كعادتهما وقفت بهاء مع بسنت في الجراج الخارجي تثرثران عن موجز ما دار قبل أن تتساءل الأولى باستغراب وعلامات