الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 70 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


بسنت إلى رفيقتها تتوسلها في حرج بالغ
بهاء.. الحقيني.
هزت كتفيها مبدية عجزها عن مساعدتها وتمتمت بابتسامة خجلى
أنا عايزة اللي يشلني!
استقر الجميع بعدما هبطت المروحية الأخيرة في مبنى الخدمات المحلق بالقاعدة الجوية حيث تتوافر به كافيتريا رئيسية تقدم للزائرين كافة ما يحتاجون إليه. كانت غالبية الشابات مجتمعات حول عمر يتحاورن معه بألفة ومودة زائدتين عن المعتاد ولما لا وقد أوشك التدريب على الانتهاء تماما وهن بحاجة لتوطيد الصلات به لعل وعسى تظفر إحداهن به كخطيب مستقبلي محتمل!

على مائدة دائرية صغيرة تكفي لفردين جلست بهاء ومعها بسنت معزولتين عن الجميع لكون الأخيرة تعاني من اضطرابات وتقلصات بالمعدة جراء معاناتها من تبعات رحلتها الجوية ففضلت الجلوس بعيدا عن أي صخب لئلا تثير الفضائح في حالة ازدياد وثيرة شعورها بالغثيان وتصاعد سوائل معدتها للأعلى وخروجها على هيئة قيء وما أقرب حدوث ذلك! بدت سحنتها منقلبة للغاية ونظراتها شبه زائغة ولم تكف عن الشكوى لرفيقتها فاستطردت بلوم صريح
لو قولتيلي تاني في أي تدريب في أي حتة أنا مش هعرفك كفاية اللي حصل طول اليوم.
نظرت إليها بهاء في صمت ليس لأنها غير قادرة على الرد عليها بل لكون عقلها مشغولا بالتفكير في أمر بعينه وشعورها بالضيق يتعمق في وجدانها. استمرت بسنت تخاطبها على نبرتها اللائمة
بجد أنا جسمي ساب من بعضه وبطني قالبة عليا لأ والتاني جاي يجامل ويشلني هيتقال عني إيه أكتر من كده
ضغطت بهاء على شفتيها متمتمة وعيناها تتجهان تلقائيا إلى حيث يقف عمر وسط الشابات المتحلقات من حوله
وأنا هعرف منين إن كل ده هيحصل ما أنا زيي زيك.
مسحت صديقتها بمنديلها الورقي عرقها البارد من على جبينها وأنذرتها بغير تساهل
أهوو تحذير للي جاي احنا كفاية علينا دراسات عليا وتعليم.
سرعان ما رفعت بسنت رأسها للأعلى عندما جاء أمير ساحبا مقعدا من الطاولة القريبة ليضعه في مواجهتها حتى يجلس عليه ابتسم لها متسائلا في نبرة مهتمة
عاملة إيه دلوقت
كانت ترسل له نظرات حادة كأنها عائدة من رحلة مۏت لا رحلة تدريبية مألوفة تصلبت في جلستها وجاوبته بتذمر 
مش كويسة خالص.
مد يده ناحيتها بشريط دوائي موضحا لها
الدوا ده هيساعدك تبقي أحسن هو علشان غثيان المعدة.
أخذته منه قائلة في تبرم منزعج
يا ريت تبطلوا مفاجآت تاني أنا جبت أخري.
اتسعت ابتسامته اللطيفة نسبيا وهو يعلق بهدوء
خلاص معدتش فاضل في تدريبنا إلا المحاضرة الختامية وتسليم الشهادات.
في التو همهمت وهي تدس قرص الدواء في فمها بتعجل
الحمد لله يا رب ربنا ما يعودها أيام.
عاتبها في رقة قاصدا التعبير عما يجوس في نفسه
ليه بس كده ده أنا حتى مبسوط بوجودك فيه.
رمشت بعينيها مرددة بلا صوت وكأنها لم تستوعب بعد اعترافه الغريب
هو بيعاكسني ولا إيه
في تلك الأثناء غزت الحمرة وجه بهاء عندما أمسك بها عمر وهي تنظر إليه بتركيز لم يحد ببصره عنها وظل يطالعها بنظرات قوية ثابتة أجبرتها في النهاية حينما تداركت أنها أطالت التحديق به على إشاحة عينيها بعيدا محاولة التغلب على شعور الضيق الذي ما زال يلازمها منذ أن كانت على المروحية وشاهدت غيرها تغازله بأريحية واستمتاع. أرادت أن تبدو غير مبالية بما يقوم به من تصرفات لأن شأنه ببساطة لا يخصها مثلما كانت من قبل معه لكنها وجدت صعوبة في العودة إلى نقطة البداية وكيف تعود وفي أعماقها انتفض شيء ما من أجله تضاعفت خفقة قلبها پعنف عندما سمعت صوته قريبا للغاية يسألها لترفع وجهها دفعة واحدة للأعلى ناظرة إليه
إيه الأخبار
لم تنطق بكلمة وكأن
 

69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 89 صفحات