تكملة لروزان مصطفى

ولما صحيت عملت أكل تيجي أعزمك على نسكافيه ونسهر في بلكونة جدو شوية الجو برا برد نسيمه لطيف والڤيو بتاع وسط البلد والعماير القديمة ميتعوضش. 
إبتسمت يافا وقد تحمست للفكرة ثم قالت بسخرية وهتعزمني على نسكافيه في مياه الكاتل ولا هقف على البوتوجاز زي الطريقة القديمة 
ضحك تيام ثم قال لا في الكاتل جايب كمان بسكويت سابليه هتلاقيه في الثلاجة علبة زرقا طلعيها حطيلنا في طبق. 
وقف تيام يعد المشروبات الساخنة التي سيرتشفونها في الشرفة وإلتقطت يافا من الثلاجة علبة الحلوى ووضعت منها في صحن ثم وضعت الصحن على سور الشرفة العريض وإستندت عليه وهي تنظر للقمر المكتمل الذي زين السماء ك لوحة لفنان إبتسمت والهواء يداعبها بجرأة حتى شعرت بذراع تيام يحتك بذراعها وهو يعطيها المشروب الخاص بها ويقول حطيتلك معلقة سكر صغيرة عشان السابليه مسكر. 

يافا وهي تنظر له قالت إنت غريب أوي بجد متوقعتش خالص تتكلم معايا كويس ونسهر وبتاع. 
تيام بضحكة وهو يرتشف من الكوب الخاص به أيوة ما أنا شوفت النظرة على وشك أول ما قومتي من النوم كان باين إنك ناوية على خناق فقولت الطيب أحسن في مثل عندكم في مصر بيقول إطعم الفم تستحي العين. 
ضحكت يافا حتى إهتز المشروب في يدها وقالت عرفته منين دا مين قالهولك. 
تيام وقد بدأ في تناول قطعة من الحلوى السوشيال ميديا مخلتش حاجة المهم قوليلي ناوية تشتغلي 
يافا وهي تتنهد أكيد أه مش هقعد كدا تعرف اللي مضايقني إيه 
تيام بتركيز مع حديثها إيه 
يافا وقد شردت في القمر مفيش حد في مصر بيشتغل بشهادته.. 
قاطعها تيام وقال دا كلام مش مظبوط بيقولوه الناس اللي مش عارفين يشتغلوا بشهادتهم بشوف دكتور متخرج من كلية الطب بيشتغل أهو أو صيدلي مثلا
ضحكت يافا وقالت مبتكلمش عن الدكاترة على فكرة بقى في كتير متخرجين من طب مبيشتغلوش بشهادتهم وصيدلانيين كمان ملهومش فيها تلاقيه موقف في الصيدلية طالب حقوق أو حتى خريج كلية تانية الدنيا باظت خالص. 
أخرج هاتفه من چيب بنطاله وقال إقفلي باب البلكونة عشان هشغل أغاني. 
إتسعت عينا يافا وهي تقول أغاني بالليل كدا هتصحي الناس. 
تيام وهو يبحث عن أغنية مناسبة قال لو قفلتي باب البلكونة محدش هيصحى لإن مفيش حد نايم في وسط البلد غير مامتي ومامتك تقريبا القاهرة مبتنامش يا بنتي. 
أغلقت يافا باب الشرفة ثم إستندت بظهرها على سور الشرفة وتيام مستند ببطنه وذراعيه نظرت له وقالت اللي يليق على الوقت دا وعلى وسط البلد بجد هو صوت أم كلثوم. 
إبتسم تيام بهدوء وقال ما أنا هشغلها فكراني عشان جاي من بلاد برا مبحبهاش كفاية موسيقى أغانيها أيقونة بجد في الفن. 
يافا وهي ترجع رأسها للخلف بإستمتاع على تلك الأمسية دا بس عشان إنت إهتمامك بالفن مالوش حدود وبتدرسه لناس لكن فعليا في ناس بتزهق من صوتها. 
تيام بهدوء هي أذواق ملهاش علاقة بالحس الفني أو النضج كل واحد ليه ذوقه الموسيقي. 
قام بتشغيل أغنية أم كلثوم التي تقول كلماتها قبل ما تشوفك عينيا عمري ضايع يحسبوه إزاي عليا إنت عمري  
يافا بسعادة الله بحب الأغنية دي أوي بابا الله يرحمه كان بيشغلهالي الصبح في العربية وهو واخدني للمدرسة. 
تيام وقد بدأ الهواء في مداعبة شعره أيضا الله يرحمه ما تيجي نقعد. 
يافا بضحك عاوزة أقولك كدا بس مكسوفة نقعد على الأرض مش لازم كراسي. 
جلسوا على الأرضية بجانب بعضهم البعض مستندين بظهرهم على السور وهم يستمعون لصوت الست كما كانوا يطلقون عليها في الماضي حتى غفو بجانب بعضهما على صوت الموسيقى التي صدحت واحدة تلو الأخرى دون توقف.
_ صباح اليوم التالي.
إستيقظت يافا على صوت حمامة تقف على السور فتحت أعينها وهي تنظر لتجد الحمامة تنظر لها وطارت بعيدا عندما رأت يافا مستيقظة سعلت يافا من برودة الأجواء لتجد رأسها مستند تيام رأس تيام النائم هو الأخر. 
يافا بهمس في أذنه تيام إصحى عشان لو أمي وأمك شافونا هتبقى کاړثة. 
ضم خصرها بذراعيه وهو يضع رأسه فوق صدرها ويقول بتململ سيبيني أنام شوية كمان بس يا چيسي. 
عقدت يافا حاچبيها وضغطت بأسنانها على بعضهما وهي تقول بحزم لا يخويا أنا مش ست ياسمينة بتاعتك أنا يافا. 
إعتدل تيام وهو