رواية بقلم شيماء يوسف
هناك لمحه من فريد القديم تطل من داخل عينيه هى التى كبلتها ومنعتها من التحرك اغمضت عينيها لبرهه وعضت على شفتيها فى محاوله منها لإيجاد مقاومتها المسلوبه ثم دفعته بكفيها المرتعشتين وركضت نحو الخارج ركضت دون توقف حتى وصلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها واستندت بجسدها عليه وضعت كفها فوق قلبها لتهدء تلك الخفقات المتسارعة التى اصابته كيف حدث هذا عنفها عقلها بقوه كيف سمحت له وجدت يدها ترتفع تلقائيا نحو شفتيها تتلمسها بحذر اغمضت عينيها تتذكر تلك القبله ومدى روعتها لقد كانت ناعمه ومتطلبه بشكل يخطف الانفاس هذا ما برره قلبها هزت رأسها بقوه لنفض تلك الافكار من داخل راسها وتحركت لتبدل ملابسها وتستلقى فوق الفراش محدقه فى سقف الغرفه ظل عقلها وقلبها فى صراع طيله الليل بداخلها تمنت لو عادت تجربه ذلك الشعور المثالى مره اخرى وعقلها أعاد ارتباك قلبها بسبب وسامته وقوته فهو فى النهايه يعتبر مكتمل الرجوله حتى لو رفض هو الاعتراف بذلك علنيا .
اما عن حياة فأنتهزت فرصه وجود الجده سعاد داخل المنزل واستولت على المطبخ فى الحقيقه بعد معرفتها بمحاوله زوجه والده لتسميمه إلى جانب اصابتها هى شخصيا تمنت لو تتولى هى مهمه إعداد الطعام لضمان سلامته ولكن الجده سعاد طمأنتها انها تستطيع الثقه فى عفاف كثقتها بها شخصيا فوافقت حياة مجبره وبداخلها تنتوى تولى تلك المهمه كلما سنحت لها الفرصه .
بعد حوالى الساعتين خرج فريد من غرفه مكتبه وهو يتمطى بأرهاق متسلقا اولى درجات الدرج ومنه إلى غرفته لتبديل ملابسه والدخول لغرفه الرياضه عندما سمع صوت ضحكاتها تدوى بسعاده آتيه من داخل المطبخ أستدر بجسده وعاد ادراجه متوجها نحو المطبخ لرؤيتها فهو على استعداد لدفع الكثير ليسمع او يرى تلك الضحكات موجهه إليه وصل إلى المطبخ واستند بجسده على حافه مدخله يتأملها وهى جالسه فوق الطاوله تضع علبه من الشيكولاته بين فخذيها وتتتناول منها بسعاده لمحته جدته اولا فتنحنح ثم سألها بجديه ملعنا عن وجوده
ارتبكت حياة من سماع صوته الرخيم ولكنها قررت تجاهل وجوده والتصرف كأنها لا تراه اجابته جدته بسعاده قائله
حياة صممت نعمل كيكه شيكولاته قبل ما ننام .. حظك حلو جيت فى وقتك عشان تاكل منها ..
نست حياة ارتباكها وقرارها واندفعت تجيب الجده سعاد قائله
فريد مش بياكل الاكل بتاعنا ده يا تيتا ريحى نفسك ..
حك فروه رأسه بمرح ثم حركها موافقا على حديثها وهو يعتدل فى وقفته ثم بدء يتقدم منها ببطء لاحظت السيده سعاد ارتباك نظراتهم فأثرت الانسحاب بهدوء بحجه البحث عن هاتفها المحمول
كنتى بتقولى ايه !..
شعرت حياة فجأه بارتفاع درجه حراره المطبخ من حولها وأرجعت ذلك للفرن المشتعل فكرت بالقفز من فوق الطاوله والهرب ولكن ذراعيه الممدوان على جانبيها سيعيقان تحركها لذلك اجابته بتعلثم قائله
انت .. دادا عفاف .. يعنى انت ..
قال فريد ليحثها على التحدث وهو يقترب اكثر من وجهها هامسا
اها انا ..
ابتلعت لعابها بقوه ثم استطردت قائله بصوت خفيض
قصدى يعنى ان دادا عفاف قالتلى انك مش بتاكل اى حاجه من دى ..
اجابها فريد بصوت أجش قائلا بمرح
انا فعلا مش باكل غير الاكل الصحى بس الشيكولاته دى مڠريه بشكل يخلينى مقدرش ارفضها ..
انهى جملته وامال رأسه نحو الملعقه المملوءة بمعجون الشيكولاته والتى كانت حياة ترفعها نحو فمها وتوقفت عن إكمال فعلتها تسمرت بذهول وفتحت فمها فى ببلاهه وهى تنظر إليه حركته بأندهاش ابتسم لها ابتسامه مستمتعه وهو يرى حاله الذهول التى انتابتها فأضاف هامسا
بس الشيكولاته اللى هنا احلى بكتييير ..
انهى جملته واقترب بشفتيه يلعق ببطء شفتها السفلى والشيكولاته العالقه فوقها ارتبكت حياة وافلتت الملعقه المليئه بمعجون الشيكولا فوق فتحه عنقها وملابسها ابتعد عنها على ببطء ثم قال مازحا بأيحاء وهو ينظر إلى عنقها
انهى جملته ثم انصرف بعد ان غمز لها بعينه تاركها متسعه العينين تنظر بذهول وبلاهه من فعلته الجريئة .
خلال الايام التاليه كل ما كان يشغل تفكير فريد هو مساعده الشرطه للوصول إلى تلك المدعوه سيرين التى بدت بالنسبه لهم كالأشباح ففعليا بعد التحرى الدقيق من جهته شخصيا وجد ان هذا الاسم برقم الهاتف يعود إلى سيده متوفيه ولكنه اقسم بأنه سيصل إليها مهما كلفه الامر اما عن نجوى فكانت تشتعل غيظا من فشل مخططها حتى انها لم تستطع اصابه حياة بأى اذى ولو بسيط إلى جانب أيشاء ذلك الوغد المسمى سيد بها بالطبع استطاعت معرفه ذلك من خلال بعض الرشاوى التى قامت بتقديمها لبعض الرجال من داخل الحبس وحمدت ربها كثيرا انها استطاعت التخفى جيدا فلازال فى جبعتها الكثير من الامور لفعلها والتخلص من حياة .
عادت نيرمين من الخارج ليلا فوجدت والدتها لازالت تجلس فى غرفه المعيشه بجمود ه وهى تتمتم بمرح
ايه يا جيجى القمر لسه زعلان !..
اجابتها جيهان بحنق
سبينى يا نيرو انتى مش حاسه بحاجه ..
صمتت قليلا ثم اضافت بغل وعينيها تطلق شررا قائله
اه يا نارى .. انا ابن الخدامه ده يجى ويعمل كده فيا وفى بيتى كمان !! لا والانيل ان ابوكى ولا عرف ينطق قصاده ..
عادت تستند بجسدها إلى ظهر الكتبه الوثيره وتضع ساق فوق الاخرى قائله بتوعد
بس هيروح منى فين .. مبقاش جيهان السكرى لو مدفعتهوش التمن غالى هو وحته الخدامه اللى متجوزها دى .. اه بس لو اعررف مين اللى عمل فيها كده كنت ارتحت ..
اجابتها ابنتها قائله بتفكير
يا مامى مش مهم مين اللى عمل كده .. المهم نشوف هنخلص منهم ازاى سوا ..
اتسعت عينى جيهان بمكر وهى تتمتم بنبره منخفضة
لازم حد يساعدنا ويكون قريب منها عشان نخلص منها مره واحده ..
سألتها نيرمين بترقب وحماس
قصدك مين يا مامى !!..
اجابتها جيهان وهى تحرك رأسها بتصميم
هتعرفى بس بعدين .. والمهم نخطط بهدوء وروووواقه عشان الضربه تيجى صح .
رحلت الجده سعاد عائده إلى منزلها مره اخرى بعدما وعدت حياة التى حزنت كثيرا لذهابها بزيارتهم فى القريب