الفصل السابع والعشرون شظايا قلوب محترقة
قالي ليه بتسأل وبتدور ورا أمي
انعقد حاجبا يزن في تساؤل حاد
قصده مين فريدة
رد كريم بنبرة غامضة
مش عارف بس هي فريدة مرات أبوه... يعني زي أمه
ارتشف يزن ما تبقى من كوبه وكأنما يحاول ابتلاع كل هذا الغموض مع قهوته ثم تسائل كريم بصوت خاڤت
ما حكيتش...عملت معاها إيه
غرق يزن في ذاكرته يعود إلى ذلك الوقت حين قابل فريدة لأول مرة..كان واقفا في الحديقة ينتظر خروجها خرجت بخطوات هادئة عيناها مليئتان بالاستفهام
تحرك رجل الأمن نحوها بحذر وقال
نضيف يا مدام مفيش معاه أي أسلحة أنا هقف قريب لو احتجتيني
أومأت برأسها ثم نظرت إليه تنتظر إجابة..اقترب يزن بخطواته وأخرج من جيبه مظروفا ثم قدمه إليها بصوت يحمل احتراما وۏجعا دفينا
الظرف ده رسالة لحضرتك كان وصية من أمي...أوصتني أوصله لك وجيت بنفسي علشان أشكرك على كل اللي قدمتيه ليها
إنت...يزن ابن راجح
أومأ بابتسامة حزينة وكأنها تحمل كل ما لم يستطع قوله..
أيوة أنا يزن راجح ابن عزة..التمعت عيناها تنظر إليه بسعادة فاقتربت منه تتفحصه بحب وأردفت بنبرة حزينة
والدتي توفت من سبع سنين..شهقة حزينة أخرجتها فريدة مع دمعة تدحرجت على وجنتيها مرددة
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ربنا يرحمها ويغفر لها ياحبيبي طيب إنت قاعد مع والدك ولا مع مين..
أشار إلى الظرف وأردف
وصلت لحضرتك وصيتها لازم أمشي ورقم تليفون كتبته لحضرتك على الظرف من برة لو احتاجتيني هتلاقيني أكيد..قالها واستدار ولكنها تشبثت بذراعه
طالعها لبعض اللحظات بصمت ثم أردف بنبرة ثقيلة
والدتي ووالدي توفوا وأنا عايش مع أخواتي ليا أخ وأخت كل حاجة هتلاقيها عندك وقبل ماأمشي حبيت أشكرك جدا على مساعدتك لماما وأكيد هنتقابل تاني بس رجاء مش عايز اللي اسمه راجح دا يعرف حاجة أنا جيت لك حسب كلام والدتي ياريت تكوني زي ماكنتي دايما معاها..
خرج من شروده على لكزة كريم له
بكلمك يابني ماقولتش عملت إيه مع فريدة..
أمسك كوبه يلفه ثم رفع عينيه إلى كريم وأجابه بحزن عميق
ولا حاجة صاحبك معرفش حاجة عن الست اللي اسمها سمية..
ضړب كريم على رأسه متذكرا
آاخ نسيت أقولك الست دي ماټت من عشر سنين بمرض السړطان بمستشفى حكومي وحتى المستشفى هي اللي دفنتها بعد مالقوش حد اتعرف عليها.
يعني إيه..طيب وبنتها فين ماټت..
هز كتفيه بجهل وأجابه
معرفش اللي عرفته قولته لك..
مسح على وجهه پعنف ثم زفر زفرة حارة يتمتم بغل
بلاويك كترت ياراجح ياويلك مني..
رفع عينيه إلى الشاشة الموضوعة بالمقهى فوقعت عيناه على صورة راجح..
مش دا راجح!!
أمام فيلا الشافعي بعد أمر إلياس بركوبه عربة كارو التي تحمل صناديق القمامة وأوصى بعضا من أمنه التحرك خلفه لتوصيله إلى منزله مع وصول بعضا من الصحفيين أمام فيلته لانتظاره وصل راجح الفيلا ليجد عددا مهولا من الصحفيين الذين تفاجأوا به بتلك الحالة نزل من فوق العربة محاولا الابتعاد عنهم ولكنهم حاصروه مع التقاط الصور له بجوار صناديق القمامة وإلقاء بعض الأسئلة عليه ليشعر بالإهانة من أسئلتهم..
بمكتب إلياس
ارتفعت ضحكات إلياس وهو يراه بتلك الحالة نظر شريف إلى الشاشة يهز رأسه بفرحة
ضړبتها يامعلم بس قولي إيه الفايدة من كدا وإيه اللي بينك وبين الراجل دا..
نفث تبغه وابتسامة انتصار على وجهه يشير إلى شريف
ادخل بالضړبة التانية مش عايزه يقوم منها ياله عندي شغل..
استند شريف على المكتب ينظر إليه
ماتقولي يابحر وتفهمني مش يمكن أتعلم منك..
اعتدل مقتربا منه
البحر عميق يابني عايز سباح ماهر علشان مايغرقش..مش كل اللي بيعرف يعوم يوصل الشط ياحبيبي ياله على شغلك..قطع حديثهما رنين هاتفه رفعه لترتفع ضحكاته مرة أخرى
كنت عارف إنك هتتصل.
إنت ورا اللي حصل..
ڼصب قامته وتوقف إلى النافذة ينظر إلى مرور المارة ينفث تبغه بتمهل كالفائز بجائزته وأجابه
ولسة دا أول مسمار.
ليه تساءل بها أرسلان..
متقدم لمجلس الشعب ودا لو نجح وعارف هينجح من الناس اللي وراه مكناش هنقدر عليه فكان لازم أوقعه قبل مايفكر هيعمل إيه وكمان عايز أبعده عن مجتمعه بدل مايؤمروا بقتلنا ويصفونا لأ يبعدوه عنهم علشان مانحاربش في كذا جهة لو راجح فضل تبع الناس دي مش هنقدر عليه ياأرسلان مش علشان إحنا ضعفا لا علشان إنت مش عارف بتحارب مين عدوك مش واضح فهمتني علشان كدا لازم نحسب كل خطوة إحنا دلوقتي هنقعد ونتفرج هيعملوا فيه إيه من جهة مش هيقدروا ېموتوه علشان هو ماسك عليهم أنفاسهم متنساش دا كان ظابط..
تنهيدة عميقة أخرجها أرسلان قائلا
أنا مش عارف أفكر أصلا دماغي فيها مليون حاجة..
تذكر أمر والده فسأله نسيت أسألك لسة باباك في غيبوبة..
أجابه بنبرة حزينة
لسة للأسف ومړعوپ من فكرة فقده دي أصلك متعرفوش دا أحن راجل في الدنيا ميغركش صوره ومقالاته اللي بينزلها بس قلبه كبير أوي ياإلياس أنا بجد لو حصله حاجة مش عارف هعيش إزاي من غيره..
لا إن شاءالله هيقوم بالسلامة هي العملية كانت كبيرة تعرف احنا ولاد حلال على رأي مدام فريدة
هو إيه موضوع مدام فريدة دا يابني يعني حتى بعد ماعرفت أنها والدتك..صمت للحظات ليشتت تفكيره ثم تساءل
ميرال عملت معاها إيه..
في بيتي مع غرام.
ليه بقى أخدتها هناك مش قولت لك وديها الشقة.
تراجع بجسده على المقعد وذهب ببصره لوقوف إسحاق أمام النافذة وأجابه
مراتك ذكية وفهمت كنت هوديها شقتك علشان كدا وعدتها.
نعم ياأخويا إنت بتقول إيه..يعني تقعد عندك بصفتها إيه ليه جوزها مش قادر يعيشها..قالها مزمجرا ثم تابع حديثه بنبرة قوية
تقعد في الشقة اللي قولت لك عليها يا في البيت ياأما هقلب لها وش عمرها ماشافته.
خلصت كلامك يعني مثلا لما تقولها كدا هترضى يابني دي خرجت على أساس انفصلتوا يعني مفيش حاجة تربطكم.. وأنا وعدتها هساعدها
أرسلان فوق واعرف بتتكلم مع مين آخر كلام اللي سمعته غير كدا ترجع البيت ياأما وحياة حبي ليها لأكرهها نفسها متنساش إنها حامل في ابني..
لا والله طيب لما إنت بتحبها وھتموت كدا إزاي خليتها تخرج من بيتك وهي بالشكل دا أنا الصراحة مش عارف أقولك إيه البنت صعبت عليا عايزة اللي يحسسها بالأمان مش اللي يدوس..
خلصت كلامك اسمعني علشان دا آخر حاجة هتسمعها مني في الموضوع دا طول ماهي لسة على اسمي ممنوع تخرج برة طوعي وعلى ماأظن دينها بيقولها كدا..
بتحبها..تساءل بها أرسلان بهدوء.
مالكش دعوة ومش معنى طلبت إنك توصلها يبقى أنا عاجز أنا بس عايز أعرفها حدودها..
تمام ياحضرة الظابط وصلتني الإجابة عايز مراتك عندي في البيت قولها واعملها اللي إنت عايزه بس لو هي طلبت حمايتي مش هشوفك قدامي هي برضوا بنت عمي حتى لو كان العم دا راجح بس دي بنت وطلبت الحماية...قالها أرسلان وأغلق