صرخات انثى آية محمد رفعت
اتباع خطاه فهرول بها بعيدا عن السيارتين والاخيرة تتساءل بدهشة
_في أيه
_آدهم في أيه!
أتاها دوي الأنفجار الخاص بسيارته ضاربا سيارتها المجاورة للأخرى فصړخت برهبة وتمسكت بقميصه وهي تصرخ
_أيه اللي بيحصل جاوبني!
رفع رأسه من خلف حافة المقعد يراقب الطريق بتمعن فتفاجئ بسيارتين تقترب من سيارته المتفحمة عاد يختبئ من جديد وما يهاجمه بتلك اللحظة اكتشافهم بقائه على قيد الحياة.
جابت عينيه ذاك الطريق المنجرف خلف أعواد الخضرة الضخمة التي تسد الطريق عن المياه فأخرج سکينا صغيرا مما جعلها تردد پذعر
وتابعت وعينيها تراقب السيارات التي خرجت منها رجالا مسلحين
_ومين دول!
أشار لها بأن تخفض صوتها ليهمس لها بحذر
_اهدي يا شمس خليني أعرف أتصرف قبل ما يلاحظوا مكانا لإنهم لو وصلوا لينا أوعدك هيكون يومنا الأخير.
صعقټ مما استمعت إليه وابدت اعتراضها الفوري
_وأنا مالي إنت شكلك اللي مزعلهم بالجامد ذنبي أنا أيه
_وطي صوتك مش بتقول هيعرفوا مكانا!! وبعدين أنت ليه دايما منشكح كده حتى في المواقف اللي مينفعش حد يبتسم فيها!
رد عليها وهو يغمز لها بمشاغبة
_بستقبل مۏتي بنفس بشوشة.
ردت باجتياج
_استقبله انت براحتك أنا لسه صغيرة وفي بداية حياتي.
_حاولي تقنعيهم بده يمكن وقتها يفكروا يمشوا ويسبوا وراهم شاهدة لطيفة على جريمتهم البشعة اللي هيرتكبوها مع الشخص اللي علم على قفاهم مرتين.
ابتلعت ريقها بارتباك فحاولت ادعاء قوتها الزائفة
_وأنت بتتنيل تديهم بالقفا ليه يا عم إنت!
تمردت ضحكاته الرجولية بشدة ومازالت تشير له پخوف فقال
وتابع بخبث وهو يحاول نزع الغاب عن طريقهما
_يعني ده جزاتي بدل ما تشكريني إني حميت حياة راكان باشا خطيبك من الكلاب دول زعلانه إني علمت عليهم!
زوت حاجبيها بدهشة
_يعني الناس دي عايزة تقتلك عشان كنت بتحمى راكان منهم
هز رأسه بتأكيد وهو ينزع أخر الغاب المصفوف لوت شفتيها وهي تهمهم بتريث
تطلع لها بعدم تصديق وخار ضاحكا فرفعت كفها تكبت ضحكاته وهي تردد برهبة
_اطلع اضحك بره قدامهم وسبني أعيش!
_ده طريق للبحر!
أكد بإشارة رأسه وردد وهو يطالعها بتسلية
_عندك حل تاني
لعقت شفتيها وهي تخبره بتوتر
_بس أنا مش بعرف أعوم!
ابتسم وهو يخبرها
_متقلقيش يا شمس أنا معاك.
زادتها كلماته ارتباكا فوق ارتباكها فرددت بتشتت
_كلمة متقلقيش دي بتقلق أساسا ثم أنك ما صدقت ونازل من الصبح شمس شمس أمال فين هانم اللي كنت بتقولها!
وأشارت باصبعها تعترض
_لا أوعى الموقف ده ينسيك إني خطيبة راكان البارد اللي بتشتغل عنده أنا مسمحلكش.
سيطر على ضحكاته بصعوبة وهو يشير بيديه كأنه يرحب بالملكة
_آسف شمس هانم ممكن لو سمحتي تدخلي بسرعة قبل ما الحيوانات اللي بره دول يعرفوا مكانا ووقتها هتنزف في شوال واحد لراكان باشا خطيبك!!
لعقت شفتيها بړعب
_بتخوفني ليه يا عم!
ومرت لداخل الفجوة التي تحيطها الحشائش مرددة بضجر
_كان يوم مالوش ملامح لما وافقت ارتبط باللي اسمه راكان ده.
زحف من خلفها مبتسما فأحاط الفجوة بالحشائش لتخفي محلهما تفادت شمس فستانها الذي كاد بأن يسقطها بالمياه فتمسك بها آدهم بقوة جعلتها تعود لطريقها من جديد حتى وصلوا لنهاية الطريق المؤدي على الرصيف الأخر هبط آدهم أولا فمد ذراعه مشيرا لها
_هاتي ايدك.
تفحصت المسافة بينها وبين الرصيف بتمعن وليده الممدودة فعادت تختبيء خلفه الحشائش وهي تخبره
_هستنى هنا لحد ما يمشوا وهطلع.
أجابها بنفاذ صبر
_متبقيش جبانة يا شمس إطلعي!
فتحت الحشائش لتطل عليه من جديد قائلة پغضب
_أنت بتتخطى حدودك يا كابتن مش كفايا العربية اللي اتفحمت على الطريق!
واسترسلت بغيظ
_لأ وأنا اللي كنت فرحانة إنك موجود وبتساعدني عشان ألحق المحاضرة لا لحقت محاضرة ولا العربية سلمت!!
مرر يدها على وجهه پغضب مازال مكانهما غير آمنا بالمرة وهي غير مدركة لخطۏرة الموقف وكأنه يحاول أن يلين رأس إبنة شقيقته البالغة من العمر اثنا عشر عاما فقال من بين اصطكاك أسنانه
_شمس الموضوع خطېر من فضلك خلينا نمشي من هنا وفورا وإن كان على عربيتك فأنا هعوضك صدقيني.
عادت تطل له من خلف الحشائش تخبره پغضب
_أنا مش بقبل عوض يا كابتن ثم أنك متعرفش أنا بنت مين ولا أيه
أدنى شفتيه بأسنانه وصاح بها
_مش وقته الكلام ده بقولك الناس اللي بره دي لو وصلولنا هيصفونا!
اعترضت محتجة
_يصفوك أنت أنا مالي بالليلة دي!
ضيق عينيه بنظرة مستهزئة فأشار لها بخبث
_أوكي أنت صح عشان كده ههرب أنا وهسيبك تداري ببوكيه الورد اللي أنت قاعدة جواه ده مع السلامة يا شمس هانم.
جحظت عينيها في صدمة حينما وجدته يشرف على الابتعاد عنها فصاحت بهلع
_أنت سايبني ورايح فين يا آدهم... كابتن آدهم استنى طيب مش خاېف من راكان البارد يعاقبك انك سبتني ليهم..
لم يعيرها انتباها فصاحت بصوت أعلى
_طيب استنى تنتاقش طيب.
كادت بأن تلقي ذاتها من خلفه غير مبالية بما سيصيبها لبعد المسافة فوجدته يسرع ليتلقفها بين ذراعيه ارتجفت شفتيها وهي تردد پخوف
لوى شفتيه بتهكم
_والله!
داعبت شفتيها ابتسامة ساحرة فور تسلل رائحة الزهور إليها فتعلقت عينيها على باب الغرفة تلقائيا تستعد لرؤيته طرق على الباب ثم طل بجاذبيته الخاطفة
_صباح الخير فطيمة.
ابتسمت فور رؤيته يتقدم لينزع زهور الأمس ومن ثم وضع الزهور الجديدة بالڤازة القريبة منها فجلس على المقعد المقابل لها قائلا
_يا رب تكوني النهاردة أحسن
بقيت صامتة كحالها وابتسامتها لا تفارقها فتقوست معالمه هاتفا بضيق
_لا احنا اتخطينا مرحلة الصمت من إمبارح تقريبا ومش مستعد إنك ترجعيلها تاني.
وعبث بحدقتيه مرددا
_هنعيد من تاني.
ضيقت عينيها بعدم فهم فوجدته يخرج من غرفته ويعود بالطرق مرة أخرى مكررا
_صباح الخير يا فطيمة.
صاحبتها ضحكة رقيقة
_صباح النور دكتور علي.
تهللت أساريره واتجه ليقف قبالتها يكشف عن ساعديه وكأنه على وشك الاستعداد لشيء هام فقال
_بصي أنا جاي النهاردة وعندي نية تامة إني هنزلك الحديقة ترفضي بقى تقبلي قراري صدر وأمره نافذ.
منذ ثمانية أشهر تجلس بتلك الغرفة ولم تحبذ يوما مغادرتها بداخلها رفضا تاما للاحتكاك بأي رجلا مجرد تواجد أي طبيب بغرفتها كان يثير اشمئزازها لولا وجود علي لجوارها فقالت بإصرار
_مابغيت نشوف حتى واحدانا كنخاف فاش كنكون وسط ناس كتيرة عافاك خليني هنايا احسن.
مش جاهزة أشوف حد أنا بخاف لما بكون وسط ناس كتير من فضلك خليني هنا أحسن
فاقت رغبته اصرارها فقال
_لازم تخرجي يا فطيمة وجوك هنا طول الوقت هيضرك مش في صالحك.
وقال بهدوء
_متخافيش هكون جانبك وجاهز لأي رد فعل.
زوت حاجبيها بعدم فهم فوجدته يخرج إبرة طبية من جيب بنطاله فأشارت له بهلع
_لاا مابغيتش نضرب ليبرة.
لأ مش عايزة أخد حقن!
أعادها علي لجيبه بابتسامة ماكرة
_يبقى تسمعي الكلام.
هزت رأسها بطاعة ونهضت عن فراشها تبحث عن حذائها ارتدته فطيمة ولفت طرف حجابها من حولها ووقفت قبالته قائلة بحرج
_أنا جاهزة.
فتح باب غرفتها وخرج وهي تتبعه بخطوات مترددة لفت انتباهها الطابق القابع به غرفتها يغمره اللون الأبيض النابع عن صفاء العين وبالرغم من الهدوء الشامل للمكان الا إنه لم يخلو من المارة سواء من الاطباء أو المرضى وكأنه هي بمفردها التي تحبس ذاتها بغرفتها.
ابتسم علي وهو يراقبها من طرف عينيه تتابع المكان باهتمام هكذا ما أراد أن تختلط سريعا بالبيئة المحاطة بها.
استدارت فطيمة تتفحص المكان ولم تنتبه لتوقف علي عن الحركة فارتطمت به وكادت بالسقوط لولا يده التي تشبثت بها وصوته الدافئ يصل لها
_خلي بالك يا فطيمة بصي قدامك.
ارتجف جسدها الهزيل وتلقائيا دفعته بعيدا عنها وأنفاسها تعلو پعنف منحها علي ابتسامة هادئة لم تغادره وقال مازحا وهو يشير على المصعد
_آسف إني وقفت فجأة بس مش هينفع ننزل كل المسافة دي.
انفتح باب المصعد فأشار لها بالدخول وزعت نظراتها المرتبكة بينه وبين المصعد صحيح أنها تراه أمانها ولكن بخروجها معه تختبر شيئا لم تختبره من قبل والآن أعليها البقاء معه بمفردها داخل المصعد!!
استمدت فطيمة قوتها الزائفة حينما وجدته يناديها بدهشة
_فطيمة إنت كويسة
أومأت برأسها وهي تلحق به ففور انغلاق الباب حتى اهتز جسدها وتسلله البرودة اضطربت أنفاسها رويدا رويدا وهي تراقب مكان وقوفه فابتعدت لأخر زوايا المصعد.
تفهم علي حالتها لذا بقى ثابتا لم يعير ما يحدث أي اهتماما قد يضايقها هو بالنهاية ليس شخصا عاديا هو طبيب نفسي يحلل تصرفاتها ويعلم بماذا تفكر ولماذا تشعر.
كان احترافيا بالتعامل معها فلم يبدي أي اهتمام لوقوفها بعيدا عنه ولم يتساءل عما يصيبها ليقلل من تنفسها هكذا توقف المصعد فخرج أولا وهو يقول دون النظر إليها
_وصلنا.
لحقت به للخارج فوقفت تتطلع للحديقة بنظرة انبهار طافت حدقتيها كل ركن بها لم تكن كبيرة ولكنها منسقة بزهور ترآها لأول مرة تملأها عدد من الطاولات وعدد من المړضي المرتدون لنفس لون جلبابها أشار لها على على الطاولة القريبة منهما متسائلا بلباقة
_تحبي نقعد هنا
اكتفت بإيماءة من رأسها فاتجه للطاولة ثم جذب المقعد ليشير لها بالجلوس فجلست وهي تردد على استحياء
_شكرا.
جلس علي قبالتها مستندا على الطاولة بجسده العلوي عليها ليسحبها من دوامة تشتتها
_شوفتي بقا إنك سايبة الجمال كله تحت وقاعدة حبسة نفسك فوق.
تكلفت بسمة على شفتيها وعادت تتطلع من حولها بفضول متجاهلة حديثه عن مداخل الحديقة ووصفه الدقيق عن كل مكان بها ابتسم علي حينما تأكد بأنها لا تصغي لحرف واحد مما يقول فردد بصوته الرخيم
_فطيمة!
عادت برأسها إليه ورددت بحرج
_بتقول حاجة يا دكتور
استند على يده وتابع بنفس بسمته
_كنت بقول حاجات بس الظاهر إن جمال الحديقة خطڤك مني.
ابتسمت وهي تخبره
_المكان فعلا جميل أوي.
بداخله يهمس دون توقف مفيش في جمالك!
وتنحنح قائلا
_شوفي بقى عشان سمعتي الكلام هكافئك بالرغم من إنك غلبتيني.
تساءلت باستغراب
_مكافأة أيه!
أخرج علي هاتفه ثم حرر زر الاتصال بعدما فعل السماعة الخارجية فتابعته باهتمام لمعرفة مقصده زف إليها صوتا رجوليا مألوفا لمسمعها
_دكتور عليإزيك.
ابتهجت للغاية ورددت بلهفة
_مراد!
_فطيمة أخيرا سمعت صوتك!
وتابع بحماس
_طمنيني عاملة أيه
اتسعت بسمتها وهي تجيبه
_أنا كويسة الحمد لله أخبارك إنت أيه
_بخير بفضل الله.. المهم إنت عايزك تفوقي كده وتستردي صحتكوالأهم إنك تسمعي كلام دكتور