نبع الغرام رحمة السيد
عشان حفيدك وربنا مابيرضاش بالظلم وماكنش ينفع أسكت أكتر من كدا.
كانت غرام في المنزل بمفردها توضب بعض الأشياء به لتقتل الملل الذي صار جزءا لا يتجزء من حياتها و أيوب كان في عمله كالمعتاد لم يجد جديد في حياتهما سويا سوى أن سنون قسوته بردت حدتها قليلا ربما هكذا يعبر عن امتنانه لا تدري ولا يهم ما يهم أن تعيش مرتاحة البال.
ولكن يبدو أن أمنيتها ستظل معلقة حيث سمعت صوت طرقات على الباب فنهضت مرددة
حاضر ثواني چايه.
نظرت من العين السحرية ولكن لم تجد أحد فعقدت ما بين حاجبيها بتعجب ثم فتحت الباب بقليل من التردد وهي تسأل
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وبحركة مباغتة كانت يد تكمم فاهها پعنف قاټلة صړختها في جوفها ويدفعها نحو الداخل و........
الفصل الثامن
أجفلت ملامح غرام بهلع وهي تحاول استيعاب أن الذي يقف أمامها الآن هو مارد كوابيس واقعها كامل !
هزت رأسها عدة مرات محاولة تحرير فمها من قبضته فزمجر فيها محذرا بقوة
إياكي يطلع صوتك هتكون أخر مرة يطلع.
لا زالت تحاول التملص منه بفزع حقيقي تضاعف بسبب كلماته فتابع بنفس النبرة الشرسة
اتهدي أنا چاي أجولك كلمتين وهامشي.
أجبرت خلاياها المذعورة على التقوقع في قوقعة السکينة المؤقتة عله ينتهي ويغادر دون اضرار فهز رأسه بابتسامة خبيثة راضيا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ثم حرر فمها بالفعل فسألته بصوت محتقن
إيه عايز إيه اللي چابك هنا
أردف ساخرا
چاي أسلم على مرت ولدي مش أنتي مرت ولدي ولا أنا غلطان
للأسف.. كلمة كادت تنفذ من أعماقها الماقتة المړتعبة ولكنها حجبتها مستبدلة إياها بنظرة صامتة ساخطة رشقت به كالسهم.
اسمعيني كويس لو عايزة الموضوع يتجفل خالص هتعملي اللي هجولك عليه.
سألته بتوجس
اللي هو إيه
واصل ببجاحة لا تصدق جعلتها تتصنم أمامه وكأنه ذو رأسين
عايز خمس آلاف چنية.
رمشت عدة مرات بأهدابها الطويلة تحاول استيعاب طلبه...لا ليس طلب بل أمر وكأنه يملك عليها سلطان!
وأنا هچيبهم لك منين دول مش معايا طبعا.
هز كتفاه معا بلا مبالاة
اتصرفي مش مشكلتي.
هدرت فيه بعدما تأججت أعصابها بالڠضب
حرام عليك أتصرف إيه هو أنا جاعدة على بنك.
ابتسم بتهكم مقيت
لا أنتي متچوزة بنك بس الظاهر إنك مش واخدة بالك أو عاملة نفسك مش واخدة بالك.
زمجرت فيه بنظرات تقطر ازدراءا
أنت طماع وأنا مستحيل أعمل كدا.
ولكنه أكد بنبرة ثلجية مخيفة في وجهها الآخر الذي يحمل ټهديد صريح
لأ هتعملي كدا وإلا ماتلوميش إلا نفسك لما أخلي البت اللي شافتك يوميها تروح تجول للظابط كل حاچة.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
بت مين! أنا ماكنتش هناك أصلا ومفيش حد شافني.
أضاف بثقة هزت هيكل ثباتها الواهن
كدابة في واحدة شافتك حتى اسمعي كدا.
صمت وهو يخرج هاتفه ثم قام بتشغيل تسجيل عليه سمعت صوت امرأة وهي تقول أنها رأت غرام في ذلك اليوم.
كل حرف كانت تسمعه من ذلك التسجيل كان بمثابة وحش يخلق متغذيا على مخاوفها متربضا داخلها في عمق تخيلاتها المرعبة.
إلى أن انتهى فنظر كامل نحوها بابتسامة متسلية
إيه رأيك
لم تشعر يوما بمثل هذا الكره تجاه أحدهم ولكن اختزل في نفسه كل ما عرفت عن الكره حرفيا.
قالت من بين أسنانها بغل دفين
أنا فعلا ماعيش فلوس ومش هعرف أتصرفلك وأيوب مش ساذج عشان يديني المبلغ دا عادي كدا من غير أي استفسارات.
استطرد بسماجة لم ترها في آخر ابدا
دا أنتي وشطارتك وبعدين مين جال إنك لازم تاخدي منه المبلغ دا مرة واحدة معاكي أسبوعين شوفتي أنا كريم كد إيه
يلا سلام أنتي أخدتي من وجتي كتير.
قالها وهو يستدير ليغادر وقبل أن يخرج بالفعل إلتفت لها من جديد مشهرا ټهديد الحاد كشفرة
واوعي تفكري تجولي لأيوب چايز يئذيني في شغلي وحياتي اه وأنا كدا كدا مش في أفضل أحوالي لكن الأكيد إني هأذيكي برضو وهخلي البت تبلغ أنا ماعنديش حاچة أخاف عليها.
ثم غادر بالفعل تاركا إياها تتهاوى كورقة شجر مهشمة ضړبتها رياح عاتية فأسقطتها دون مجهود يذكر.
تم نقل سالم للمستشفى على الفور بعد وقت عصيب مر به الكل وليس هو فقط فقد كانت ليلى تذبل فعليا من الألم الداخلي لضميرها الذي ينخرها مؤنبا إياها أنها قصرت
حتما في شيء يخصه مما أدى إلى تدهور حالته هكذا فهي لم تكن تعتبر الجد مجرد مريض ترعاه بل أحسته جزءا من عائلتها.
خرجت من دورة المياه في المستشفى وهي تجفف وجهها الأسمر الشاحب نوعا ما وقد طمأنهم الطبيب على حالة سالم مع التشديد أنه سيظل في المستشفى ليومين كإجراء روتيني حتى يطمئنوا على صحته.
اتجهت نحو الكافتريا أسفل المستشفى فوجدت ظافر هناك اقتربت منه بتردد تخشى أن يخدشها بقسۏة هجومه كالعادة متهما إياها بالتقصير لمحها ظافر فأشار لها بالاقتراب قائلا بهدوء
تعالي يا ليلى.
جلست أمامه على المنضدة ترمقه بنظرات حذرة وكأنها تحاول التكهن بموعد انفجاره الضاري بوجهها وتفرك يديها معا بتوتر نجح ظافر في قراءته بسهولة فسألها بصوت أجش
مالك يا ليلى
ردت محاولة إخفاء التوتر الذي يحوم ملامحها
مليش.
سألها بشك
متأكدة
اندفعت بالقول مدافعة عن نفسها أمام هجوم توقعه عقلها
أنا ما أهملتش چدي سالم.
أكد دون تردد
أنا عارف.
عارف
سألت دون تصديق بعينين ضيقتين فراح يتفوه بنبرته الرجولية الرخيمة
ايوه أنا لو شاكك إنك السبب ولو 1٪ ماكنتش سكت إلا چدي دا أغلى ما عندي.
بقدر ما طمأنها كلامه بقدر ما أثار قلقها وهي تدرك أنها تتعامل مع لوح زجاجي غير قابل للخدش فإن خدشته ولو دون قصد ستكون في مواجهة اعصار قاټل يسمى ظافر العبادي .
غيرت وجهة الحديث قائلة بجدية
هو أنت اتكلمت مع الدكتور
أجاب بهدوء
ايوه وجال هيعمله تحاليل وفحوصات ويشوفوا.
لم تستطع منع نفسها من إخراج ذلك السؤال العالق بجوفها
هو شاكك في حاچة
صمت برهة قبل أن يصارحها متنهدا
ايوه تجريبا.
لم تصدم ليلى كثيرا فهي قد توقعت ذلك فيما استمعت راوية إلى حديثهم القصير فأصاب ذلك قلبها بوخزات مهلكة من الخۏف لا يجب أن يكتشف أي شخص أنها من فعلت ذلك يجب أن تكون ليلى الوحيدة القابعة أسفل ركام الشك إن غاص به ظافر.
بينما تشدق ظافر متسائلا بخفوت دافئ يخصها به وحدها
أطلبك جهوة تشربيها تفوجك شوية
لا تدري ما الذي دهاها لتنفي بنبرة ناعمة شقية تطوف لسطح كلماتها مع ظافر لأول مرة
لا أنا مش ناجصة أصل صاحب الشغل مابيحبنيش أعمل حاچة تاني غير الشغل في وجت الشغل.
فسايرها ظافر في شقاوتها التي أعجبته كثيرا متصنعا الصدمة والاستنكار
مين الراچل المفتري دا
استرسلت بذات النبرة المشاكسة
واحد كدا ابن حلال أول حرف من أسمه ظافر.
فقال نافيا بخشونة خاڤتة وعيناه تغوص في عينيها الشهية كالشيكولاتة الذائبة
لا مالهوش حج يرخم عليكي كدا يا شيكولاته.
فعقبت بعفوية
شيكولاته
قال بصوته الخشن المحموم بعاطفة قوية
اه.. شيكولاته جميلة مغرية.......
تضرجت وجنتاها السمراوتين بحمرة خفيفة وهي تنهره بحزم خرج ناعم رغما عنها
مايصحش أحنا جدام الناس يا أستاذ ظافر.
عقد ما بين حاجبيه باستهجان
إيه أستاذ ظافر دي ما كنا كويسين!
عادت لشقاوتها اللذيذة من جديد وهي تستطرد ببراءة
هو أنا ماجولتلكش ماهو صاحب الشغل برضو بيحبني أجوله كدا أصله حازم أوي.
قال بعفوية ساخرا
حازم دا يبجى چوز خالتك.
ضحكت بخفة ولم تنطق فأضاف رافعا حاجبه الأيسر بمكر
وبعدين هو أي حاچة يجولها صاحب الشغل بتنفذيها على طول
اومأت مؤكدة
طبعا أنا موظفة مطيعة چدا.
فسألها من جديد مشددا على حروفه
متأكدة
اومأت برأسها بلا تردد
طبعا.
فسحبها فجأة من يدها ليجعلها تنهض معه متجه بها نحو مكان لا تعرفه فسألته بتوجس بينما تسير خلفه مسرعة وهو يسحبها
رايح فين
وصلا إلى مكان هادئ خال من البشر تقريبا فأوقفها أمام الحائط ثم هتف بنبرة مشټعلة
وصاحب الشغل بيجولك.. حبيني.
أصابت كلمته أعماقها الانثوية فجعلتها مرتبكة في حالة هرج ومرج لتغمغم بتلعثم
أنت آآ.....
سألها وهو يقترب منها أكثر مستمتعا بتأثيره عليها كرجل
أنا إيه
حاولت إبعاد ذراعيه وهي تردد
دون أن تنظر لعينيه العميقتين المتوهجتين التي تربكها أكثر
أنا هروح أشوف چدي سالم.
ولكنها لم يسمح لها إذ اقترب منها أكثر.. مرددا بلهجة ذائبة متقدة
چدك سالم مش محتاچك دلوجتي حفيده هو اللي محتاچك.
همهمت بإسمه بنبرة أرادتها رادعة ووجنتيها تشتعلان بالخجل أكثر
ظافر.
غمغم بحروف ملبدة بالعاطفة
يا عيونه
أردفت بصوت مبحوح يكاد يسمع
أنت بتكسفني كدا بچد.
حاضر.
رددها متنهدا قبل أن يتركها على مضض لتتنفس الصعداء متسعة الحدقتين ببراءة لذيذة لا تصدق هذا الانفجار العاطفي
انتبهت له بعد دقيقة تقريبا وهو يكمل مغيرا مجرى الحوار
أنتي ليه مش عايزة تتچوزي الفترة دي
ابتلعت ريقها تشعر هذا السؤال كالفخ ثم هزت كتفيها بلا مبالاة مجيبة
مستنية الوجت المناسب وأنت
لم يتردد وهو يخبرها بنبرة صبيانية
مستني الوجت المناسب بتاعك.
فرددت ببلاهة
إيه
إيه
ثم دون مقدمات اڼفجرا كلاهما في الضحك عاليا لأول مرة تخبو الحواجز بينهما لتترك قلبيهما يسبحا بحرية في بحر العشق... ولكنهما لم يكونا يعلمان أن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!
بعد فترة...
بعد تفكير طويل عميق ظلت غرام تبحث عن عمل على الانترنت على الهاتف الذي اشتراه لها أيوب مؤخرا ليتواصل معها حين يكون بالخارج ووجدت أخيرا عمل مناسب لن تقوم به على أرض الواقع وإنما سيكون عبر الانترنت فقط فهذا العمل عبارة عن ارتداءها ملابس ثم تقوم بتصوير نفسها بها دون أن تظهر وجهها كعارضة ازياء وهكذا ستجني المال وتعطه لذلك اللعېن كامل دون أن تضطر لطلبها من أيوب الذي لن يعطها بسهولة بالطبع بالإضافة إلى أنها لا تضمن ألا ينفذ كامل تهديده صحيح أنها تشك أنه ربما يتلاعب بها لأجل الأموال ولكن إن هناك احتمال واحد بالمئة أن يصدق في تنفيذ تهديده فهي لن تخاطر بنفسها.
وبالفعل اتفقت مع الشخص الذي تحدث معها عبر الانترنت صاحب العمل على أن تقابله في مكان بعيد نوعا ما عن منطقة سكنهم لأنه لا يجوز بالطبع أن يأتي لها عامل التوصيل حتى المنزل بالملابس التي ستقوم بتصويرها.
وطبعا هذا كله دون علم أيوب عادت من مقابلة عامل التوصيل بعد أن أخذت منه الملابس وتنهدت في ارتياح بصوت مسموع فهي الدقائق السابقة كانت تعيش في ړعب أن يراها أيوب مثلا او يتصل بها وهي بالخارج فيكتشف أنها خرجت دون اذنه.
ارتدت جلباب نبيتي اللون ضيق نوعا ما ولكنه طويل و ذو أكمام تأففت وهي تعض على شفتيها بتردد مفكرة على أي حال لن يظهر وجهها في الصور كما أنه ضيق قليلا فقط وليس عاري.
بدأت تلتقط الصور لنفسها بالفعل أمام المرآة في صالة المنزل ولكن ما لم تحسب حسابه أن يعود أيوب مبكرا من عمله فسمعت المفتاح يتحرك في الباب وما هي إلا ثوان معدودة حتى وجدت أيوب أمامها لتلقي الهاتف من يدها سريعا على الأريكة.
تقدم أيوب منها متفاجئا