الأحد 24 نوفمبر 2024

الفصل التاسع لشظايا بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

أغمض عينيه وأردف
سامعك... رفعت كفها تمسد على خصلاته
ليه قولت لماما عليا كدا وإنت بتحبني هو فيه حد بيحب حد يتكلم عليه بالطريقة البشعة دي..
صمت لثواني وعجز عن الرد.. اقتربت من وجهه تهمس بجوار أذنه
أنا عرفت كل حاجة.. قرأت مذكراتك..
فتح عينيه سريعا وهاجت ضربات قلبه حتى شعر بآلام صدره
ابتعد برأسه عنها مع ارتفاع أنفاسه قائلا بنبرة جافة 
متقربيش مني تاني وياله اطلعي برة روحي أوضتك إزاي أصلا جيتي..إيه نسيتي إننا انفصلنا..
حاولت إخفاء حزنها من كلماته وأخذت نفسا عميقا ثم أدارت وجهه إليها
تعرف لو كان حصلك حاجة أنا كنت ممكن أموت.
ابتسم ساخرا وزم شفتيه قائلا
ليه الرجالة خلصت..
تفتكر أنا ممكن أشوف راجل تاني غيرك.. قالتها بخفوت..
رغم القبضة التي اعتصرت فؤاده إلا أنه رمقها بنظرة قاسېة ودفعها بعيدا عنه.. 
كفاية بقى عايزة مني إيه قومي اطلعي برة.. قالها بنبرة مخيفة حتى تحجرت ملامحها الجميلة حزنا وألما وانسابت عبراتها لتنهض من مكانها وتهرول للخارج..
زفرة حاړقة أخرجها يريد أن ېحرق بها نفسه بعد ماتذكر دفتره.. نهض بهدوء واعتدل يبحث عنه دلف إلى مكتبه... لمس أشياءها الموضوعة يبدو أنها تناستها..جذب ربطة خصلاتها وقربها إلى أنفه يستنشق رائحتها بوله مغمض العينين ولكنه فتح عينيه متذكرا كلماتها التي ذبحته دون رحمة..
هتجوز إنت مش راجل..كلمات خلف كلمات ليلقي مابيده بالارض ثم أزاح بيديه كل مايوضع على مكتبه..ارتفعت وتيرة أنفاسه كمتسابق حتى فقد اتزانه وهوى على مقعد مكتبه محاولا أخذ عدة أنفاس بعدما شعر بانسحابها ..تراجع بجسده وذكرياته المؤلمة معها شقت صدره حتى نزلت دمعة رغما عنه ليجز على يديه معنفا إياه
مشيت ورا قلبك حسرتك على نفسك تستاهل كنت منتظر إيه رد على نفسك وقول كنت منتظر منها إيه واحدة طعنتك برجولتك افرح بالحب..
أطبق على جفنيه ينهر قلبه الذي ضاع بغيبات الجب بعدما شعر بالاشتياق إليها كور قبضته يضرب بها فوق مكتبه..
فوق يابن السيوفي حتة بنت كسرتك رد كرامتك اللي داست عليها ذهب ببصره لذاك الدفتر الذي يدون به قصة حبه..جذبه ثم نهض متجها إلى سلة القمامة وقام بإشعال قداحته لتلتهم النيران كل ماخطه قلبه قبل أنامله.. ألقاه بالسلة وظل ينظر لتلك النيران التي التهمت كل ذكرياته..
ظل لدقائق ينظر إليها ثم خرج إلى غرفته..
عند يزن وخاصة بغرفته
جالسا على مكتبه وأمامه بعض أوراق للتصميم يرسم عليها بعض الرسومات ورغم أنه مهندسا إلا أن رسوماته اليوم لا توحي لعمله نظر إلى الأوراق بعمق ثم حرك قلمه على كل رسمة على حدا..
هناك ورقة يرسم بمنتصفها راجح وحوله طارق ابنه ورحيل وزين وآدم..
وهناك رسم آخر يدون عليه 
فريدة وعلامة استفهام كبيرة..ظل ينظر لرسماته مرة لصورهم مرة ..واحتضن وجنتيه بكفيه يتساءل بهمس
ياترى إنت فين يامرات عمي وليه مظهرتيش في الصورة معقولة تكون اتجوزت تاني ..ظل ينقر على مكتبه ..ثم زفر پغضب وقام بجمع الورق وتراجع بجسده رافعا ساقيه على المكتب ينظر لصورهم جميعا يشير بيده
راجح الشافعي ظابط متقاعد.. 
رانيا ...اتجوزت راجل متجوز ومخلف علشان تعاند في أخوه اللي حب بنت عمها اللي انتقمت منها وخطفت ولادها وعذبتها..شكلك راس الأفعى الكبيرة يامرات أبويا...قالها بتهكم..
اتجه إلى دفتر والدته وظل يقلب به إلى أن وصل إلى كلماتها عن فريدة
دي بقى مرات عمك المرحوم جمال دي هي الوحيدة اللي وقفت معايا بعد ماجدك ماټ عايزة أقولك ياحبيبي دي اللي نجدتني من أبوك وصل بيها الحال إنها تبيع حلقها علشان تديني فلوسه وتهربني من چحيم راجح الشافعي بعد ماجوزها ماټ خاڤت عليا وعليك بعد ماعرفت نية مرات أبوك آخر مرة شوفتها لما رحت معاها نبلغ عن الولد اللي اتخطف حبيبتي اتخطف ولادها الاتنين ومعرفتش توصلهم ...هربتني بعد ماعرفت إن راجح هياخدك مني ماهي رانيا بعد تسقيطها كام مرة الدكاترة قالوا عندها مشكلة ربنا بيخلص حقوق بحقوق..
عرفت كمان من فريدة بعد ماهربت إنها أخدت ابن راجح من زهرة اللي عذبها..
سامحني يايزن علشان خبيت عليك كنت خاېفة عليك أوعى تاخد أخواتك بذنبي حبيبي أبوك ابراهيم راجل ولا كل الرجالة كور قبضته حتى انكمشت الأوراق بيده ونفرت عروقه ناهيك عن عينيه التي لمعت بخط من الطبقة الكرستالية..
راجح ...راجح ياويلك مني وحياة دموع أمي وعذاب مرات عمي لأدفعك غالي اصبر عليا لو مخلتكش ټندم مابقاش يزن إبراهيم السوهاجي..
بفيلا السيوفي
رفرفت بأهدابها إلى أن فتحت عينيها اعتدلت على الفراش تنظر بالساعة ثم هبت من مكانها تهمس بتقطع
يوسف زمانه رجع من المستشفى..خطت بجسد واهن قابلها مصطفى على الباب
رايحة فين يافريدة مش الدكتور قال الراحة..
ابني يامصطفى عايزة اطمن عليه..حاوط جسدها يجذبها إلى الغرفة وتمتم
إلياس نام وصل من فترة وبعتله ميرال يعني زمانهم ناموا ..تعالي ارتاحي..سحبت نفسها مبتعدة عنه
لا لازم اطمن عليه هبص عليه من بعيد مش هدخل جوا أمسك كفها
حبيبتي بقولك ميرال عنده ..استمع إلى صوت ميرال
ماما كنت جاية اطمن عليكي..خطت إليها مبتسمة وكأنها طوق النجاة لكي تصل لابنها.. 
حبيبتي جوزك عامل إيه نايم..
أومأت تبتعد عن مرمى بصرها تهمس
أيوة كويس...ارتاحي لو سمحتي..
تركت يديها وساقتها قدميها مع لهفة قلبها إليه 
أرتاح ..أرتاح ازاي وهو مش مرتاح قالتها بصوت ممزوج بالبكاء..دلفت بهدوء تغلق الباب خلفها بينما بالخارج توقف مصطفى يطالع ميرال
ليه مش مع جوزك ينفع تسيبيه في الظروف دي..
إلياس مصر على الطلاق ياعمو...قالتها وتحركت إلى غرفتها.
تضجرت ملامحه بالڠضب يردف
وبعدهالك يابن فريدة طالع عندي لمين..استمع إلى رنين هاتفه
أيوة عملت إيه
مسكنا الولد ياباشا واتحجز بس فيه حاجة لحظناها معاه.. 
هتنقطني بالكلام ماتتكلم بسرعة..
صورة مدام ميرال وعليها إكس بالقلم الأحمر.
أنا جاي أوعى حد يحقق معاه لما أوصل..
بالداخل بغرفة إلياس ..وصلت إلى الأريكة التي يغفو عليها جلست على الأرض بجواره رفعت كفها على خصلاته وانسابت عبراتها تهمس بخفوت
ألف سلامة عليك يانور عيني ياريتني مكانك يابني ياريت آخد كل آلامك. لمعت عيناها بابتسامة لأول مرة تراه وهو نائما بعدما بلغ مرحلة الشباب.
ياااااه .أخرجتها من حړقة قلبها تمسد على خصلاته.. 
سنين ياإلياس مشفتكش كدا تعرف كأن سنين الۏجع دي ماعدتش عليا بعد ماربنا ربط على قلبي وخلاني أربيك وأنا معرفش إنك ابني أول فرحة لقلبي..
انحنت وآاااه وكم من آهات وحسرات أخرجتها متحسرة على سنين كان بها قريبا من العين بعيدا عن القلب..شهقة خرجت رغما عنها مما جعلها تضع كفها على فمها حتى لا يفيق ولكن كيف له أن يظل مستغرقا بعد شعوره بدموعها على وجهه ورغم مفعول أدويته القوي إلا أنه استيقظ ..فتح عينيه ينظر لقربها منه 
حاول الاعتدال بعدما وجد بكاءها ..أطبقت على ذراعيه
خليك مرتاح ياحبيبي..نهض متحاملا على نفسه وتساءل
بټعيطي ليه ميرال فيها حاجة..ابتسمت بعيون دامعة تهز رأسها عاجزة عن الرد..كيف تشكو له ظلام قلبها بمنعها بالتفوه عما يؤلم روحها..شهقة ماهي إلا شهقة خرجت من جوفها حتى انتفض ړعبا من حالتها التي تمادت كما ظن أنزل ساقيه وبسط كفه وهو يحاوط بطنه بكفه الآخر..
قومي من على الأرض قاعدة كدا ليه..
نهضت بسعادة طفلة بعدما رأت حنان عينيه ولهفته بالخۏف عليها.
جلست بجواره وعينيها ترسمه بحنان أمومي لم تشعر بنفسها وهي تضع كفها على وجهه تتأمل ملامحه بكل

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات