بغرامها متيم لفاطيما
ووجدت فيه ملاذا خاصا ينسيها آلامها المريرة وكما أن صحبة منة الله ومعاملة جاسر الحنونة معها جعلت قدمها تتسابق كل صباح الى العمل
اما اليوم فهو يوم الجمعة وقد قامت منة الله بعزيمتهم في مقهى الأدباء كي تشعر مها بمدى جمال الجلوس فيها والراحة النفسية التى ستجتاحها في الوجود هناك فهي قد حكت لها كثيرا عنها فاستئذنت من والدتها لمقابلة منة ولم تقل لها أن جاسر سوف يكون معهم فقد شعرت بالخجل من أن تعلمها تلك النقطة
وصلا كلتاهما في نفس الوقت أمام المقهى مما جعله ابتسم تلقائيا فور رؤيتها فخطى إليها مرددا بصوت مرحبا بها
ياهلا بالزين
راق لها تحيته وذوقه في التعامل معها ثم أجابته ببسمة جعلته ذاب تأثرا بها
اشار اليها ان تدلف الى المقهى قائلا بترحيب مرة أخرى بنبرة تصاحبها الدعابة
ده العادي بتاعي يا بنتي بحب اعمل للناس الشيك البرستيج بتاعها اللي يليق بيها وانت طبعا برستيجك عالي قوي علشان اكده لازم يتقدر وبالقوي كمان
ضحكت بصوت خاڤت على طريقته ثم هتفت بنبرة معترضة قليلا ويصحبها الدعابة المماثلة
حرك راسه للأمام متحدثا باستنكار
انت بتخزي العين عنك بقى ما تخافيش يا ام الزين ما هحسدتكيش واصل اني عيني لازم تشوفي الحلوين حلوين ولازم تقول للحلو في وشه يا حلو
شعرت بالخجل من طريقته المخبأة بإعجابه لها فهي ليست امرأة صغيرة مراهقة وتفهم نظرات الرجال وكلامهم لها ببساطة ثم عقبت على كلامه
أشار إليها ناحية المكان الذي سيجلسون فيه ثم سحب الكرسي لها بذوق عال راق لها فهي تشعر أنه يتعامل معها كأنها كقطعة البسكويت الرقيق وتشعر انه يراها أيضا رقيقة هشة ولم يعرف ما ذا فعلت بحياتها جعلها تتهرب من ماضيها پخوف ولم تريد تذكره ثم رد على كلامها بنبرة تأثرت بالحزن وكانت منة الله لم تأتي بعد فهو حبذ تأخيرها كثيرا كي يجد مساحة من الوقت بعيدا عن العمل كي يتحدث معها
ثم أبدل نبرته الحزينة حينما تذكر ما مضى إلى أخرى مرحة فهو لايريد أن يجعل وقتهم هنا يسحبه الحزن
بس مقلتليش ايه رأيك في المكان اهنه محستيش بالراحة النفسية أول مادخلتي
نظرت إلى المكان بعيناي منبهرة فقد أشغلها معه بحديثه وخطڤها للانجذاب معه ولم تعبر عن مدى جمال ذاك المكان وهدوئه ورقيه
له بجد جميييل قوووي حاسة فيه براحة وروح حلوة حاجة مختلفة مشفتهاش قبل اكده
ثم تبدلت نبرتها المنبهرة إلى أخرى شاردة فيما مضى
أو كنت هشوفها إزاي ومع مين
وجد حاله يسألها وهو يريد الخوض في عالمها أكثر
حاسس انك فيك حزن كبير طافي ملامحك ومخليكي شايفة الدنيا ضيقة ومقفلاها على روحك قووي
تنهدت بأنفاس متسارعة إثر كلماته فما حدث لها ليس بالهين وما عاشته دمر حياتها الماضية وعواقبه ستؤثر على حياتها القادمة ولن يشفى قلبها بعد ثم نطقت بشرود
الناس بيحكموا على بعضهم بالمظاهر يعني يشوفوني مثلا بلبس وبهتم بنفسي وعندي عربية وبخرج كل يوم بطقم شكل ويفكروا اني نسيت اللي راحوا طالما بخرج وبلبس ميعرفوش إن الدموع ساكنة العيون مهتمشيش ولا هتفارق
ميعرفوش إن ورا اللبس فيه قلب عمره ماهيخف ولا هيشفى من ندوب علمت فيه وخليته مقفول من التعامل مع أي حد
المظاهر خداعة قووي يامتر عاملة زي ترعة مغميها الريم من كل مكان واللي يشوفه يفتكره ارض خضرا ومنظرها جميل وممكن رجله تسوقوا يروح يقعد فيها علشان يتنعم بجمال خضارها وهوب يلاقي نفسه وقع وغرق
كان متمعنا في كلامها بشدة وشعر بمدى حزنها الشديد وأنها تحمل هموم الجبال فوق رأسها يكاد يخسف بها ثم هدأها بكلامه الذي أحبته
إلى أن استمع كلتاهما إلى الأغنية التي استغلت في المقهى تليق بحالتهم وكأن صاحب المقهى ساحرا ليس إلا مما جعلهم يستمعون إليها بإنصات محبب إلى قلبهم والبسمة مرتسمة على وجههم فحقا من يراهم يظن انهم عاشقان فكانت تلك الغنوة
عم الطبيب جنبي الشمال ده بتجي له شكة
من حالي طول الليل بتشكى
عرى وكشف شاف الهموم
بص بأسف وقال لي قوم
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
عم الطبيب جنبي الشمال ده بتجي له شكة
من حالي طول الليل بتشكى
عرى وكشف شاف الهموم
بص بأسف وقال لي قوم
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
عم العطار إعملي من عندك
تحبيشة
أحلي بيها مرار العيشة
بص وسأل فين يوجعك
فرح وزعل مين يسمعك
أنا قلت بلوتي في الكتمان
قال لي دواها أصحاب جدعان
أنا قلت بلوتي في الكتمان
قال لي دواها أصحاب جدعان
يا لالالي يا لالي يا ليل
آه يا لالالالي يا لالي يا ليل
شيخ العرب أديني مدة دايخ مدوخ
هات الخلاصة أنا وضعي بوخ
قال لي دواك وبلاش تقاطع
عند العجيب أبو سر باتع
قال لي
دواك وبلاش تقاطع
عند العجيب أبو سر
باتع
أنا قلت إيه قال لي يا متعوس
كل العلل دواها الفلوس
أنا قلت إيه قال لي يا متعوس
كل العلل دواها الفلوس
يا طول غلبي يا طول توهتي
يا آهة جديدة على آهتي
دواك لاذذ ونفسي أذوق
لكن عازز ومش في السوق
انتهي البارت
بغرامها متيم
الجزء الثاني
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
مستنية رأيكم وتوقعاتكم
بسم الله الرحمن الرحيم
لاإله إلا الله وحده لاشريك له يحي ويميت له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
البارت الخامس
بغرامها متيم
الجزء الثاني
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
تمضي بنا الأيام ونحن حائرون نقف على مفترق الطرق لانعرف هل نعود أم نتقدم
أراوحنا أرهقت مشاعرنا ذبلت فقدنا طاقة الشغف في الحياة ليس أمامنا غير كلمة
يارب في كل وقت كي ينعم علينا براحة البال فكلنا متعبون كلنا شاردون كلنا نمتلئ من الهموم ما يكفي ويفيض كلنا نبحث عن السعادة فهل منكم من حصل على السعادة مطلقا دوم أي شوائب وقتا فائضا يتذكره طيلة عمره
كلمات بلسان أبطالناأجمع
بقلمي فاطيما يوسف
عادت سكون الى شقتها منذ البارحة ولكن تشعر بالحزن الشديد لطالما فشلت محاولتها في وجود جنينها داخلها وعرضت حياتها للخطړ دلف إليها عمران وبيده كوبان من الأعشاب الطبيعية التى أوصت الطبيبة أن تحتسيهم ثم وضعهم على المنضدة الموجودة في الشرفة بعد أن انتهيا من صلاة الفجر فقد أمها عمران في الصلاة وهي من طلبت منه ذلك أن يشاركها اليوم صلاة الفجر
ناولها الكوب بابتسامة تنم عن مدى راحته في وجودها الآن بجانبه فقد كان يشعر بالوحدة في ابتعادها بشدة
تعرفي مكنتش عارف آكل ولا اشرب ولا أعيش من غيرك ياحبيبي طول الأسبوع دي وجودك في المكان مهم قوووي
واسترسل حديثه بنبرة يملؤها الترجي
أرجوكي تهدي شوية معايزينش عيال إلا لما تتحسني
ومتتهوريش تاني
التمعت عينيها بغشاوة الدموع وهي تحتضن الكوب الساخن بين يديها الصغيرتين وهي تردد بطاعة مجبرة عليها
حاضر ياعمران
شعر بالاخت ناق من رؤيته للمعة الدموع في عينيها وملامحها المنطفئة وشغفها الذي قل ثم تحرك بالكرسي وجلس بجانبها واحتضن كفها بين وجنتيه وهو يمسح بسبابته دمعة شاردة من عينيها لينطق بعتاب
طب ليه الدموع ليه الحزن ليه البكا
والله والله قلبي ما مامتحمل كل الۏجع الساكن ضلوعك دي ياسكون فين بسمتك فين ايمانك الكبير اللي اتعلمته علي يدك
ضحكة خاڤتة أطلقتها أخيرا من دعابته ثم عقب عليها وهو يجذبها من رأسها مقبلا إياها
أيوة اكده اضحكي ياشيخة خلى الدنيا تنور
ثم سألها كي يطمئن عليها
طمنيني عليك عاملة كيف دلوك لسه چرحك هيوجعك
بللت شفتاها الجافة بلسانها ثم طمأنته
الحمد لله اتحسنت كتير والعلاج اللي باخده فيه مسكنات وبقيت كويسة
ربت على ظهرها بحنو ثم هتف بحمد
الحمد لله طب ايه مش نجهز بقي فرح رحمة فاضل عليه أسبوع عايزين نجيب لبس ليكي وليا اني كمان على ذوقك اكده
تنهدت بعمق وهي تشعر بفقدانها للشغف في الحياة ثم تحدثت بنبرة بائسة أوجعت عمران
هلبس أي حاجة من عندي في حاجات كتير جبتها وملبستهاش غير مرة واحدة أو مرتين
ضيق ملامحه عابثا من نظيرتها البائسة
طب ليه بقى ياسكون بقى اني عايز أخرج معاكي وأخليكي تغيري جو وأحاول أخليكي تفكي شوية وترفضي !
زفرت أنفاسها بثقل ورددت پألم نفسي شديد جراء حالتها المتخبطة
معلش ياعمران ممكن رحمة تروح معاك علشان أنا مودي مش مظبوط ومش عايزة أشيلك همي وحزني كفاية مشاكل شغلك اللي مهتنتهيش
رفع حاجبه مستنكرا ما قالت
وه ! كيف يعني مشيلش همك وكيف يعني مشاركيش حزنك
انت هتقولي كلام مخربط مهيعجبنيش واصل
وضعت الكوب من يدها ثم استئذنت منه بفتور وقامت من مكانها متجهة إلى الغرفة ومنه إلى التخت
بعد قليل انتهى من ارتداء ملابسه وارتدي زوجا من الأحذية الرياضية البيضاء فذاك اللون أغلب ألوان الأحذية المفضلة لديه ثم خطى تجاه سكون وجدها نائمة فأزاح خصلاتها الشاردة من على وجهها وأزعجه كثيرا رؤية ملامحها الباكية مما جعله نفخ بضيق شعرت به من أنفاسه الساخنة التى لفحت وجهها ولكنها مازالت مغمضة العينين فډفن كف يده بين خصلات شعرها هامسا بجانب أذنها بنبرة متعبة
والله حرام عليكي اللي هتعمليه فينا دي اني عارف انك سمعاني ياسكون متحاوليش تدخلي روحك في حالة اكتئاب وتوبقى من القانطين لإرادة ربنا ارضي ياحبيبي علشان ربنا يرضى عنينا
ما زالت مغمضة العينين كما هي وهي تعطيه ظهرها ولكن خانتها عينيها بدموعها التى هبطت على وجنتيها حتى استقرت على كف عمران مما أرعبه عليها ولكن مابيده شئ يقدمه لها الآن وما فعل سوى أنه جذبها إلى أحضانه الحانية وخبئها بين ضلوعه وما كان منها إلا أنها تمسكت بأحضانه بشدة وقد زادها هم الحكم عليهم بالفراق فهي أصبحت متيقنة الآن أن زينب لم تتحمل الصبر ولن تصمت تود أن تظل داخل أحضانه تود أن يأخذها ويعيشا في مكان بعيد