الأحد 24 نوفمبر 2024

الفصل الأول من شظايا قلوب محترقة بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

كنت تفكر الدكتور بقرايبه ياكرم حتى يعرف هو بيسلم على مين..بس هنقول إيه معذور .
معركة حامية بين كبريائها الذي أهدره من عدم معرفته لها وبين أشواقها التي جعلتها تتحدث كالمنتقم فأكملت حديثها 
آسفة ياخالو مش هقدر أرحب بالدكتور أكتر من كدا عندي محاضرة بعد ساعة ولازم أجهز .
قالتها واستدارت متحركة ولكن توقفت بعد حديث خالها 
مريم آن الأوان عشان نتمم خطبتك بآدم .
جحظت أعين آدم من قرار والده المفاجئ فصاح غاضبا 
آدم مين إن شاءالله إنت لسة ماسك في كلامنا لما كنا عيال !..
أشار والده له وأردف منهيا الحوار 
إعمل حسابك الجمعة هنكتب كتابك إنت ومريم ودا آخر كلام ..
هنا لم تستطع الإهانة من رفضه القاطع لها فصاحت رافضة بصوتها المرتفع متناسية وقوفها وسط جميع العائلة 
ومين قالك إني موافقة عليك خالو هو اللي إتكلم وأنا مقولتش قراري بناء على إيه معرفش آخد القرار !..
صاح كرم غاضبا بأخته 
إيلين!!
تحركت ولم تعير أي اهتمام لأخيها ووقفت أمامه ونظرت إلى داخل مقلتيه 
وأنا بقولك في وشك يابن خالي إني مش موافقة عليك ولو كنت آخر راجل في الدنيا ..
قالتها وهي توزع نظراتها بين الجميع 
هو عشان أنا يتيمة تتحكموا في حياتي لا أنا آه يتيمة بس مش ضعيفة ولو الدكتور مش عايز الجوازة دي قراط..أنا مش عايزاها مليون قراط ..
قالتها وتحركت سريعا وعبراتها تفرش الأرض أمامها حتى وصلت إلى منزلها وسقطت على الأرض كزهرة تبعثرت وريقاتها في مهب الريح من غصنها الرقيق 
وهي تبكي بنشيج وتهز رأسها بقوة .
بمكانا اخر
بأحد الأحياء الشعبية بمحافظة القاهرة استيقظت على صوت أذان الفجر 
الصلاة خير من النوم..فتحت عينيها تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم جذبت وشاحها الثقيل ووضعته على أكتافها ونهضت متجهة إلى والدها لكي توقظه لصلاة الفجر ..قابلها على الباب 
صباح الخير حبيبة أبوكي .. 
صباح الخير حبيبي كويس إنك صحيت هروح أصلي وأجهزلك الفطار لحد ماترجع عندي جامعة ولازم أكون في محطة القطر بدري وحضرتك عارف الميزانية ضاربة مش ناقصة ميكروباص ..
ربت على كتفها بحنان أبوي  
ربك هيعدلها يابنتي طول ماإنت بتقولي يارب ربنا هيقولك مسألتك عندي ..ربنا رب قلوب يابنتي .
ونعم بالله يابابا هو فيه موضوع كنت عايزة أكلم حضرتك فيه بس لما أرجع بإذن الله .
أومأ وتحرك وهو يردد  
أصبحنا وأصبح الملك لله
اللهم ارزقنا الستر والنعمة ياالله 
عاد بعد قليل وجدها أعدت له طعامه وأيقظت أخيها الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي ..
دلف إلى باب منزله ولسان حاله 
اللهم صل على خير الأنام ..نظر إلى الطعام المعد ثم رفع نظره الى ابنته التي تقف أمام المرآة ترتدي حجابها 
أقعدي إفطري معانا ياقلب أبوكي ثم اتجه بنظره إلى ابنه الذي يتابع هاتفه 
زياد توصل أختك لمحطة القطر ياحبيبي الجو شتا برة ومفيش حد في الطريق ..
حاضر يابابا هشرب الشاي وأقوم أهو ..حملت حقيبتها ونظرت بساعة يدها  
خليك ياحبيبي علشان تلحق تراجع قبل درسك أنا هعدي على أمل ممكن ربنا يهديها وتيجي معايا النهاردة وإنت ياسي بابا متنساش حقنة السكر في ميعادها لو سمحت وأه صفاء مش هتروح المدرسة النهاردة قالتلي عايزة تروح تزور أمها . 
أومأ متفهما ثم أطلق زفرة حارة تنم عن غضبه حملت حقيبتها بوقوف أخيها 
هوصلك ممكن أمل ترفض تروح إنتي عرفاها هوائية .
عانقت ذراعه وتحركت مع نظرات والدها إليها وهو يدعو لها 
بعد فترة بالقرب من محطة القطار هرج ومرج وطلقات ڼارية واعتقال الكثير بالمكان لف زياد ذراعه حول أخته يجذبها بعيدا عن الطلقات التي زادت بالمكان ولكن كان من نصيبه تلك الطلقة التي استقرت بكتفه حينها جذب أحدهما أخته يضع السلاح برأسها 
اللي يقرب هقتل البنت..صړخ زياد وهو يضع كفه موضع الچرح 
غرام..ارتجف جسدها وهي ترى الكثير من الرجال وهم يحملون الأسلحة نظرت إلى أخيها الذي سقط متأوها ثم نادت بصرخاتها 
زياد ..جذبها الرجل للخارج ولكن طلقة من أحدهما أدت إلى مقتله..هزة عڼيفة أصابت جسدها حينما وجدت الرجل سقط أمامها غارقا بدمائه ...اقترب منها أحد الرجال 
إنت كويسة ..رفعت عينيها مع ارتجاف جسدها تهتف بتقطع أخويا 
قالتها لتسقط بين ذراعيه أشار لأحد الرجال  
اتصل بالإسعاف ينقل الولد وإنت نضف المكان قالها لأحدهما وهو يشير بسلاحھ تلفت بأنظاره حول المكان ليضع الفتاة على المقعد ويتحرك كالزئبق من المكان ..قاد سيارته وقام بمهاتفة قائده 
تم ياباشا الولد اتصفى والمطلوب معايا والتاني تحت إيدين أمن الدولة .
أشار بيديه علامة انتصار 
برافو صقر كنت عارف إنك قدها .
ولو إسحاقو حبي إنت تؤمر المهم الشارع اللي قبل المحطة أخد الولد رهينة والولد اټصاب خليتهم يكلموا الإسعاف ..
على تواصل اسحاقوا باشا مهما كان الأمن في خدمة الشعب .
قهقه الآخر 
تشكرات صقور تشكرات ..قالها وأغلق الهاتف ليتحرك الآخر متجها إلى عمله .
بأحد الأحياء الشعبية القديمة 
استيقظت تلك الفتاة التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما اتجهت إلى غرفة أخيها الأصغر 
معاذ قوم ياله علشان تلحق تجبلنا الفول والطعمية قبل ميعاد المدرسة فتح عينيه ثم جذب غطائه 
إيمان سبيني شوية عايز أنام إطفي النور دفعت الغطاء من فوقه 
قوم يامعاذ هنادي على أبيه يزن..نهض يتمتم بامتعاض 
أوووف كل شوية قوم يامعاذ مفيش غير معاذ في البيت دا ..قالها الصغير وهو يجذب منها الصحن واتجه إلى الأسفل بعدما ارتدى جاكيته الشتوي .
تحركت متجهة إلى غرفة أخيها الأكبر
ابيه يزنحبيبي الساعة تمانية ياله علشان تلحق تفطر قبل ما تنزل الشغل .
اعتدل ينظر بساعته مسح على وجهه ثم تحدث بصوت مفعم بالنوم
صباح الخير ياموني ..
صباح الخير ياأبيه ياله قوم صلي لحد ماأجهز الفطار .
دفع الغطاء وأجابها  
صليت الفجر حبيبتي عايز شاي وأي حاجة علشان أنزل بسرعة..
تحركت متجهة للمطبخ قائلة 
عيوني شوية وهتلاقي كل حاجة جاهزة خرج يبحث عن أخيه فتساءل  
فين معاذ 
ضحكت بشقاوة 
نزل يجيب فول وماقولكش قال إيه..
ضحك عليها وجلس على المقعد بمقابلة المطبخ متسائلا 
حبيبتي معندكيش دروس ولا إيه. 
خرجت تحمل الخبز والجبن وأجابته 
عندي الساعة تلاتة بعد مامعاذ يرجع من المدرسة أومأ برأسه 
فيه حاجة واقفة معاكي في الكيمياء 
هزت رأسها بالنفي 
معايا أحسن مستر وهغلط برضو !.. تسلملي يازينو قاطعهم صوت الباب 
اتجه يفتح الباب توقف متسمرا عندما وجد دموعها تسيل على خديها 
يزن أنا قررت أتجوز آسفة مش هقدر أكمل معاك..تحركت للداخل ووضعت أشيائه ثم خرجت سريعا من المنزل 
دقائق وهو متوقفا كأن روحه سحبت لبارئها يردد  
أنا أكيد بحلم .

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات