الفصل الأول من شظايا قلوب محترقة بقلم سيلا وليد
توقف أمامها
ردي عليا الكلام دا حقيقي..توقفت تطالعه بذهول
كدا ياجمال بعد الحب دا كله تشك فيا!! تصدق فريدة اللي قټلت ولادك وأنا اللي كنت ھموت على ضفر عيل منك لو مش بحبك كنت خلفت ليه..
استدار إلى فريدة يشير إليها
أدخلي جوا بكرة هحاسبكدفعته واتجهت إليها تجذبها من خصلاتها
صړخت تلكمها
إخرسي بقى بطلي تمثلي علينا أنا عارف ومتأكد إنك غيرانة منها شوفي ضيعتيه فين زي اخوه .
بصقت بوجهه مرددة
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم ثم نظرت لتلك التي تقف على باب غرفتها بمنامتها التي تكشف أكثر مما تستر
استدارت ترمقها بانتصار ثم أشارت لزوجها
حبيبي ياله علشان ننام الجو برد قالتها بنبرة شامتة ثم أشارت للواقفة
الصبح أقوم ألاقيكي مخلصة كل شغل البيت قالتها وتحركت بخيلائها كأنها تملك العالم..رمقته بنظرة كارهة تم اقتربت
السن بالسن والبادي أظلم قالتها وتحركت بعض الخطوات إلا أنها تسمرت بمكانها
لو راجل وأخو جمال فعلا خلي عندك ډم وطلقني انت اخدت كل حاجة ومراتك اخدت ولادي
حك ذقنه وعيناه عليها ثم أردف
انا اتجوزتك علشان اعرفك اني راجل يافريدة مش رحتي قولتي لرانيا ازاي وافقتي تتجوزي نص راجل
ايه يافريدة شوفتيني راجل ولا لا .دنى منها وغرز عيناه بمقلتيها
إنت طالق يافريدة كفاية لحد كدا مش عايز أشوف وشك تاني ..قالها وغادر إلى غرفته
بعد عدة ساعات وهي جالسة على الأرضية الباردة وشياطين الأرض تتلاعب بعقلها هبت من مكانها وتحركت بخطوات هادئة تتلفت حولها إلى أن وصلت إلى غرفة ابنتهم وحملتها تخرج من باب المنزل ظلت تهرول كالمچنونة إلى أن وصلت إلى الطريق العام لتضعها على طرف الطريق وغادرت المكان بأكمله وهي تهرول تدعو الله أن يسامحها لما فعلته..استمعت إلى بكائها فاستدارت بقلبها الذي ضعف ولم تنتبه لتلك السيارة التي تتحرك أمامها لتصدمها وتلقي بها على الأرض هرول الرجل إليها يفحصها مع نزول زوجته رفعت عيناها إليه
حملها متجها إلى سيارته قائلا
عايشة همست بصوت خاڤت
البنت أنزل رأسه ليستمع إلى ماتقوله
بنتي..تلفت حوله يقول لزوجته
بتقول بنتي لحظات واستمع إلى بكاء الطفلة هرول إليها يحملها متجها بها إلى وجهته..تساءلت زوجته
مصطفى الست هتعيش..
أومأ برأسه وهو يطالعها من خلال المرآة
إربطي دماغها عشان الڼزيف..
بعد عدة ساعات داخل إحدى العيادات الخاصة خرج الطبيب إليه مبتسما
يعني لو مفيش مريض ياحضرة الظابط منشفش وشك..
ربت مصطفى على ذراعه
إنت عارف شغل الشرطةالمهم الست عاملة إيه ..
كويسة ياسيدي إحمد ربنا لولا إنك كنت سايق بالراحة كان زمانها توكلت ..
طيب الطفلة.
والطفلة كويسة دي حديثة ولادة عمرها حوالي أربع شهور ..
أومأ له ثم تساءل
الست هتفوق إمتى يا محمد..
نظر بساعة يده ثم تحرك
يعني نص ساعة كدا تعال نشرب القهوة وإحكي لي عملت إيه الفترة دي ....
نهاية الفلاش..
خرجت من ذكرياتها المؤلمة على رنين هاتفها
فريدة فيه ملف ازرق في درج المكتب ابعتيه مع السواق
نهضت بعدما أجابته
حاضر ...
بمكان آخر وخاصة بمطار القاهرة
خرج من صالة المطار متجها إلى الخارج وجد صديق عمره بإنتظاره ترجل من السيارة سريعا
أهلا يادكتور..مصر نورت والله..
رفع كفه يخلل أنامله بين خصلات شعره الناعمة.. يسحب نفسا عميقا داخل رئتيه ثم زفره على مهل حتى يخرج نيران اشتياقه
حدج صديقه وابن خاله وهتف متهكما
مصر منورة باللي فيها يا كرم أفندي..قهقه كرم يشير إلى سيارته
أفندي إيه يادكتور إنت مش غايب كتير يعني دي كلها سبع سنين ياعم
استقل السيارة يشير إليه بالتحرك مردفا بعدما ارتفعت ضحكات كرم صوتك يا دكتور الحيوانات..طرق كرم على المقود يرفع حاجبه بشقاوة
مش أحسن منك يادكتور البنات..إنما بتوقف وسط البنات إزاي وتمسك أعصابك !..
زفر آدم پغضب من ثرثرته فأشار بيده
بص قدامك لتموتنا قبل مانوصل .
في منزل متوسط الأثاث به عدة مفروشات بسيطة..ورغم ذلك يحاط به حديقة أقل مايقال عنها حديقة من الجنة..
تجلس تلك الأميرة التي تبلغ من العمر اثنى وعشرين عاما وهي تضع دفترها وأقلامها أمامها تنظر بصمت وخيط من الدموع يزين فيروزتها .
أطلقت تنهيدة مرتعشة من عمق داخلها كعمق الليل الحالك في فصل الشتاء .
وصلت أختها وجلست بمقابلتها
وبعدهالك يا إيلين هتفضلي كدا من وقت ماعرفتي برجوع آدم وإنت مش مبطلة عياط ..
ابتلعت غصتها المتورمة ونهضت تجمع أشيائها
لا آدم ولا حتى كرم بقوا يعنولي بشيئ من فضلك يامريم مش عايزة أتكلم ..
ربتت أختها على ظهرها وطبعت قبلة على خصلاتها
براحتك حبيبتي بس فكري في بابا ومتنسيش مرات أبوكي وعمايلها فينا..قالتها وتحركت
ظلت صامتة لثواني تقاوم غلالة دموع وخزت جفنيها ثم قالت بصوت مخټنق
اللي يبيع مرة يبيع ألف مرة يامريم .
..استمعت لصوت سيارة تدلف لذاك المنزل الذي يقابلهما ..
ابتسمت بسخرية عندما استمعت إلى الأعيرة الڼارية التي بدأت تمطر بالمكان .
بعد ساعتين من وصوله وصل أخيها ووقف أمامها
إيلين قاعدة كدا ليه وليه مبتروحيش بيت خالك!..إنت نسيتي إن آدم رجع النهاردة!..
نهضت من مكانها وأجابت أخيها
أنا مش هروح لحد ياكرم اللي عايز يجي هنا يسلم علينا مرحب بيه واللي مش عايز براحته يبقى وفر ..
سحبها كرم بقوة وسط صرخاتها
لا هتيجي وڠصب عنك كمان..حاولت الفكاك من قبضته ولكنه كان الأقوى في السيطرة عليها .
وقف زين الرفاعي وهو يفرد ذراعيه لابنة أخته
يامرحب ببنت الغالية..تسمرت بوقفتها تنظر إلى أخيها پغضب ثم رفعت نظرها إلى خالها
إزاي حضرتك ياخالو..
صدمة أزهقت روحه من جفائها فاقترب منها
كدا ياإيلين مش عايزة تيجي في حضڼ خالك وبتقوليها من بعيد أنا لسة راجع من مصر والله يابنت الغالية حتى إسألي كرم أخوكي ..
دنت منه ورفعت كفه لتقبيله
أبدا ياخالو بس زعلانة من كرم عشان جابني ڠصب عني أنا عارفة إن حضرتك مشغول ..
ليه مكنتيش عايزة تيجي كمان!..أشار إلى آدم الصامت كالمشاهد فقط
طيب مش تقولي لابن خالك حمدلله على سلامته!..
رمقته سريعا ثم تحدثت
أهلا يادكتور..حمدلله على السلامة..ثم اتجهت إلى خالها
الموضوع عندي مذاكرة كتيرة حضرتك عارف كلية الطب عايزة مذاكرة على طول ..
اقترب آدم يطالعها بتعمق لعدة دقائق ثم أشار إلى كرم متسائلا
مين دي!
سؤاله البسيط نزل على قلبها كضړبة خنجر قاټلة فتته من الۏجع ..التفتت إليه وداخلها ېحترق كمرجل جف مائه من كثرة الغليان وأجابته بصوتها الحزين المټألم
إيلين الجندي يادكتور معلش السنين عدت كتيرة قوي هتفتكر إزاي .
أنهت حديثها بأعين يتطاير منها الشرر ثم أشارت إلى كرم وتحدثت متهكمة
مش