ضبط وإحضار لمنال سالم
مبتسمة في امتنان
كتر خيرك يا ابني دوشناك على الفاضي.
في عتاب مشوب بالتهذيب عقب عليها
مايصحش الكلام ده عم سليمان غالي عندي.
أضافت بهاء قائلة بتحرج
احنا عطلناك معانا يا سيادة الرائد.
قال بجدية
أنا مورياش حاجة وبعدين هفضل معاكو لحد ما أوصلكم البيت.
شكرته فادية بصدق
والله ما عارفة أقولك إيه إنت يعتبر من العيلة دلوقت.
ده أكيد.
انسحب بعدها متراجعا عدة خطوات للخلف ليترك لهما مساحة من الخصوصية للحديث فاستغلت فادية الفرصة وتحركت في خفة نحو بهاء لتجذبها قليلا تجاهها حتى تتمكن من الهمس لها
شايفة ابن الأصول بيتصرف إزاي
سددت لها الأخيرة نظرة محذرة قبل أن ترد بصوت خاڤت
مش وقته يا مرات عمي.
في نفس الصوت الخفيض فاهت بتفاخر
قصف قلب بهاء بقوة من تصريحها العفوي ونظرت تلقائيا تجاهه لتجده مرتكنا بظهره على الحائط فتأملته في إعجاب قبل أن يمسك بها مجددا وهي تحدق به بهذه الطريقة الهائمة سرعان ما خفضت من عينيها مستشعرة موجات الخجل والارتباك التي اجتاحتها من كل صوب وكأنها ارتكبت ما يحرجها ويكشف عن مشاعرها علنا لكنه كان مسرورا من داخله لأنها وإن ادعت العكس كانت تظهر اهتماما ملحوظا به.
وإنت شوفت بنفسك شهامته وجدعتنه وده مش من دلوقت لأ من زمان.
فيه الخير متربي على الأصول.
سألته دون تمهيد كأنما تفكر بصوت مسموع
تفتكر ممكن يتقدم ل بهاء ويخطبها
استغرب من تطرقها لهذا الموضوع تحديدا وعلق برد دبلوماسي
الله أعلم!
تنهدت قائلة في نبرة حالمة
أنا حاسة إن عينه منها.
سألها متعجبا
وإنتي إيش عرفك
أكدت له عن يقين
إحساسي عمره ما يخيب أبدا.
نصحها قائلا بشيء من المنطقية
رفعت بصرها للسماء مرددة بنبرة متضرعة
يا رب يجعلها نصيب معاه.
.................................................
كانت ممتنة لأنها تتحدث هاتفيا وليس عبر مكالمة مرئية فلا ترى رفيقتها ما يطغى على قسمات وجهها من تعابير سارة ومبتهجة لمجرد تطرقهما للحديث عنه فقد تشاغلت بهاء به مؤخرا وأصبح بالنسبة لها إدمانا لا تود أبدا التعافي منه فراحت تستفيض في الحديث عما يخصه بغير كلل أو ملل. مجددا أكدت بسنت بما لا يدع مجالا للشك
ردت عليها في تحرج وهي تتقلب على فراشها
بلاش تحلفي.
أخبرتها في نفس اللهجة المؤكدة
هو مش مجبر يعمل كده معاكي إنتي بالذات بس إنتي فارقة معاه أوي.
في تحير غلف نبرتها تساءلت بهاء وهي تضم وسادتها إلى صدرها
طب وبعدين المفروض اللي يحصل بعد كده إيه
صمتت قليلا لتفكر قبل أن تقول
أكيد مش هيفوت آخر يوم في التدريب إلا لما يفاتحك في حاجة.
سألتها بغير اقتناع
تفتكري
جاء ردها حاسما
طبعا وإلا هتضيع الفرصة عليه.
حررت زفرة بطيئة من رئتيها لتعلق بعدها بنبرة متمنية
أما نشوف.
حلقت بنعومة في فضاءات الخيال الوردية طامعة أن يكون ما تصبو إليه حقيقة واقعة وليس افتراض رغبات نفسها المتلهفة عليه.
غير عابئ بما تعرضه شاشة التلفاز جلس عمر على الأريكة المبطنة شاردا في صالة منزله وعقله مزدحم بعشرات الأفكار المتحيرات تحصن بصمته رغم الصخب الدائر في دواخله فاقتراب نهاية التدريب يعني حرمانه من فرصة رؤيتها مرة أخرى