الإثنين 25 نوفمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 7 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


في النادي الاجتماعي إلا أن بهاء بقيت تدافع عن نفسها بقوة ورافضة الاعتقاد بأنها أسرعت في عدم تحري الدقة أثناء إقدامها على إيذاء أحدهم لم تكترث بأي أراء أخرى معارضة لها وكان التبرير منطقيا بأن ذلك الشخص هو شريكه المخضرم في ڼصب الفخاخ للفتيات خاصة مع رؤية صور مشتركة تجمع بينهما على صفحات التواصل الاجتماعية.

في هذا اليوم تحديدا ذهبت مع بسنت إلى ذلك المعهد المتخصص في تدريب وإعداد القادة المتميزين ليس فقط من القيادات العسكرية وإنما أيضا من الأفراد المدنيين. تجولت في أروقة المكان بعدما قامت بملء بياناتها للاشتراك في أحد الدورات التدريبية الجديدة لتضمن الحصول على شهادة أخرى معتمدة تؤهلها للحصول على وظيفة أفضل في حال توافر واحدة بتلك المواصفات بالمستقبل القريب. 
مفعمة بإحساسها بالحيوية والنشاط تأنقت بهاء في ثياب رسمية فارتدت بدلة سوداء من أسفلها قميصا أبيض اللون على حذاء ذي كعب مرتفع وجمعت شعرها في ربطة واحدة لتتدلى كذيل حصان على ظهرها. لم تتوقف بسنت عن لومها واستطردت تخبرها وهما تسيران بتلكؤ في الردهة الواسعة للمعهد
احنا تقلنا العيار حبتين وده خلا موقف ميرا وحش أوي...
ازدردت ريقها وتابعت في خوف مفهوم وهي تضم ملف أوراقها الخاصة إلى صدرها
واحتمال كبير ينهوا عضويتنا في النادي ما هو أكيد مش هيسكتوا عننا وخصوصا إن الراجل ده شكل واصل. 
بدت بهاء غير مبالية كليا بتبعات جريرتها وقالت بعجرفة
عادي النادي مش أملة أوي علشان نندم إنه هيفصلونا منه ده احنا كل فين وفين لما بنروحله وبعدين خلينا نركز في تدريبنا اللي هيبدأ.
هزت رأسها قائلة
بالمناسبة احنا المفروض نحضره 3 أيام في الأسبوع آخر النهار.
تفقدت بهاء ما بحوزتها من أوراق وخاطبتها
عايزين نشوف إن كان ينفع يكون الميعاد بدري شوية ولا لأ.
أخبرتها رفيقتها وهي تشير إليها بإصبعها لتنعطف نحو الرواق الجانبي
ده على حسب المجموعة اللي معانا وكمان المحاضر اللي هيدينا.
تحدثت إليها بإيماءة من رأسها
كل حاجة سهل تتظبط.
في غمرة حديثهما الجاد أثناء سيرهما العادي لم تلحظ أيا منهما ذاك الذي تمكن بسهولة من التعرف إليهما رغم تبدل مظهرهما حينما كان يتحرك في الاتجاه المعاكس لوجهتهما .. ما لبث أن اشتاط ڠضبا كما تصاعدت الډماء الفائرة إلى رأسه وقد تنشطت ذاكرته بتفاصيل ما تعرض له من إهانة فجة بواسطتهما. لم يترك الأمر يمضي دون رد بل أسرع في خطاه واعترض طريقهما ليستوقفهما بلهجة الآمر الناهي وموجها حديثه على وجه الخصوص إلى بهاء وعيناه تشعان ڼارا
استني عندك!
شهقت بسنت في ارتعاب فور أن رأته قبالتها بهيبته ومهابته عرفته في الحال وارتعشت شفتاها مدمدمة بخفوت 
يا نهار إسود!
بينما اتسعت نظرات بهاء نسبيا بعدما استوعبت الصدمة المباغتة حيث استطاعت هي الأخرى التعرف إليه واستعادة فداحة تصرفها المتجاوز معه تسمرت في مكانها ليتدلى فكها للأسفل مرددة في ذهول كبير
مش ممكن إنت!!!
يتبع الفصل الثاني

الفصل الثاني
أخذت على حين غرة عندما التقت به قبيل الصدفة في آخر مكان ظنت أنه سيتواجد به كانت هيئته بالزي العسكري الرسمي مغايرة لهذه المرة الوحيدة التي تشاجرت معه فيها حيث بهر نظرها بحضوره الطاغي وشخصيته القوية استفاقت من صډمتها اللحظية لتجده يحدجها بنظرات قاتمة متوعدة لا تنوي خيرا ومع ذلك تسلحت بشجاعتها لتواجهه وكأنها لم تقترف شيئا أضر به. انتصبت في وقفتها تسأله في تحفز 
انت عاوز مننا ايه
على عكسها كانت بسنت ترتجف خوفا من ردة فعله العڼيفة نحوهما وما عزز من ذلك الشعور المړتعب هو مظهره الرسمي الذي يوحي بسلطة مطلقة. ظلت مرتكزة بناظريها عليه عندما تكلم في حنق 
أنا مانستش اللي عملتيه معايا.
حادت بهاء ببصرها عنه وردت باستعلاء 
مكونتش إنت المقصود.
اغتاظ من برودها المستفز وسألها في توبيخ 
والمفروض إنتي كده بتعتذري عن غلطك
تضايقت من نظرته إليها ومع ذلك عللت له أسبابها بنفس الهدوء المزعج 
أي واحدة مكاني طبيعي تتصرف بالشكل ده لما يكون الإنسان اللي هي مرتبطة بيه بيشتغلها أو بيحور عليها ولا حتى آ...
قاطعها متسائلا في شيء من التعنيف 
وإنتي بقى متعودة تهجمي على الناس كده بجهل
كلمته الأخيرة أغاظتها فهتفت مدافعة بتحد وكأنها تناطحه الرأس بالرأس وإصبعها يلوح في الهواء 
لأ بس الخونة ومعدومين الضمير بيشوفوا مني العين الحمرة.
عقد حاجبيه معقبا على عبارتها 
بس مسيرك تقعي مع واحد يربيكي.
اشټعل وجهها بحمرة الڠضب وهتفت في حمئة 
محدش يقدر يمسني أنا ما بسكتش عن حقي.
تعلقت بسنت بذراع رفيقتها محاولة تهدئتها دون كلام خاصة مع رؤيتها لاحتدام الموقف بينهما في حين استطرد عمر مهددا إياها 
عموما اللي زيك خسارة الكلام معاه.
تضرج وجهها بحمرة شديدة فحول عينيه عنها عندما جاء أحدهم ليخاطبه في لهجة مليئة بالاحترام 
باشا أسف لو هقاطعك بس في موضوع آ... 
انشغل عنهما للحظة فاستغلت بسنت الفرصة لتهمس إلى رفيقتها بصوت مرتجف 
بقولك إيه يالا نجري أوام منه.
همت بالاعتراض عليها قائلة بصوت خفيض لكنه شبه منفعل 
وأسيبه كده من غير ما أرد عليه ده بني آدم مستفز.
أصرت عليها پخوف مبرر 
كفاية مشاكل لحد كده بينا نجري من هنا ده لو نفخ في وشنا بعضلاته دي هيطيرنا.
لم تفكر مرتين واستجابت لها لتنسحب كلتاهما من محيطه في الحال بخطوات أقرب للركض كادت بسنت تنكفئ على وجهها بسبب ارتدائها للكعب العالي فأسندتها بهاء قبل أن تفقد اتزانها لتردد الأولى في توتر خائڤ 
أنا هقع بالكعب ده.
عاتبتها الأخيرة متمتمة 
وحد قالك تلبسيه طالما مش عارفة تمشي بيه!
جاء ردها عفويا 
ما إنتي اللي قولتيلي نتشيك وبعدين أنا هعرف منين إننا هنشوف البعبع هنا ده شكله شړاني أوي
للحظة استدارت برأسها لتختطف نظرة سريعة تجاهه قبل أن تعاود النظر أمامها وافقتها في الرأي هاتفة بتعجل 
معاكي حق الحمدلله إننا عرفنا نخلع منه أصلا.
بالكاد تمكنت كلتاهما من بلوغ بوابة الخروج لتقول بهاء في صوت شبه لاهث 
إنتي راكنة فين
أجابتها مشيرة بيدها نحو الأمام 
هناك.
رددت في الحال بصوت متقطع بسبب تلاحق أنفاسها 
يالا قبل ما يحصلنا.
على الجانب الآخر لم يكلف عمر نفسه عناء ملاحقتهما وراح يمشي الهوينى وهو يتبعهما ليقول مخاطبا نفسه بثقة بعدما وضع يده في جيب سروال زيه القماشي 
هتهربي مني فين ده إنتي في مكاني!
احتاجت للكثير من الجهد حتى تضبط انفعالاتها وتتمكن من قيادة السيارة بثبات وهدوء بدلا من الانطلاق في طريق العودة مباشرة راحت تنتقل من مكان لآخر بغير هدى وكأنها ضلت
 

انت في الصفحة 7 من 89 صفحات