ضبط وإحضار لمنال سالم
بالمظلات امتى ده أنا مجهز نفسي أبقى فيها ولا أيرون مان!
بشفتين مرتعشتين علقت بسنت بخفوت وفي خوف غريزي
مستعجل على عمرك ليه!
تطلع عمر تجاهه ليكلمه دون أن يبتسم
بعد شوية هنروح لمكان تاني هنعرف فيه أساسيات التدريب على القفز بالمظلات ونعمل محاكاة مبسطة ليه.
نكست بسنت رأسها في تحسر وهي لا تزال تبرطم مع نفسها
مرة أخرى ربتت بهاء على كتفها في ترفق وحاولت التهوين عليها بقولها
هتعدي ما تقلقيش!
كان الهواء مشبعا بذرات الرمال أثناء انتقالهم لمكان آخر حيث بدا بعيدا نسبيا عن مكان استقرارهم الأول. استخدمت بهاء غالبية مناشفها الورقية لتجفيف عرقها بينما حولت بسنت ورقة مطوية إلى مروحة صغيرة تحاول بها تحريك الهواء الساخن حول وجهها لترطيبه ورغم تواجدهم داخل ذلك المرأب إلا أن الجو كان حارا وشبه خانق. في تذمر صريح
حاولت بهاء التهوية بيدها وهي ترد
الجو صعب أوي.
تابعت شكواها في عبوس
أنا حاسة إن نافوخي بيغلي وشوية وهيطلع فقاقيع.
زادت عليها في استظراف رغم اكفهرار ملامحها هي الأخرى
ده إن ما سحناش هنا!
نهايته. اجتمع الدارسين على نفس وضعية وقوفهم الأولى وراح عمر يسهب في شرحه لهم
سأله أحد الحضور في استفسار جاد
متاح التدريب من أي سن بس القفز نفسه مش قبل 16 سنة تقريبا.
رد عليه في إعجاب
ده كويس جدا.
إلا أن عمر أخبره بما يشبه التوصية
عقب أحدهم في شيء من المزاح
يعني ما تدبش في الأكل زي عوايدك.
ضحك الجميع على طرفته فاستغلت بسنت الفرصة لتهمس إلى رفيقتها قائلة
ما نقوله إننا تخان وماننفعش في الليلة دي.
طالعتها بنظرة متشككة قبل أن تخبرها
يعني إنتي مش شايفة نفسك ده إنتي أرفع مني.
عضمي بيوزن هي دي حجتي.
انتظر عمر للحظات قبل أن يخاطب الجميع في نبرته الحازمة
نسيبنا من الهزار ونبدأ الجزء العملي.
مرة ثانية تكلم ذلك الشاب محاولا الاستعلام منه والحصول على مزيد من المعلومات المفيدة
سؤال أخير من فضلك هو التدريب على القفز بالمظلات بيستمر بالتقريب أد إيه.
جاء رده مباشرا
من 4 ل 6 أسابيع.
جاهزين لمغامرتنا النهاردة
اتفقوا ضمنيا على الرد بحماس
أيوه.
من الوراء رفعت بسنت كفيها للسماء وكذلك عينيها لتهمس بتضرع
يا رب ينسانا في التدريب ده!
بالتتابع وتحديدا بداخل المنطقة المغلقة انتظم الجميع في صف مستقيم الشباب أولا ثم الشابات في انتظار الصعود إلى أعلى ذلك الدرج المعدني والذي ينتهي بمنصة عريضة يقف عند طرفها القافز تمهيدا للوثب بداخل أنبوب طويل محاط بكل جانب بسلك معدني حيث يضخ الهواء بداخله بقوة عظيمة تجعل من يتواجد بداخله يطفو بسلاسة وكأنه يحلق في الفضاء فيما يشبه محاكاة الطيران الحر ولضمان سلامة المشاركين كان يتواجد أحد المحترفين في داخله لإرشاد وتوجيه القافز حتى ينتهي من تجربته.
التعابير الحماسية المنعكسة على كل من يخوض هذه المغامرة التجريبية الصغيرة استحثت الغالبية على مجابهة مخاوفهم وتقليدهم للاستمتاع بمزاياها المٹيرة. حينما أتى الدور على بهاء صعدت على الدرج بخطوات مرتعشة ففي داخلها تتصارع رغبتان متناقضتان الأولى في حب المغامرة والثانية بتجنب المخاطر. توقفت قبل الحافة بمسافة خطوتين حيث وجدت عمر يمد يده بخوذة معدنية لتضعها على رأسها عاونها على تثبيتها وطلب منها التقدم تجاه الحافة فتشبثت بالحاجز المعدني بكلتا يديها وسارت بخطوات شبه زاحفة حينما أصبحت في موضعها تحرك خلفها وسألها
جاهزة
ارتعشت يديها القابضتين على الحاجز المعدني وأخبرته بصدق وهي تدير وجهها تجاهه لتنظر إليه بطرف عينها
أنا الصراحة مقلقة.
حاول بث الأمان في نفسها بقوله المؤكد وهذه الابتسامة الصغيرة تزين محياه
دي مضمونة وإنتي شوفتي اللي قبلك لما