ضبط وإحضار لمنال سالم
مدعية أنها لا تراه لكنها سمعته يتساءل باهتمام
معاكو عربية توصلكم
بقيت حدقتاه عليها رغم تجاهلها الواضح في حين بادرت بسنت بالرد عليه وهي تبتسم له في رقة
أيوه احنا مظبطين حالنا.
أومأ برأسه مضيفا في هدوء
تمام ماتنسيش تستخدمي الدوا يا أستاذة بهاء بانتظام.
اضطرت أن تنظر إليه ومع ذلك أوجزت في الرد
أوكي.
تظاهرت أنها غير مهتمة به إلا أن بسنت كانت تتصرف على النقيض حيث هتفت في امتنان
استطرد فيما يشبه النصيحة لكلتيهما
ويا ريت مرة تانية تاخدوا بالكم يعني علشان ما تتحطوش في حوار مالكوش فيه.
في التو ردت عليه بسنت وابتسامتها تزداد اتساعا
أكيد.
استأذن بالانصراف قائلا بتهذيب
عن إذنكم.
ما إن غادر حتى همهمت بسنت تمتدحه في إعجاب
والله ذوق خالص.
زوت بهاء ما بين حاجبيها قائلة باستغراب
جاء ردها مبررا بمنطقية
طبيعي أعجب بيه لما يكون حد بالأخلاق دي.
واصلت الاثنتان التقدم في طريقهما لتتبدل تعابير الاسترخاء المرسومة على وجه بسنت إلى الضيق تماما قبل أن تغمغم بعبوس
يا ختاي الرخم جاي.
بشكل عفوي تطلعت بهاء أمامها فرأت أنس يمشي نحوهما وهو يبتسم لهما باستفزاز بالطبع لم يكن الوقت كافيا للانحراف عن مسارهما والبحث عن بديل سريع لتجنب الالتقاء به استوقفهما أنس مردفا بلزاجة
صمتت كلتاهما ولم تنطقا بشيء فاستمر يسألهما باستظراف
عجبكم التدريب ولا شكلكم مش أده!
كسا الامتعاض والتأفف وجهيهما فأكمل على نفس النهج السمج
عموما لسه في حاجات كتير مستنياكم بس مش متأكد إن كانت تنفع معاكو ولا لأ!
بفظاظة واضحة تعمدت بهاء تجاهله وسألت رفيقتها في تجهم كبير كأنما تبدي نفورها من حضوره غير المرغوب فيه
أشارت بسنت بيدها قائلة
قدام!
دفعتها برفق نحو الجانب لتبتعد عن محيطه وهي تخبرها بصوت مرتفع تأكدت من كونه مسموعا له
طب يالا بينا بدل ما الجو بقى خنيق.
جملتها المسيئة إليه بشكل مستتر جعلت الډماء تثور بداخله تابعها أنس بنظرته الحادة وهي تتجاوزه ليقول من زاوية فمه بازدراء
بتتنطط على إيه دي! هي لسه شافت مني حاجة!
وعليكي بالغلب ده كله إيه ما تسيبك منه!
يا عمي وارد ده يحصل في أي مكان وبعدين الدكتور طمني مافيش حاجة خطېرة الحمد لله...
ثم التفتت ناظرة إلى زوجته لتخاطبها
ولا إيه يا طنط مش حضرتك سمعتي بنفسك الدكتور قال إيه
تدخلت في الحديث هاتفة وهي تضع المزيد من الطعام في صحن بهاء
أه يا سليمان هي كويسة والله خليها تشوف مستقبلها وتتعلم اللي ينفعها.
على مضض همهم وهذا التجهم يسود قسماته
طب كلي يا بهاء قبل ما الأكل يبرد.
اتسعت ابتسامتها أكثر وراحت تعلق في مزاح
حاضر أنا باكل أهوو حتى بص يا عمو ده أنا طلع لكرشي كرش.
ضحك على هيئتها الساخرة وواصل تناول طعامه لتنهض فادية بعد ذلك من مقعدها حتى تتمكن من إحضار علبة الهدايا التي اشترتها اليوم. استطردت بحماس مطعم بالغموض
أما أنا عملالك يا بيبو مفاجأة حكاية.
غامت تعبيراتها قليلا وهتفت في رجاء
يا رب ما يكونش عريس.
زمت فادية شفتيها مرددة بعدما ندت منها تنهيدة صغيرة
يا ريت والله بس إنتي توافقي.
وضعت بعدها العلبة البيضاء الصغيرة أمامها وقالت باسمة
اتفضلي.
أخذتها بهاء منها وهذه النظرة الفرحة تحتل حدقتيها فمن وقت