ضبط وإحضار لمنال سالم
تبلغ أي شخص بسبب غيابها المړضي وإن تم تفسير الأمر بصورة غير صحيحة بأنها تفتقر للالتزام وغير منضبطة.
تحركت تجاه باب المنزل عندما سمعت قرع الجرس احتل وجهها ابتسامة بشوشة عندما رأت به
ليه التعب ده يا عمي
قال سليمان وهو يتجه إلى مكان المطبخ الذي يعرفه عن ظهر قلب ليضع فيه ما اشتراه لها
هو أنا عندي أغلى منك أجيبله الحلو كله.
إنتي بس لو تسمعي الكلام وتيجي تقعدي معايا أنا ومرات عمك والله هنفرح أوي.
أخبرته بعدما وضعت ابتسامة مهذبة على شفتيها
مقدرش أسيب بيت بابا وبعدين ده احنا ساكنين قصاد بعض الشقة في وش الشقة يعني مش آخر الدنيا يا عمي.
نظر إليها بغير رضا وهو يرد
برضوه أغلب الوقت أعدة لواحدك وده مضايقني ومحسسني بالذنب وإني مقصر في حقك .. ده إنتي أمانة أبوكي عندي.
يا عمي ماتشلش همي أنا بخير والله.
بعد ذلك تحركت تجاه أحد دواليب المطبخ المعدنية لتقوم بفتحها أخرجت منه كأسا نظيفا وأسندته على الطاولة الرخامية متسائلة باهتمام
تحب تشرب إيه
رفع ساعده لينظر إلى ساعة يده معتذرا
مرة تانية يا حبيبتي أنا يدوب قولت أطل عليكي قبل ما أروح مشواري.
تبعته بهاء وهو يلج خارج المطبخ بخطوات تسير على سرعة خطاه واستمعت إليه وهو لا يزال يوصيها
ردت من ورائه
حاضر.
توقف عند باب المنزل ليستدير ناحيتها متابعا إلقاء تعليماته
واقفلي الباب بالترباس بعد ما أخرج وشغلي الكاميرا وآ...
قاطعته هذه المرة مكملة أوامره بدلا منه
وهبص من العين السحرية لو حد خبط اطمن أنا حافظة التعليمات كلها.
أنا متفق على باب حديد أركبهولك من برا.
قطبت جبينها معترضة
برضوه ما أنا عاملة واحد متين مالوش لازمة أنا مش في سجن يا عمي.
أصر على رأيه قائلا
ابتسمت في ودية قائلة باستسلام
اللي تشوفه يا عمي.
حرص على نقل كافة خبراته ومعلوماته إلى الدارسين ليتمكنوا من الاستفادة مما يلقى على مسامعهم وليس لمجرد حشو عقولهم بكلام نظري لا يسمن ولا يغني من جوع. شعر عمر بنوع من الفراغ وقدر من الإحباط المريب لعدم تواجد بهاء ضمن الحاضرين تردد بعض الشيء في سؤال صديقتها المقربة عن سبب غيابها كان يخشى أن تسيء ظن سؤاله وتأخذها الأفكار إلى تفسيرات قد تؤدي إلى فهم الأمور بشكل خاطئ تماما. أكثر ما أصابه بالحيرة هو تجاهلها لرسالة اعتذاره ولم يحبذ مراسلتها مرة ثانية.
إنت مش شايفني ولا إيه ده أنا عمال أنده عليك وإنت ولا سامعني!
معلش أنا مش مركز.
حاول استكشاف ما يشغل تفكيره فسأله بلؤم
مين واخدك مننا
تهرب من جوابه بترديده الموحي
أنا مش زيك معنديش حوارات دماغي كلها في المحاضرات والتدريبات وبس.
فجأة تألقت عينا أنس بوميض متفاخر وقد شعر باهتزازة ساعة يده الإلكترونية الحديثة ابتسم في نشوة وقد قرأ اسم المتصلة فقال في غرور
أوبا دي المزة الجديدة!
رفع عمر حاجبه للأعلى ليسأله
إنت مش توبت يا ابني
في مزيد من الزهو أخبره وهو يسرع في خطاه ليبتعد عنه
ما دي اللي هتقوم بالمهمة وتمشيني على الصراط المستقيم سلام يا باشا.
كدأبه رحل أنس ليمارس ألاعيب الحب مع شابة جديدة فتابعه عمر وهو يختفي عن أنظاره مرددا بإنكار
عمرك ما هتتعدل إلا لما تيجي واحدة تجيبك على جدور رقبتك.
ظل يقلب هاتفه بين أصابعه وهو شارد في بوتقة أفكاره التحليلية عن طبيعة شخصيتها الغريبة لماذا يجد