الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 18 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


يا بسنت إنتي بس اللي طيبة بزيادة.
هزت كتفيها قليلا قبل أن تقول
مع إن شكله بيقول إن على الله حكايته!
ضجرت من استطالة الحديث عنه فأشارت لها بيدها هاتفة
خلينا نمشي بدل وقفتنا اللي مالهاش لازمة دي.
خلال استعداده للانصراف من المبنى كليا تقابل عمر مع رفيقه المبتسم بأريحية شديدة فنظر إليه من طرف عينه رأى كيف يتألق وجهه في مرح ونشاط لم يبد مكترثا به وتابع مشيه المتعجل دون أن يتفوه بكلمة فاستطرد أنس قائلا بإعجاب

معلم يا باشا ومنك نتعلم.
رغم أنه فهم ما يرمي إليه مباشرة إلا أنه ادعى جهله وسأله
إنت بتتكلم عن إيه
جاوبه في تفاخر
عن اللي عملته مع البت إياها في المحاضرة أنا كنت ناوي أديها القاضية بس إنت زحلقتها بذكاوة.
توقف عن السير ليستدير ناحيته متسائلا في استهجان
وإنت شايف إن اللي حصل ده ينفع أصلا
رد عليه بتحيز
يا باشا دي واحدة شغالة دلدول عند صاحبتها الصايعة يعني توقع منها أي حاجة.
تغضن وجهه بالضيق وأخذ يحذره بنبرة اتسمت بالجدية الشديدة
أنس مش عايزك تعمل مشاكل مع البنت دي بالذات...
ما لبث أن تحول صوته للتحذير حين أتم جملته
وإلا من الأفضل تدي محاضرات لمجموعة تانية ماتكونش هي فيهم.
قبل أن يفكر في الاعتراض عليه أسكته بصرامته
ومش هكرر كلامي تاني.
على مضض رد
حاضر يا عمر باشا.
أثناء اصطفاف المركبات المختلفة للخروج واحدة تلو الأخرى من بوابة الأكاديمية تفاجأت بهاء حينما نظرت بشكل عابر من نافذتها بتواجد عمر في سيارته بمحاذاة سيارتهما لمحها هو الآخر من جهته وللغرابة لم يشح بنظرته عنها بل رمقها بطريقة أجبرتها على متابعة التحديق في وجه فتذكرت عفويا حلمها العبثي وكيف تمكن من القبض عليها ليلقي بها في مسبح مملوء بالبيض المخفوق استفاقت من شرودها الذي طال لتجده ما زال يتطلع إليها حينئذ لاحظت أنه يوجه لها تأنيبا خفيا من نظرته المسلطة عليها فأدركت الأمر وباعدت عينيها عنه في حرج واضح لتدعي التحديق فيما يوجد بداخل حقيبتها المسنودة في حجرها. 
انتفضت في جلستها بقليل من الفزع عندما ضغط على دواسة البنزين فجأة لينطلق في سرعة شبه مرتفعة متجاوزا البوابة الرئيسية لمحيط الأكاديمية بحرفية وإتقان وكأنه في سباق للسيارات سرعان ما امتعضت ملامحها مما وصفته بمحاولته المكشوفة للتباهي صوبت إصبعها تجاه ما تبقى من أثره لتلومه في غيظ
شايفة الغباوة
ضحكت بسنت قائلة في استخفاف
حركتين حلوين حافظهم مش حكاية يعني لما يتمنظر شوية علينا ما الساحة بتاعته وده مكانه.
لم تكن مثلها متساهلة في تبسيط الأمور بل هدرت فيما يشبه التوعد
فكرة بكده إنه بيخوفني لأ ده ما يعرفنيش كويس احنا لسه بنبتدي حكايتنا سوا ومش هكون عجة!
ألقت عليها بسنت نظرة غريبة متعجبة لتردد بين جنبات نفسها وهي تكبح ضحكاتها المتسلية
بكرة نلاقي الموضوع قلب بحاجات تانية لطيفة!
في وقت لاحق قررت الشابات الخروج في نزهة للترويح عن النفس ونسيان ما جرى خلال اليوم الأول من الدورة التدريبية. تلقائيا انتقل الحديث إلى المشادة الكلامية التي وقعت بين بهاء ومحاضريها بالطبع لم تدخر بسنت وسعها وقصت كل ما دار بالتفصيل وكأنها قد قامت بتوثيق الواقعة بالصوت والصورة. انعكس الاستنكار على وجه ميرا فتساءلت باهتمام
واتصرفتوا إزاي
كعادتها المبادرة في هذه النوعية من الثرثرة الغنية تولت بسنت من فورها دفة الكلام وأخبرتها بحماس غريب
شدوا مع بعض كان ناقص بس يحدفوا بعض بالطوب بالعافية لما بيبو مسكت نفسها.
كانت ميرا هادئة الملامح تتحدث بغير مبالاة عندما استطردت
وإيه اللي جابركم على كده شوفوا مكان تاني غير ده لو عايزين كورسات وتدريبات
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 89 صفحات