الإثنين 25 نوفمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 10 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


حاجة أقل من قيمتنا
بلا أدنى تردد نفت بسنت وهذا التعبير المحتج يسود قسماتها 
لأ طبعا.
بعد لحظات كن جميعا يجلسن حول طاولة شاغرة قمن بوضع مشترياتهن أرضا وبدأن في استعراض قائمة المشروبات بشيء من الحيرة استطردت ميرا متحدثة أولا 
هتطلبوا إيه يا بنات
ردت عليها بسنت بتحير 
مش عارفة أول مرة أجرب الأعدة هنا.

اختطفت بهاء قائمة المشروبات من يدها وقالت في ثقة معهودة بها.
هاتي المنيو وأنا هجيبلكم حاجة حلوة على ذوقي.
لم تبد أيا منهن أدنى معارضة وتركن لها مهمة اختيار ما قد يرضي أذواقهن المتباينة فتحركت من فورها صوب عامل الكاشير لتطلب ما وجدته مناسبا وفق ذوقها المميز.
كعادته تفادى نظرات الإعجاب التي يستطيع تبينها وقراءتها بسهولة كلما مر بجمع من النساء فوجوههن مع حركة أعينهن المنبهرة بجانب تعليقاتهن الهامسة تفضح تأثير حضور عليهن ورغم ذلك لم يكن يشعر بالرضا عن حاله بل بدا الأمر وكأنه تحت وطأة من الضغط والإحراج لهذا كان لا يحبذ التواجد في الأماكن العامة أو التي تشتهر بالزحام. انعكس العبوس على محيا عمر
ما كنا روحنا أي كافيه عادي وخلاص لازم يعني هنا.
استدار أنس برأسه ليتابع سير إحداهن وهي تتغندر في مشيتها قائلا 
يا باشا المزز الحلوين كلهم بيجوا في الأماكن دي.
لكزه عمر في جانب ذراعه قبل أن يوبخه 
مش إنت توبت يا ابني ولا أنا غلطان
حمحم مرددا مبتسما ابتسامة عريضة 
أيوه طبعا بس ده لا يمنع إني أمتع عيني بالحلويات والجمال الرباني.
بدا غير راض عن سلوكياته المتجاوزة فلوى ثغره مدمدما بتهكم 
شكلك من اللي بيضحك عليهم بسهولة ده كلهم يا نافخين يا ضاربين الشغل.
أطلق ضحكة قصيرة ليضيف بعدها بابتهاج غريب 
وماله هما بيعملوا ده كله ليه مش علشان احنا نتبسط ونكون راضيين عنهم خلينا نقدر تعبهم ده.
بلهجة محذرة تكلم عمر وهو يشير إليه بسبابته 
مش هترتاح إلا لما تقع على جدور رقبتك.
رفع كفه للأعلى معترضا عليه 
مش أنا يا باشا.
في غير صبر قال عمر وهو يطوي ذراعي نظارته الشمسية ليعلقها في الزر العلوي لقميصه السماوي الذي يبرز انتفاخ عضلاته 
طب شوف هتقعدنا فين.
أشار أنس بيده نحو أحد الأماكن هاتفا بنبرة متحمسة 
الكافيه ده ممتاز...
ثم خفض من نبرته مكملا بابتسامة لعوب 
وفيه طراوة وحلاوة ما تتوصفش.
فهم ما يرمي إليه فرسم ذلك التعبير الجاد على تقاسيمه معقبا 
قولتلي بقى.
لم يتركه عمر يهنأ باختياره حيث جذبه من كتفه بخشونة طفيفة ليأمره في لهجة صارمة لا ترد 
خلينا نقعد جوا علشان عينك الزايغة دي.
تنهد مليا وهو يقول مستسلما دون أن يبعد عينيه عن إحداهن 
أوامر معاليك.
كادت تمضي لحظاتها اللطيفة مع رفيقاتها بسلاسة ويسر لولا أن تعثرت بغير قصد في مشيتها أثناء حملها لأكواب المشروبات الساخنة التي ابتاعتها لهن فقذفت بها نحو ذلك الجالس على مسافة قريبة منها فانتفض فزعا وقام واقفا ليلقي نظرة تفقدية على بنطاله الأزرق وكذلك قميصه الفاتح. تنفس الصعداء لأن ثيابه لم تطلخ أو تتسخ على الإطلاق. على الفور بادرت بهاء بالاعتذار الشديد 
أنا أسفة جدا والله مقصدش ده حصل ڠصب عني.
دون أن ينظر ناحيتها رد عمر في تفهم 
حصل خير.
سرعان ما ارتفع حاجباها للأعلى في ذهول عندما رأت ملامحه المألوفة بينما تعكرت تعبيراته وانتشر فيها عبوسا جليا عندما أبصرها. انقلبت سحنته وهاجمها بتحفز مبرر 
إنتي تاني
هذه المرة اصطدامها به كان بلا قصد ومع ذلك لم يقبل بسماع أي تفسيرات منها وواصل مهاجمتها لفظيا بنبرة مسموعة لمن حولها 
يعني
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 89 صفحات