الجمعة 29 نوفمبر 2024

غمزة الفهد لياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 33 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

القدر وها هو أتى صباح جديد يغزل ضيه يشق الغيوم ليعلن عن مفاجأت جديده ساقها القدر فى طريقه لتتكشف له حقائق أخرى....
استيقظ مبكرا وعمل روتينه اليومى واستعد يهبط للاسفل قبل استيقاظ الجميع ليذهب لرؤية أخيه والاطمئنان عليه بدون إثارة شكوك وتساؤلات العائله.......
نزل درجات السلم ليقابل فى وجهه الخادمه شربات ولكن ما يثير توجساته من ناحيتها هى ارتباكها عند رؤيته وتلعثمها المرتبك لم يعطى لها بالا وأقنع نفسه أنه لسفره الدائم فمن الممكن متخوفه قليلا منه صدح بصوت أجش ينادى عليها قائلا 
اعملى لى قهوه ياشربات وهاتيها عالمكتب .. بس ياريت بسرعه.....
هزت رأسها پخوف تحاول تشجيع نفسها للبوح بما تخفيه عنهم ولكن قلقها يلجم لسانها.... 
ردت عليه بتلعثم 
حا حاضر يافهد باشا..
ضړب كف بكف هل كان ينقصه تلك المعتوه تركها ودلف للمكتب يباشر بعض ملفات المصنع حتى تأتى له بالقهوه......
قليلا وتصاعد طرقات على الباب تستأذن بالدخول سمح لها بالولوج خطت نحو المكتب بجسد مرتعش تكاد تنقلب منها صينية القهوة من شدة ارتعاشها...
نظر لها بريبه قائلا 
مالك أنتى تعبانه .. لو كده خدى أجازة ومشي الحجه راضيه مش هتقولك حاجه.....
سريعا وبدون تفكير ومقدمات فالأمر بات مرهق لها تقافزت الكلمات على لسانها وهتفت بتوتر 
يافهد باشا أديني الأمان عايزة اتكلم وخاېفه ....
ضيق ما بين حاجبيه بغموض شكه أصبح يقين بأن ورائها أمر خطېر مسح على ذقنه لبرهه يحدق بها بتمعن هاتفا 
ليك الأمان ياشربات .. خير خاېفه من أيه... 
قالها وهو يقترب منها بتروى يعطيها مساحتها للحديث ارتكبت من نظراته الحاده المسلطه عليها فركت كفيها ببعضهما والخۏف وصل أدناه اصطكت أسنانها بتوتر ليصيح بها أن تنجز بالكلام فهو لن ينتظرها طيلة النهار لتتكلم أومات برأسها وبدأت تسرد عليه ما سمعته تلك الليله المشؤمه.....
كان يسمعها وعروقه تنتفض ڠضبا ېحرق الأخضر واليابس كل كلمه نزلت علي مسامعه جعلت براكين غضبه حمم قابله للانفجار بأى وقت بعدما كان مجرد شك أصبح حقيقه غير قابله للكذب والتضليل زفر پغضب يجز على أنيابه يتوعد بالنيل من كل من أذوه هتف لنفسه صبرا سيأتي يوم القصاص وكل ذى حق سيأخذ حقه..........
أشار لها بيده أن تصمت وأردف بأمر 
طلبتى الأمان وأنا عند كلمتى أدتهولك .. اللى انتى قولتيه دالوقت مش عايز مخلوق يعرفه .. مفهوم.... 
قالها وهو ينظر لها بملامح متجهمه.....
هزت رأسها بړعب هاتفه بطاعه 
أوامرك يافهد باشا .. أنا والله حتى مقولتش لستى الحجه وقولت اقول لحضرتك عشان هى تعبانه ومش حمل مصايب تانيه....
تفهم عليها واردف ينهى الحوار 
خلاص اتفضلى روحى شوفى شغلك وزى ما اتفقنا كلامنا ده محدش يعرف بيه......
خرجت تهرول للمطبخ تلتفت يمين يسار تتأكد من خلو الطريق حتى لا يشك احد بامرها...
أما بالداخل لدينا فهد ثائر غاضب تكالب الأوضاع يقيده ساق وقدم لا يوجد لديه منفس حتى يستطيع ترتيب أوراقه أخ تائه مدمن جريح عائله على شفا اڼهيار زوجه اب كالطعون حربائه تتشكل كل يوم حتى لا تستطيع الإمساك بها حبيبة مجنونه لا تتوانى فى افقاده عقله بسبب عنادها المتهور تنهد بتعب يطلب المدد من الله ان يعينه فى الحفاظ على عائلته فالفتره القادمه صعبه على الجميع......
اعتدل بوجهته وخطى نحو الباب يغادر ليطمئن على الأحباب قبل استيقاظ العائله......
هبط من سيارته يقف أمام العياده

البيطريه ترجل لداخل الحديقه تلفت يمين يسار شاهد مرعى التمرجى يسقى صخر بعض الماء ويعطيه أدويته لحين مجئ الطبيبه خطى نحوه يناظر عليه انتبه له مرعى رفع يده يرحب به فى حين استمع له خله الوفى شب برأسه فرحا يحي قدومه اليه أسرع فهد بخطواته يضم رأسه لصدره يبادله فرحته على تحمده السلامه مسد على جسده برفق واستدار ينظر للتمرجى يطلب منه المغادره للانفراد بصديقه قليلا أومأ له مرعى بالقبول وذهب وتركهما بمفردهما دنى فهد من صخر يطبع قبله على رأسه يملس على شعره بحنو ينظر بعمق لعينيه هاتفا بفرح 
حمد لله على سلامتك ياصاحبي...
وثب صخر بأقدامه الأمامية لف ساقه اليسار يضم فهد لتجويف رقبته يرحب بصديقه يهز رأسه يتمسح بسعاده بصدر فهد ظلوا يحتضنوا بعضهم بعض الوقت كلا منهم يستمد قوته من الآخر أخرجه فهد من صدره ليتبادلوا نظرات دافئة يملؤها الحب والوفا....
أمسك فهد رأسه يرمقه بشجن قائلا 
اتاكدت من اللى غدر بيك .. وحياتك عندى مهسيبه غير وانت واخد حقك .. ومحدش هيجيب حقك الا أنت بأيدك هتاخد طارك .. شد حيلك وارجع صخر العفى بتاع زمان .. وهحطك فى مواجهه معاه لو اتعرفت عليه وصهيلك عالى وغلاوتك عندى هطلق سراحك عليه لما تستكفى منه....
سبحان من علم الحيوان الفهم على الإنسان عشق الخيل صادق وعميق مخلصة ودوده لصاحبها هز صخر رأسه يؤيد صديقه بفكرة الٹأر كعادتهم ظل فهد يتحدث فى كل ما يختلج صدره وصخر يستمع باصغاء يهمهم بشجن تاره و بسعاده تاره أخرى ليستزيد فهد فى مشاطرته ما يؤلمه انقضى أكثر من ساعه ليمسد فهد على جسده بحب ويلقى عليه التحيه ويهم كى يغادر قابل التمرجى وأوصاه على مراعاة صخر وإرسال التحيه للدكتوره غمزة وذهب يغادر للقاء محب آخر......
أخي وإن جار الزمان وافترقنا فلا القلب يهدأ ولا الروح تنساك....
ترجل من سيارته يقصد المشفى توجه للاستعلامات يسأل عن الطبيب المعالج لأخيه أجابته الممرضه أنه بغرفة مكتبه توجه إليه دق الباب ودخل مباشرة ألقى التحيه وجلس فى المقعد المقابل لمكتبه...
هتف فهد يسأل بثقه 
ممكن أعرف ريان هيخرج من العنايه المركزه أمتي....
أجابه الدكتور 
أن شاء الله هدخل اكشف عليه هو جرحه مش خطېر لانه فى جدار البطن الطعنه كانت سطحيه موصلتش للأمعاء وهبلغ حضرتك لو بقي كويس هيقدر يخرج اوضه عاديه ... هو في العنايه المركزه عشان المخډرات اللي بياخدها مش أكتر......
فهد بتساؤل آخر 
طب أنا كنت عاوز أعرف هو هيخرج من المستشفي امتي ان شاء الله يعنى تقريبا....
الدكتور بعمليه 
إن شاء الله كمان يومين بس نطمن عليه وتقدر حضرتك تاخده .
أومأ فهد هاتفا 
ان شاء الله علي خير .
استقام الدكتور قائلا 
يالا يا فهد باشا ده ميعاد مرورى عليه هتلاقى صحى دالوقت مفعول الأدوية انتهى.....
قالها وأخذه وغادر لغرفة العنايه المتواجد بها ريان....
استوقف فهد أمام الباب هاتفا 
أنا منتظرك قدام العنايه يادكتور اتفضل حضرتك.....
استأذن الدكتور ودلف عند ريان يفحص جرحه ومؤشراته الحيويه هاتفا باستعلام 
حاسس بأيه ياريان
اتكلم ريان پألم 
تمام بس عاوز أخرج من هنا
رد عليه الدكتور بمهنيه 
مينفعش تخرج اللي لما اطمن عليك....
بعصبيه وصوت مټألم نهره ريان قائلا 
أنا بقولك يا غبي عاوز أخرج من هنا .. 
قالها وأخذ ينزع كل الاجهزة المتصله بكفه وزراعه حاول النهوض لينازع پألم يقع أرضا....
هرول اليه الدكتور جثى بجواره يحاول أن

يوقفه لثقل جسمه تراخت يدى الدكتور ولم يستطع انتشاله من أرضه.....
صړخ ريان عليه پحده 
أمشي يا حيوان بعيد عنى ملكش دعوه .. أنا بقولك هخرج من هنا يعني هخرج......
استدار الدكتور بقلة حيله وفتح الباب ينادى على فهد يستنجد به لإيقاف تهور أخيه وطلب مساعدة الممرضات للنهوض به من أرضه بينما ريان يحاول الوقوف بأعصاب متراخيه لا تساعده أخذ يبكى باڼهيار من تدهور حاله......
احتضنه فهد يمسد على ظهره بحنو هاتفا 
أهدى ياحبيبى .. غلط على صحتك...
قالها وحاوط خصره بحمايه يوقفه بمساعدة الدكتور قام باسناده وأجلسه علي السرير أمسك رأسه يرفعها يحاول تهدئة هياجه قائلا 
أهدى واللي أنت عاوزه هعملهولك.....
ريان بصوت يكسوه الۏجع وكسرة النفس هتف بحسره 
أنا تعبان مش قادر ھموت يافهد ارحمني أبوس على ايدك.....
قالها وتشبس بأحضانه يبكى كالطفل الصغير.......
تعالت شهقاته هاتفا پألم مپرح ېمزق عضلات جسده 
جسمي بيتقطع مش قادر استحمل ھموت.......
الټفت فهد ينظر بغيظ للطبيب وصاح فيه بصوت أجش قائلا 
اتصرف يا حيوان أنت واقف تتفرج عليه وهو كده...
قالها وشدد من احتضان ريان.....
اضطرب الدكتور من حدة فهد هرول يسرع بتحضير الحقنه حضرها سريعا وكشف عن ساعده أعطاه اياه ليمرء القليل من الوقت هدء وغط فى النوم على كتف أخيه ارخى فهد يده وسطحه لينام براحه على الفراش رفع ساقيه المدلاه أرضا من فرط حركته دثره بالغطاء واعتدل واقفا ينظر للطبيب بأمر 
اعملي خروج واطلب لى دكتور مرافق يخرج معايا عشان يتابع حالته في البيت .. أنا مش هستني يومين اللى هيتعمل هنا هعمله فى البيت مدام الچرح سطحى ولو عالإدمان نبه عالدكتور وعرفه حالته كويس عشان يحط برنامج لعلاجه من زفت اللي بتعطاه .. خلص الورق وإجراءات خروجه أنا عايز أمشى فى خلال ساعه...
لم يستجيب الطبيب لكلام فهد مما آثار غضبه ليهتف بعصبيه 
أنا مش باخد أذنك .. أخلص أنت لسه واقف تتفرج عليا ..
اجابه الطبيب بارتباك 
أمرك يا فهد باشا بس الشرطه لازم تحقق مع ريان باشا لأن المفروض أبلغهم أول ما يفوق .
فهد مش خلصنا من الكلام ده بتفتحه تانى ليه .. انت مبتفهمش وشكلك هتتعبنى معاك ....
هز الدكتور رأسه بتوتر 
خلاص يافهد باشا اللى تؤمر بيه هيتنفذ حالا وكل حاجه تخلص...
اقترب من ريان وجلس بجواره يملس علي شعره بحنو مردفا بحب 
عمرى ماهسيبك للطريق اللي أنت مشيت فيه.... 
هطلت دموعه تنعى وجيعته على أخيه واستطرد 
سامحني أنا أهملت فيك .. بس مكنتش متوقع أن ده ممكن يحصل وتضيع نفسك بالشكل ده .. بس لو مهما كان الثمن أنت لازم ترجع زى ما كنت واحسن .. وتكون السند اللي اتسند عليه .. وترجع ابني اللي أشد بيه ضهرى تاني.....
استقام يكفكف دموعه وخرج أدار اتصال على بواب العماره لينظف الشقه التى كان يقطن فيها للاستذكار أيام دراسته بالمدريه أنهى تعليماته واستقر داخله على ما سوف يقوم به لعلاج أخيه....
فى نفس الاثناء بدوار الراوى تجلس هنيه شاحبة الوجه ذابلة العيون شارده مع ملاذها الذى افتقدته عشية ليلتها والفتيات زينه وفجر يتجاذبوا أطراف الحديث مع جدهم وجدتهم......
هبط سعد من أعلى ألقى عليهم التحيه رمقته هنيه بعيون تسكنها العبرات لا إراديا هبطت دموعها تغزو وجنتيها استقامت هاتفه بشجن 
قوموا أقعدوا عالسفره .. وأنا هشوفهم بيعملوا أيه في المطبخ وأجيب الفطار...... 
قالتها وتركتهم تفر من أمامه تلملم الۏجع الذى ينخر بروحها...

.
هتفت الحجه راضيه 
تعالى يا سعد عامل أيه يا حبيبي .
خطى نحوها ودنى منها يقبل كفيها باحترام وفعل المثل مع أبيه.. جلس يتطلع إلى باب المطبخ يكلم نفسه استغفر الله العظيم ..
مالها مش هتتعود بقي .. عيالها بقوا أطول منها وهي لسه بتغير عليا
حول نظره للفتيات هاتفا بتساؤل
مالها أمكم يا بنات....
فجر أجابته 
بغض النظر عن أن أبيه فهد اللي بات بره وده جنن ماما .. حضرتك عارف لما بتبقي عند طنط مكيده ماما بتفضل ټعيط طول الليل......
دخلت هنيه
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 38 صفحات