غمزة الفهد لياسمين الهجرسي
أخيه طويل...
دنى من أذنه هامسا له بكنيته التى طالما كان يحب أن يناديه بها...
أردف بحزن
تمام يا ديب .. ولو أنى شايف انك خالفت قوانين عشيرتك....
قالها وتركه وغادر يعطى له مساحته يستعيد ذكرى ما بينهم لعل نقطة النور التى تربى عليها تستيقظ وتعيده لرشده وصوابه........
ارتجفت أوصاله عند سماعه للقبه الذى كاد ينساه ولكن حاول الثبات زفر براحه لمغادرته دون أن يواجهه.........
كنت كثيرا أتسحب بهدوء اختلس الخطوات خلفه دون أن يرانى فأنا بطبعى كثير الحركه لا أهاب أحد ولا أخاف من شئ فضولى كان يحثنى أن أذهب وراءه استكشف ماذا يفعل بالمزرعه فدوما أمى كانت تنهرنى لمرافقتى الدائمه له ولكن كنت دوما أعصاه حبا فيه فهو دوما كان ودود عطوف معى يعتبر صديقى الأوحد فى هذه الفتره من حياتى من كثرة حبى له كنت أحب مرافقته ولكن هو كان يتخوف على كثير ظللت كل يوم اتصيد خروجه واذهب وراءه دون أن يشعر ولكن هيهات كنت متوهم انه لا يعرف بوجودى حتى قبض على ذات مره وهو ينادي على
حينها ضمنى لصدره يشدد على احتضانى بقوه بعدها أخرجنى يقبض على منكبى هاتفا بفخر
عارف أنا لقبتك بالديب ليه ..
أومأت له بعدم معرفتى ....
عقب مسترسل
عشان الديب شجاع مبيخفش مالوش مالكه عشان عدوه يستفرد بيه عنده وفاء للخل والأحباب بار بوالديه وأهل بيته.... ديما حط صفاتك دى أدام عينيك ومتخليش أى حاجه تأثر عليك وتشوه الديب....
وكان ختام كلاماته
الديب والفهد عالعهد أخوات ما يفرقهم الا المۏت......
ظلل يردد كلماته الأخيره وكأنها لحن طروب يشنف أذنيه مواقف وكلمات دوما يسترجعها يعيش على أطلالها ولكن بالأخير باتت من الماضى الذى عشش به الخفافيش.....
نفض عن رأسه تلك الومضات واستفاق من شروده يزجر نفسه وينهرها لحنينه لتلك الأيام فهو من نقض العهد ليصير بالنسبة لى فى تعداد الأموات......
أوامرك ريان باشا
سأله بعصبيه
تعرف ياطور مهندس كويس عشان يجي يظبط الخړاب ده......
رد عليه الغير هريدى
آه في مهندسه شاطره أوى .. هي تقريبا بانيه نص بيوت البلد ....
لمعت عين ريان باعجاب
المهندسه حلوه يا زفت .. ولا شكل خلقتك اللي تسد النفس دى....
دى زى لهطه القشطه .. ومش متجوزه زى ما يكون الرجاله اتسطت في نظرهم .. آه لو ترضي تتجوزني كنت طلقت بهانه واتجوزتها........
ضحك ريان بتهكم
معدش غيرك يا غفير البرك اللي هتبصله مهندسه ..
وتابع بأمر
أجرى انجر هاتها حالا .. قولها تيجي وتاخد اللي هى عوزاه .. أهووو الواحد يجرب صنف جديد ويسلي وقته بمزه جديده....
شعرت بالسعاده عندما استمعت لصوت مفاتيحه عند الباب هرولت كالطفله فهو بالنسبه لها الأمان خاصة بعدما كانت تفتقده مع زوجها السابق فعوضها الله بعزت خير زوج راعى الله فيها وفى أولادها وأعطاهم من الأمان والحنان ما كان يفتقدوه مع أبوهم الحقيقى......
بوجه بشوش استقبلته أنعام هاتفه بلهفه تتسائل
اتأخرت ليه ياعزت .. وبعدين أنت صحيت بدرى خرجت روحت فين....
تنهد عزت على مهل يجيبها
أهدى بس وخدى نفسك ياأبله الناظره .. ليه كل القلق ده .. انا بس كنت ببيع المحصول .. مش انتي عارفه أنى مدى التاجر ميعاد الصبح بدرى.......
أنعام بقلق
خۏفت عليك انت كنت تعبان بالليل .. ومجاش فى باللى ميعاد التاجر.....
أمسكته من يده تمسح على كفه بحب واجلسته على الاريكه يستريح وهتفت
أقعد استريح والفطار حالا هيكون جاهز.......
اعتدلت ذاهبه اتجاه المطبخ تنادى على بسنت هاتفه
تعالى حضرى الفطار معايا لأبوكى ونادى اخواتك شكلهم كان تعبان امبارح....
ردت عليها بسنت تخبرها
أحمد دخلتله قالي محدش يصحيني معندوش حاجه مهمه ولما يصحى هياكل ...
وغمزه لسه هدخل اشوفها جات نامت كالعاده وقفلت الباب عليها رغم اني ھموت واتكلم معاها من بعد ما سمعت عن مقالب عبدالله فيها......
وعبدالله أنا بنفسي اكلته حاجه خفيفه ونزل عشان مصنع الراوى اتصلوا بيه فى مشكله فى عنبر تسمين العجول.......
عقبت عليها انعام
يبقي يالا هاتى الأكل عشان أبوكي تعبان وصاحى من بدرى يفطر ويريح شويه وأنتى روحى أفتحي المكتب وهو عالظهر يبقى ينزلك......
غفى عزت على الاريكه من شدة تعبه لم يلاحظ خروج غمزة من غرفتها وذاهبه لأنعام المطبخ.....
تحمحت بصوت خفيض هاتفه
صباح الخير على أجدع أم وأحلى أخت....
ردت عليها بسنت التحيه بصياح هرولت لها غمزة تضع يدها على فمها تحثها عالصمت هاتفه بنزق
أيه يابنتى مدفع متعدد الطلقات .. صوتك ياماما هتفضحينى وهتلمى عليا عزت ..
تركتها وذهبت لأمها التى تكتم ضحكاتها لوت ثغرها هاتفه
وأنتى كمان ياأنعام مكنش العشم .. بس مش مهم لينا روقه مع بعضتشينا .. قالتها بمزاح
تابعت تسألها
بابا عرف حاجه امبارح .. ولا كنتى عالعهد ومقولتيش حاجه...
لكزتها أنعام هاتفه
مټخافيش مقولتش .. بس مش عشان أنا مش فتانه وبقر من أول قلم .. خالص كل الحكايه أنه نزل بدرى .. فملحقتش أشوفه عشان أقوله.....
تنهدت براحه يصاحبها بعض القلق هاتفه
كلامك يريح ويخض .. ربنا معايا لما أقعد أفطر معاه
ويشوف أيدى...
خطت نحوها بسنت تمسك يدها لتكتم غمزة تأوهاتها المتألمه هاتفه بحنق
يابنتى حرام عليكى .. اعمل فيكى ايه غشيمه كده على طول .. أهدى ياماما دى أيد ناس مچروحه .. مش طوب واسمنت من اللى بتشتغلى فيهم.......
صڤعتها بسنت فى كتفها هاتفه بزهو
يابنتى انا ليدى أيه عرفك أنتى يابتاعة البهايم...
صړخت بهم أنعام فلو تركتهم لهاصوا فى حكاياتهم طيلة النهار هتفت بيأس منهم
أخرسى منك ليها واتفضلوا طلعوا الفطار عالسفره باباكم نام على نفسه من التعب....
أومأت الفتيات بإحراج وامتثلوا لكلامها كلا منهم تأخد طبق تضعه على السفره....
بحنو أوقظته أنعام للفطور استقام معها يجلس على رأس السفره والنعاس يداعب جفونه مد يده يجذب رغيف من الخبز لاحظ ضماده كبيره على يد غمزه ترك الخبز وتطلع لها باستعلام يسألها عن إصابتها
خير يابنتى كفى الله الشړ .. أيدك مالها .. أنا سألت أحمد عليكى قال انك كويسه ..
تلعثمت غمزة وهتفت
بص ياوالدى من غير لف ودوران .. أنا اللى قلت لاحمد مش يقولك عشان متتخضش عليا .. وأنا كنت هقولك بالليل لما جيت بس لاقيتك نايم .. صعبت عليا أصحيك .. وماما أنعام مالهاش ذنب فى انها تخبى عليك انا قولتها لما تصحى هبلغك بنفسى.....
وتابعت بدعابه
وبالنسبه لأيدى ده حتت چرح صغيووووور .. مش مستاهل .. بس أبيه أحمد هو اللى عمله لفه كبيره .. مش عارف يعمل شغله مظبوط هنبقى ندخله طب من أول وجديد....
لم يخيل عليه كلامها حدق بها يقول
يابكاشه عماله تلفى وتدورى وأنتى عارفه أنى فى الآخر لازم أخليك تقرى وتعترفى .. يبقى على طول اتكلمى عشان عايز ادخل ارتاح شويه قبل ما انزل المكتب مع بسنت ........
طأطأت بخجل من كذبها وتحدثت تقص عليه ما حدث معها ليلة أمس...
تفهم عليها موقفها وأثنى على حسن تصرفها رغم وجعه على هيئتها المتعبه ولكن تصرفها كان على صواب......
استقام يضمها لصدره يقبل رأسها بفخر قائلا
ربنا يبارك لى فيكى يابنتى .. وديما كده مطوله راسى وفخور بيكى.....
وتابع بإرهاق
أنا كده فطرت .. لو مش نازله المدرسه ياأنعام صحينى الضهر .. ولو نزله ظبطى المنبه وزيادة تأكيد عشان مترحش عليا نومه أبقى رنى عليا لحد ما أصحى.....
اومات له أنعام هاتفه
من عيونى حاضر..
استقامت بسنت هاتفه
أنا كمان هدخل ألم التصاميم اللى كنت شغاله عليها وانزل المكتب عشان فى عميل جاى عشان أعاين معاه موقع الأرض الل هشتغل عليها......
تابعتها غمزه هاتفه
وأنا كمان هقوم ألبس عشان أروح العياده زمان صخر على إفاقه ولازم اكون موحوده عشان ميهجش وجرحه يفتح تانى.....
استقاموا جميعا ينظفوا السفره من الأطباق وأعادوا ترتيب المطبخ وكلا منهم ذهبت تستعد لوجهتها...
نقف الآن أمام بناء عقاري حديث الأنشاء متعدد الطوابق وبالتحديد الدور الثاني نشاهد يافطه اعلانيه على وجهة العقار مخطوط عليها.....
مكتب العزة للانشاءت الهندسيه والتسويق العقارى وأعمال المحاسبه
هذا المكتب لصاحبه عزت رشدى وابنته بسنت الحسينى
تصطف الآن سيارتها بجوار البنايه أخذت حقائب التصميم وحقيبتها الشخصيه وأدارت الباب تفتحه تغادر السياره تترجل لداخل المبنى صعدت إلى مكتبها ألقت التحيه على السكرتيره منى وضعت متعلقاتها على المكتب وذهبت تجلس ورائه تباشر أعمالها قبل مجيئ العميل......
مضى بعض الوقت أتى العميل وتباحثت معه فى عدة نقاط واتفقوا على البنود الاساسيه للمشروع محط المناقشه وغادر على اتفاق لموعد آخر للمعاينة.....
زفرت براحه لإنجاز أول أعمال اليوم أخرجت التصميم التى كانت تعمل عليه بالأمس لاستكماله طقطقت رقبتها يمين ويسار من تشنج عروقها رفعت سماعة الهاتف الداخليه للمكتب تحدثت للسكرتيره تطلب منها عمل كوب قهوه فى نفس الاثناء سمعت صوت جهور يتحدث بجوار منى السكرتيره يطلب الدخول.......
قطعت كلامه وهتفت على منى
مين ده و عايز أيه......
أجابتها باحترام
ده غفير بيقول أنه عاوز حضرتك ضروري....
عقبت بسنت
دخليه لما اشوف عايز ايه
بالفعل دخل ولكن بغشوميه أدار الحديث
سألته بسنت
خير حضرتك طلباتك....
أجابها الغفير باندفاع
ريان باشا عاوز حضرتك في فيلا الراوى عشان الحريق اللي حصل .. وبيقول لحضرتك الفلوس اللي هتطلبيها هتاخديها........
بسنت باستهجان قاطعته
فلوس إيه اللي بتتكلم عليها .. وبعدين أروح لمين يامتخلف .. قول للى بعتك يجي يكلمني في مكتبي .. مش بعتك ليا تقولي كلام فارغ.....
الغفير مصححا لكلامه
أبدا يا بشمهندسه مش زى ما حضرتك فهمتى .. أنتى على راسنا .. كل ما في الأمر أن الفيلا انحرقت .. والدنيا مقلوبه .. أشي حكومه .. وأشي مطافي .. وأشي إسعاف.....
بسنت بتذكر لأحداث حريق أمس ربطت كلامه لتستشف مصدقيته أومأت بالموافقه هاتفه
أنا هاجي عشان سمعت الحاج الراوى اللى ميختلفش عليها اتنين بس مش أكتر غير كده مكنتش قمت من مكانى......
استقامت جمعت أشيائها وغادرت معه.....
فى نفس الاثناء نقف فى مكان كنا به ليلة امس ولكن نحن فى صباح يوم جديد وأحداث مختلفه المنظر صباحا فى ظل الزرع المحاوط للعياده يشعرك بالسكون والراحه......
نظرا لأصابة يدها لم تستطع قيادة الماتور خاصتها هبطت من توك توك فهذا هو المتاح فى البلد وسط الحقول ترجلت للداخل ألقت التحيه على مرعى التمرجى لتفاجئ به يجلس بانتظارها......
حدقته بذهول هاتفه بصياح
أنت هنا من أمتى .. ولا تكون بايت جنب صخر .. هو أنت منمتش فى بيتكوا .. ولو نمت أيه اللى مصحيك بدرى كده .. انت