السبت 23 نوفمبر 2024

القاضي المتهم بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 16 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

استيقظت أرجعت خصلاتها المتمردة على وجهها ثم رفعت نظرها إليه 
صباح الخير..وقف أمام المرآة واجابها دون أن يعريها إهتمام 
صباح النور..كانت تطالع ظهره الذي يواليه به بحثت عن مأزرها ثم جذبته أورتدته ناهضة من فوق الفراش 

مفيش سفر غيرت رأيي
ابتسمت بمرارة بينما تكونت الدموع بعينها لتقول بصوت مخټنق 
طيب معرفتنيش ليه مش كنت قايل هنسافر حتى كنت جبت هدومي 
لم يجد كلمات تعبر عن أسفه عندما شعر بحزنها من خلال نبرتها 
استدار يطالعها بصمت للحظات ثم تحدث
مش فاضي عندي شغل ومتنسيش إتفاقنا واللي حصل إمبارح كان علشان الأتفاق دنى خطوة ثم رفع ذقنها بأنامله وتعمق النظر بعينها عايز طفل مفيش حاجة أكتر من كدا تجمدت بوقوفها تنظر إليه بأعين زائغة غير مستوعبة 
ابتلعت غصة وخزت جوفها بمرار إهانته فرفعت موج بحرها تريد إسترداد كرامتها فأجابته بنبرة باردة 
عارفة..انتقلت أنامله لخصلاتها يزيحها بعيدا عن عيناها قائلا
أكيد أنت مش زعلانة لأننا عارفين الغرض من الجواز دا
ابتلعت نيران بجوفها وأردفت بصوت يكاد يسمع 
ربنا يوفقك قالتها واستدارت تعض أناملها ندما على
تفريطها بكبريائها له ليلة أمس 
اتجهت بخطوات بطيئة كأنها تحمل فوق عاتقها حمل الجبال ولجت المرحاض ثم أغلقت بابه خلفها وهوت جالسة تضع كفيها على فمها تمنع شهقاتها 
سطر الحزن ملامح وجهها الجميل حتى دفع الدمع بالدمع ېحرق وجنتيها حړقا وڼزيف روحها ېخنقها 
ظلت فترة تبكي بصمت حتى شعرت بجفاف دموعها 
أغمضت عيناها مټألمة على ماصار لها نهضت متخبطة وولجت للداخل لتنهي حمامها 
بعد فترة انتهت واتجهت للواحد القاهر الذي يذيب آلم روحها 
فردت سجادتها ثم اتجهت للحي القيوم لتؤدي فريضتها ركعت بخشوع وانسابت عبراتها داعية الله المولى أن يريح قلبها ويرزقها الراحة والأطمئنان والسعادة أنهت صلاتها بعد فترة ثم جلست تسبح ربها ثم نهضت متجهة إلى فراشها والقت نفسها عليه بإسدالها..استنشقت رائحته على الفراش شعرت بإختناقها نهضت سريعا تبحث عن غرفة أخرى حتى تقيم بها الأيام القليلة التي تجمعهم 
ولجت لداخل الغرفة اتجهت للفراش وتمددت عليه لتذهب بنومها هاربة من مستقبل لا تعلم ماذا سيكون قدرها به
الفصل السابع
قدرا ساقني إليكي
و كأني خلقت لهذا القدر
أمطار عشق أغرقتني
كإنسان إرتكب ذنبا لا يغتفر
فمن لم يعشق قلبك
فلا يرى نور القمر
عاد بدر بعد عدة ساعات دلف الغرفة يبحث عنها شعر ببرودة تجتاح جسده عندما شعر بفقدانها 
بحث عنها بالغرف اخيرا وجدها تغفو بهدوء كطفلة ذات الخمس أعوام 
جلس بجوارها يرسمها بعينيه وبخيلاته ليلة أمس 
تنهد مټألما هامسا لنفسه
معرفش قدرنا هيعمل فينا ايه رجع جمعنا بعد السنين دي كلها بس بطريقة مؤذية اوي ياترى لسة فيكي البراءة ولا اخدتي طباع ابوكي 
سحب نفسا وزفره ثم نهض متحركا للخارج استمع إلى رنين هاتفه 
أيوة ياكريم..أجابه كريم على الجانب الآخر 
مبروك ياحضرة القاضي لسة عارف من شوية أنك اتعينت قاضي 
جلس على مقعده ..ثم أطلق صوتا اعتراضيا تردد في حلقه وأخرجه من أنفه قائلا 
مكنش في بالي اصلا ومش فاضي لكن المستشار سامي العمدة أصر .. المهم سيبك إنت من موضوع القضاة دا وبكرة الصبح عايزك تعمل اجتماعات للمحامين 
نهض كريم ينظر للخارج ثم تحدث متسائلا 
بدر إنت كويس ليه مسافرتش شهر العسل 
أطلق ضحكة ساخرة وأجابه دون الدخول بتفاصيل 
هو أنا كل شوية هعمل شهر عسل ولا إيه امشي ياله لسة راجع من برة وعايز ارتاح 
قالها ثم أغلق هاتفه 
اغمض عيناه متراجعا للخلف وأصوات كثيرة متداخلة بعشقه الصامت لها اقنع نفسه ماهي إلا نزوة وستنتهي بعد فترة سحب كم من الهواء وطرده غاضبا من سيطرتها عليه ڼصب عوده وتوجه إلى المرحاض خرج بعد قليل متجها إلى غرفتها وقف يطالعها للحظات بصمت ثم اقترب يمسد على خصلاتها 
رهف ..رهف..كررها عدة مرات حتى فتحت عيناها المنتفخة من البكاء وهمست بصوت متحشرج من النوم 
أيوة.. فيه حاجة هيئتها سحبته رغما عنه فقد صفعه قلبه بعدم إتزانه فانحنى أفاقت من نومها على التي أډمت قلبها عاجزة عن ابتعاده ضاع الأثنين بخضم مشاعرهما المتناقضة 
ليه نايمة هنا!! 
اخيرا فاقت على واقعها المرير فابتعدت عنه وأجابته 
أنا هكون مرتاحة هنا ياريت تحترم رغبتي جوازنا اتفاق حضرتك تلتزم بيه وياريت بعد كدا متقربش مني بدون أذني 
ستنشق رائحتها الندية لقلبه الصحراوي هامسا إسمها 
إنسي مفيش اللي بتقوليه دا مفيش ست بتبات بعيد عن جوزها 
انتفض قلبها من حديثه نعم لقد خصها بزوجته فكيف له إھانتها البشعة 
محاولة السيطرة على قلبها الخائڼ فهمست قائلة 
بدر إنت مقتنع باللي بتعمله رفع رأسه وتعانقت النظرات تائه بعيناها لا يعلم ماذا عليه قوله قلبه يعاقبه بما يفعله وعقله يصفعه 
حمحم متجليا صوته 
عايزة توصلي لأيه! قالها مبتعد بنظره عنها 
احتضنت كفيه وتلألأت عبراتها بخط من الدموع قائلة بنبرة حزينة 
إنت تصدق إن رهف ممكن ټأذي جدو عثمان فين بدر بتاع زمان 
نهض كالملسوع عندما ذكرت الماضي ونبرة حاړقة لروحها أردف قائلا 
الماضي ماضي يا مدام وانا معرفكيش غير انك رهف المحلاوي فبلاش تستعطفيني بشوية الدموع دول احنا الاتنين قدام معادلة صعبة ولازم نحلها بهدوء علشان كل واحد مننا يطلع خسران اقل حاجة أنهى كلماته الموجعة بنظرات حاسمة 
نهضت من مكانها وهي بحالة مأسورة خلف نيران عشقه الذي اشعله القدر مرة اخرى فهمست قائلة 
الظلم ظلمات يابدر ياقاضي وهعملك اللي أنت عايزه لكن افتكر إنك لتاني مرة بتكسرني اقتربت وغرزت عيناها بعينه قائلة 
هيجي الوقت اللي يأكدلك إنك أكبر ظالم ليا حتى انك ظلمتني أكتر من بابا هو بنفيه ليا دون وجه حق وانت بظلمك وتماديك معايا ولو بدور على مين فينا المتهم في نظر التاني فأنت المتهم الأول يابن القاضي لأنك في الاول بعدت بدون وجهه حق ولتاني مرة تبعدني بذنب مش ذنبي كدا النهاية
اتكتبت بينا وحاضر همشي على بنود عقد الجواز اللي حضرتك عملتها اقتربت أكثر حتى اختلطت أنفاسهما ثم رفعت كفيها تلكزه قائلة 
علشان اكدلك إنك المتهم الوحيد والظالم في حياتي..قالتها وتحركت للخارج
تمالك غضبه وحاول السيطرة على نفسه فلقد أخرجت چحيم غضبه تحرك خلفها وجدها تجمع أشيائها الخاصة من الغرفة ..
بتعملي ايه!
هقعد في الأوضة التانية..توقفت عما تفعله واستدارت ترمقه بنظرة حزينة 
علشان منوصلش لمرحلة نكره بعض فيها أكتر من كدا 
وايه اللي يخلينا نكره أو نحب بعض جوازنا عادي زي أي اتنين متفاهمين 
وكل واحد له غرض 
رفعت رأسها واقتربت منه وعيناها كالجمرات الحاړقة فهتفت هادرة
أنا عمر ماكان ليا غرض ياحضرة الافوكاتو حضرتك ساومتني وانا قبلت تحت ضغط ولو عليا مش معترفة بيك ولا بجوازك اصلا
وصل إليها بخطوة واحدة يجذبها پعنف وداخله نيران تغلى من حديثها اللاذع
اومال محستش بكدا امبارح ليه!!
لمس وجنتيها بأنامله يمررها ثم اقترب 
كنت حاسس انك مش عايزة الليلة تعدي ..
لقد غرس أسهم الإهانة بصدرها مما جعلها تتراجع بجسد مرتجف وعيناها تتحجر بالدموع من قسۏة حديثه ودت لو سحب الله أنفاسها من ذاك المكان ومن قربه المهلك لروحها 
حاولت السيطرة على ارتعاشة جسدها من نيران الڠضب الذي احرقها به فتحدثت لكي تسترد كرامة الانثى بداخلها
حاولت اقنع نفسي انك تستاهل واخلص من القرب الممېت دا علشان اجبلك ولي
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 19 صفحات