رجل الصمت
القديمة.... وقف الشباب الأربعة بغرفة الجد الكبيرة والتي تضم أثاث كلاسيكي ولكنه فخم رغم ذلك... وأنظارهم تقف على العجوز الممدد على الفراش وينظر للممرضة بابتسامة مشاكسة..... حتى قال الجد رشدي لها بمزاح ليغيظهم _ سنك كام يا كتكوته لأ قوليلي اسمك الأول مط جاسر شفتيه بسخرية وقال _ أصغر من أحفادك الأربعة يا زعيم الجدود....اسمها سمر خطيبة دكتور زميلنا....خطيبة إيه دكتور زميلنا...يارب ما تنسى تاني... كتمت الممرضة سمر ضحكتها من نظرة العجوز الغاضبة لأحفاده عندما هتف قائلا _ أنا بهزر معاها مالك أنت! هي السكر دي تتنسي ! وبعدين أنت بتتكلم ليه يا شامبو ! لما اسمحلك أبقى اتكلم ... نطق يوسف بابتسامة وقال بمحبة وبعض المرح _ أخبار صحتك إيه دلوقتي يا جدي طمنا على أمعائك.. أجاب الجد بنظرة ثابته على يوسف _ أنا بخير يا يوسف أنت اللي فيهم يا بلوتوث يا موصلي أخبارهم القڈرة يا حبيبي... زفر رعد بتعجب وتساءل _ ليه بتقصد تقلل مننا ! عندك هيموجلوبين التهزيق لينا مرتفع ليه! ... خرجت الممرضة سمر من الغرفة وتركتهم .... تكلم جاسر كي يغيظ جده _ على فكرة بقا...اللي بيهزقني البنات بتكرهه.. تطلع الجد به بثقة وقال بمكر بغمزته المعروفة والتواء رقبته بشكل مضحك _ تكره مين يا شامبو أنت ! جدك ده
نوبل في خطڤ قلوب ملكات جمال المعادي يا جربان... نطق جاسر بضحكة ساخرة _ ده كان القرن الماضي...وبعدين من شابه جده فما ظلم...طالعلك في كل حذفوره من حذافيرك يا رشدي باشا.... توجه إليه الحفيد الرابع آسر محاولا تلطيف الأجواء وجلس بجواره على الفراش قائلا _ صحتك بتتحسن الحمد لله...بس بلاش سجاير عشان خاطري... هتف الجد بعصبية وهو ينفض عنه غطاء السرير _ دلف بهذه اللحظة...من يعتبره الجميع منقذ العائلة الأول.. وفخرها.. العم....وجيه الزيان دلف وجيه وهو بأبهى طلته وبحلة سوداء أنيقة بعدما ابدل ملابسه المبتلة بمياه المطر.... ويفوح منها عطره المميز الباهظ الثمن ...ابتسم والده له فأقترب وجيه منه وقبل رأسه قائلا