الإثنين 25 نوفمبر 2024

رجل الصمت

انت في الصفحة 10 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


عدة تقارير طبية.. قالت وهي تفحصهم _ التقارير اللي طلبتها مني جاهزة يا دكتور .....و .... قاطعها وجيه ببعض التردد في السؤال _ هي راحت فين ... أشارت الممرضة منى لما بيدها وقالت _ التقارير معايا أهيه يا دكتور...! زم وجيه شفتيه بنفاذ صبر من غبائها ...وقال متحكما بأعصابه _ مش التقارير...اللي اغمى عليها وكانت هنا ! قالت منى بعدما فهمت قصده _ راحت المسجد....صعبانة عليا والله .. الټفت وجيه كليا لها ..وتساءل بلهفة _ ليه !! ضمت الممرضة منى شفتيها في هزة خفيفة من رأسها دلالاه اليأس _ حالتها صعبة أوي..والدها عمل حاډثة وكان معاه طفلين وماتوا تقريبا ولادها....هو دخل في غيبوبة وربنا يستر عليه ....حالته ما تطمنش ...ده غير انها شكلها مالهاش حد .... أطرفت عينا وجيه بصمت دون أن يتفوه بكلمة.. ..فتابعت منى مستفيضة بما تعرفه عن ليلى _ كانت عايزة تكلم حضرتك عن مصاريف المستشفى...يعني بصراحة هي مش هتقدر تدفعها دلوقتي .... شرد وجيه بعض الشيء ....تعجب من الحالة التي وصلت إليها...ولكن ينتهي به الأمر لنفس النقطة...أين زوجها ! تساءل في وضوح هذه المرة _ هي لوحدها مافيش معاها حد ! أخ مثلا ...أو زوج كان يعرف أن ليس لديها أشقاء ذكور ولكنه راوغ بالسؤال... فأجابت الممرضة منى _

والله ما أعرف ..ما سألتهاش اغتاظ منها ... هل من بين ثرثرتها لن تعرف هذا الأمر بالذات ! ...عاد إلى مكتبه وجلس وهو يقول _ قولتيلي أنها عايزة تكلمني...ابعتيهالي...افهم منها الموضوع توجست الممرضة منى بقلق ...فهي من طرحت الأمر وليس ليلى ...لم تعتقد أنه سيسرع في التلبية بهذه السرعة! قالت بتلعثم _ خلاص ..بكرة الصبح هقولها.. هتف وجيه بتصميم وبعصبية _ دلوقتي ... كشرت الممرضة بغيظ وقالت _ يا دكتور تلاقيها نامت ! هو في حد يتناقش مع حد الساعة واحدة بليل ! نهض وجيه من مقعده بعصبية فأسرعت منى مبتعدة ..وقالت بموافقة وتراجع _ دقيقة وهتلاقيها عندك ... عاد لمقعده بنظرة ثابته....هو نفسه لأول مرة لا يعرف ماذا يفعل...ولو رأى غيره يفعل ذلك لكان انتقده وسخر منه... ولكنه هو الحب ...! احتمت ليلى أسفل سيقان شجرة كبيرة تمتد فروعها الطويلة ... بكت بكل ما تستطيع من قوة..بصقت بعض من قوة الصړاخ التي تسكنها ... لمحتها الممرضة وهي في طريقها للمسجد ....فاقتربت إليها قائلة بحماس _ كويس أني لقيتك بسرعة ....أنا قولت لدكتور وجيه أنك عايزة تكلميه على مصاريف المستشفى...وشكله وافق...وطلب تروحيله وتكلميه بنفسك وتشرحيله.. تجمدت ليلى في مكانها وهي تنظر پصدمة للممرضة...هذا ما كان ينقص ! فهتفت پغضب ودموع عينيها تنتفض _ أنت أزاي تسمحي لنفسك تعملي كده من غير ما تقوليلي ! أنا ما قولتلكيش تكلمي حد !! ولا عايزة مساعدة من حد ! اغتاظت الممرضة منى وقالت لها _ أنت طلبتي مهلة عشان تقدري تدبري تكاليف المستشفى...وأنا بحسن نية اتكلمت بدالك مع دكتور وجيه وهو شاف حالتك بنفسه ! أنا غلطانة يعني ! انتوا كلكم بتزعقولي ليه ! لا فائدة في المناقشة مع تلك الفتاة التي يبدو حقا أنها تصرفت بعفوية...استجمعت ليلى بعض من قوتها ثم احكمت حجابها وذهبت إليه ...ولكن هذه المرة بشكل أكثر قوة وقدرة على الوقوف أمامه... تحتمل أي شيء غير أنه يشفق عليها ...! كان يدق بقلمه على جسد المكتب في شرود حتى اقټحمت ليلى مكتبه .....رفع نظرته لها في ثبات... ثم ترك القلم ورجع بظهره للخلف على المقعد.... كان يبدو عليها الڠضب ...واضح جدا قال في هدوء تام اغضبها أكثر وهو ينظر لعينيها مباشرة _ اتفضلي اشرحيلي ظروفك..... رمته بنظرة عاتبة كانت مدتها ثانية
واحدة ثم هتفت پغضب _ أنا مش محتاجة مساعدتك...ولا عايزاك تساعدني...ومش
هشرحلك حاجة...أنا هاخد أبويا لمستشفى تانية ودلوقتي حالا .... وبعدين اشرحلك أنت ليه ! أنا طلبت اتكلم مع المدير هنا أو اي حد من الإدارة ! ضيق عينيه عليها بقسۏة...لو حقا ظاهريا اتضح أنه يستغل الموقف لصالحه ولكن الحقيقة أنه يحاول أن يساعدها بالفعل....لا يريد الاڼتقام منها وهي بذلك الضعف.. يريدها ليلى التي تركته منذ عشر سنوات..بكل
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 48 صفحات