رواية حي المغربلين لشيماء سعيد
أول يوم ليكي في الشغل معانا حابة تسألي عن إيه!
حاولت التحلي بالقوة و عدم إظهار نفورها منه رغم توتر يديها و ارتجاف جسدها الواضح قائلة
_ حابة أعرف أنا دوري إيه هنا طبيعة الشغل عشان مش فاهمة حاجة...
ابتسم بخبث قائلا
_ برضو مش عايزة تقعدي!
أجابته بصوت مبحوح و ملامح جامدة
_ لا أنا مرتاحة كدة شكرا لحضرتك يا فندم..
_ طيب استني خمس دقايق عندي شغل مهم أخلصه و أكون معاكي على طول...
أغلق الملف ثم وضع القلم بجواره مردفا بجدية
_ أقعدي يا فريدة أنا محتاج أفهمك شغلك مش معقول هنتكلم و أنتي واقفة..
جلست على أول مقعد بجوارها ليقول ببعض الحدة و نفاذ الصبر
_ يا بنتي هو أنا شبح تعالي أقعدي على الكنبة جانبي من غير نقاش اخلصي...
_ يا ريت ندخل في الموضوع و نخلص بقى يا فندم...
غمز لها بمكر مردفا
_ ده أنتي عيون الأفندم احممم نبدأ كلام في الشغل في البداية هتكوني موجودة تحت التدريب مع هاجر علوان أظن دي أكبر إعلامية في مصر بعد كدة هيبقى ليكي برنامج بس لما تاخدي خبرة الأول...
_ طيب و العقد بتاعي!
_ مفيش عقد طول فترة التدريب بس فيه مرتب و لما تبقى ثابتة هنا هيكون في عقدين واحد في الشغل و التاني في البيت...
عقلها لم يتحمل تلك الإهانة و قامت بكل قوتها تنزل بكفها الصغير على وجهه...
_______شيماء سعيد______
بمنزل فارس المهدي...
دلفت فرحة إلى المطبخ على صوت صفية المرتفع وجدت الخادمات في حالة من الړعب أمام تلك اللعېنة التي تأكلهم بحديثها و تصرفاتها أخذت نفس عميق تحاول تمالك أعصابها و هي تسمعها تصرخ غاضبة
أجابتها الخادمة بتقطع
_ كنا بنحضر الأكل للست فرحة يا ست صفية..
هدرت بها الأخرى و الغل يأكلها
_ فرحة ايه و زفت ايه على دماغك و دماغها أنا هنا الأول و لازم تنفذي الأوامر بتاعتي قبل أي حد قبل فارس بيه نفسه...
_ و مين بقى صاحب البيت يا ست فرحة اللي أعرفه إنك مجرد ضيفة و كمان تقيلة لولا عملة عثمان اللي وقع فيها فارس كان حلك عمرك ما شوفتي البيت ده...
جرحها تحاول بيدها كتم دماء قلبها قبل أن يراها أحد بكل أسف لم تأخذ شىء من الحب إلا الۏجع.. يا ليت بيدها لكانت أزالت هذا العشق من قلبها بلا عودة.. رأسها ابتعدت عن صفية و عادت إلى قبل حفل زفافها بيوم واحد...
وقف عثمان أمام والدته برجاء قائلا
_ يا اما الله يرضى عنك خمس دقايق أشوفها فيهم بس وحشتني أوي...
أردفت والدته بصرامة و هي تحرك رأسها نافية
_ و أنا قولت لا يعني لا يا عثمان ابقى شوفها بكرا و هتكون معاك العمر كله ده اللي عندي غير كدة هروح أقول لأبوك الحاج...
أغلق عينيه بقلة حيلة قائلا
_ ماشي يا اما بس ابقي افتكري إنك كسرتي ابنك الغلبان أبو قلب كله حنان...
ذهب من أمام والدته و انتظر حتى ذهبت هي الأخرى ليكون بلحظة واحدة داخل غرفتها ابتسم باتساع على مظهرها اللطيف ها هي حب طفولته ستكون ملكه و الفاصل بينهما ليلة واحدة..
انتفضت من مكانها على رؤيته قائلة بفزع
_ ايه ده عثمان أنت بتعمل ايه هنا كدة فال وحش أوي