رواية لروزان مصطفى

girl مش هرد عليكي. 
وقفت هي على المشعل وهي توليه ظهرها وتصنع فنجان القهوة الخاص بوالدتها. 
نظر لها هو وقال بس سؤال معلش إزاي لسه عايشة بعد السمك المتحلل اللي إتغديتي بيه دا مع مامتك 
قلبت عينيها رأسا على عقب وهي تقول بقولك إيه شكلك إبن ناس وعيشتك في بلاد برا غيرتك لا إنت ولا أمك هتتأقلموا هنا ف حاول كدا تقنعها تتنازل عن نصيبها لأمي وإنت خد الكاتل وشهادة الجامعة البريطانية بتاعتك وروحوا عيشوا بالفلوس اللي هتاخدوها مننا في مدينتي ولا الزمالك ولا الحتت الهاي دي. 
نظر لها وضحك دون صوت بينما ظهرت أسنانه ناصعة البياض وقال طب ما العكس تاخدي إنتي ومامتك الفلوس وتروحوا المناطق دي جايز تتعلمي منهم تكوني بني أدمة! 

إلتفتت له يافا وهي تقول هو البني أدم من وجهة نظرك يا متعلم ياللي واخد شهادات من بلاد برا بيتعامل بالإتيكيت دا الإنسان بيتقاس بأخلاقه مش بالمظاهر الخايبة اللي بتدور عليها يعني أنا بنت كويسة ومحترمة وأمي ست الكل هيبة إحترامها تخلي الشنبات يضربولها تعظيم سلام وهي معدية لكن مش إنفين مبنتعاملش من طراطيف مناخيرنا مع غيرنا ونسمي دا تحضر. 
وقفت أمام المشعل بعد ما أدارت ظهرها له وهي تبحث عن قداحة لتشعله شعرت بدفء يحيط بها من الخلف وأنفاس تلفح وجهها كان تيام يحاوطها بكلتا ذراعيه من الخلف أخرج قداحة من جيب بنطاله وأشعل لها الموقد وهو يقول بهمس عشان تعرفي إن الخواجات ساعات بيكون ليهم فايدة. 
إبتعد عنها قليلا وكان قلبها ينبض ك شخص يضرب بيده في وسادة وأنفاسها بدأت تتزايد من قمة التوتر. 
أولاها تيام ظهره وخرج بكوبين المشروبات الساخنة له ولوالدته بينما ظلت يافا واقفة تعد القهوة لوالدتها وهي شاردة إنتهت من إعدادها ووضعتها فوق المشعل وهي تتذكر عندما حاوطها بذراعيه في محاولة لإستفزازها لكنه لم يكن يعلم أنه أثار داخلها مشاعر مكبوتة لم تخرج لأحدا قط.. 
إرتفعت القهوة ووقعت فوق المشعل وتوترت يافا وهي تطفيء الڼار وتبحث عن شيء ما لتنظف اثار القهوة إستمعت والدتها للضوضاء داخل المطبخ فقامت لترى ما الذي يحدث فوجئت بأن القهوة تناثرت فوق المشعل ويافا تحاول تحسين الوضع. 
تهاني پصدمة إيه سهيتي عنها ليه دا إنتي عمرك ما عملتيها يلا معلش هنظفها أنا شكلك تعبانة. 
يافا وهي تعدل من خصلات شعرها بتوتر قالت أيوة بردانة شوية ومتوترة. 
تهاني وقد بدأت بالفعل في تنظيف المشعل طب يلا روحي إتدفي في سريرك وإستريحي وأنا هعمل. 
كانت فرصة ذهبية ليافا حتى تختلي بذاتها قليلا وتحاول إستجماع شتات روحها من ما حدث دخلت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها وهي تستند عليه ووضعت يدها فوق قلبها وشعور بالرهبة ممتزجا بالضيق وهي تعاتب ذاتها وتقول بصوت واضح جرى إيه يا يافا مالك ما تجمدي كدا