رواية لرحاب ابراهيم
انت في الصفحة 41 من 41 صفحات
كان يصيح بعينيه منذ قليل وتظاهر بالثبات وهو يقف أمامها.....للتو لاحظ أن مقاس الرداء مناسب تماما عليها....يفصل جسدها بعض الشيء.... زفر بعصبية ونعت من اختار لها هذا المقاس تحديدا ....ثم قال بعصبية واضحة _ كلامي ما يتناسش ....عشان ما تحطيش نفسك في موقف وحش .... أرادت أن تبتسم حقا....ليس للمرح هذه المرة ....بل لأن حتى تهديده وأقسى شيء لديه هو أن يهتف بها هكذا ! يخفي ما يكنه بتلك النبرة التي حتى لا تعتبرها غاضبة للحد الكريه والمنفر.... بينما هناك ما كان تهديده پالقتل ...والمۏت ! شتان بينهما !! قالت بهدوء _ حاضر ....مش هطلع غير بأذن ...طالما بنتي معايا وأبويا هنا مش هحتاج أطلع أصلا ....كل اللي محتاجاه أنهم يبقوا في أمان .... أحتار وتردد في طرح السؤال ...حتى قاله في عصبية _ طبعا لقيتي طليقك وأنت بتاخدي البنت ....ضايقك قال كلمته الأخيرة بأكثر عصبية وكأنه ينتظر اجابتها ليذهب وينقض عليه ضړبا .....قالت ليلى وهي تزدرد ريقها بقوة....لما تأبى ذاكرتها نسيان كل ما يفعله ذلك المچرم ! بينما تعاقبها بنسيان أشياء تطيب مرارة أيامها ! قالت بتنهيدة _ لأ.... كانت إجابتها مختصرة بالنفي...ورغم ذلك لم تريحه ولم ترضيه ...كان ينتظر منها أن تخبره أكثر من ذلك ....أن تنفي أنها لم تحبه يوما ...أي شيء ...ولكنها لم تتفوه بأكثر من النفي ! قال بتعجب وسخرية _ هدوئك وكأنك مش خاېفة من اللي ناوي عليه يثير السخرية فعلا !! نظرت له بثبات وقالت بنبرة عتاب _ أنا مبخافش منك ..... ....ف رقت نبرته فجأة وقال _ كتر الكدب بيوصل الانسان أنه بيبقى نفسه يصدق حد معين....وخاېف يصدقه ....لا عارف يقسى ...ولا يرجع بطبيعته معاه !! دقت كلمات صالح بعقلها ....اغمضت ليلى عينيها بقوة كي تبعدها .....يبدو أن وجيه من بين جميع قسوته ينتظر بادرة منها ليقترب !! قالت مقاطعة _ طب بعد أذنك يا دكتور....دكتور عفاف قالتلي ما تتأخريش .... نظر لها بغيظ وعصبية ثم هتف بها _ طب أبقي قوليلي تغيرلك مقاس اليونيفورم ده ....!! تعجبت ليلى منه وتسائلت وهي تنظر لنفسها _ ليه ماله ! صر على أسنانه بحدة وصاح بحدة _ ضيق .... اتسعت عين ليلى بدهشة .....لم يكن المقاس بالضيق أبدا ....ولم يكن بالفضفاض أيضا ولكنه مناسب تماما ولا يبدو فيه شيء ملفت للأنتباه !! أحمرت وجنتيها بحياء وخرجت من المكتب دون حتى أن تستأذن منه ...... في إحد النوادي الليلية .... جلس الرباعي الشباب من عائلة الزيان حول طاولة في قاعة يضج فيها كثير من الأضواء المتراقصة ..... قال يوسف بضحكة ساخرة _ عندي أحساس أنه كباريه ! رد رعد بسخرية وهو يضع ساق على ساق بثقة _ حاسس مش متأكد ! نفخ آسر بعصبية وهو ينظر حوله بنظرة ضائقة وقال _ أنا جيت بس عشان أخد بالي منكوا ....حاسس أن الليلة دي مش هتعدي على خير ..... نظر جاسر لهم وقال بغيظ _ جاتكوا الهم...عيلة كئيبة !! أزاي حد فرفوش زيي يبقى قريب من ٣أكئب من بعض !! سومه رعد بنظرة ماكرة وقال _ كنت عايز بوسي هي اللي قريبتك صح ! اشار له جاسر بتحذير _ كنت خنقتها بإيديا ..... ليه أنت شايفني إيه قال يوسف وهو ينظر لاتجاه آخر _ طرابيزة.... ضحك رعد وآسر بينها هتف جاسر بعصبية وهو يمنع نفسه أن يلكمه في صدره _ طولة لسان مش عايز !! صحح يوسف وقال وهو يشير للطاولة المتحركة التي تثبت عليها حلوى عيد الميلاد وتقترب بيد النادل لنصف القاعة ....وقال _ يابني أنا بتكلم عن الطرابيزة اللي عليها التورته .....هناك أهيه .... خطفت قلبي بفانليتها ....بالكيوي المدفون حواليها ....بالمانجا المترصصة بالراحة على طبقة الكريمة ..... كاد جاسر أن يرد عليه حتى أتت فتاة برداء ڤاضح قصير رغم برودة الطقس فهمس يوسف بدهشة بأذن رعد _ إيه ده هي مش سقعانة ليه ! أنا سقعان ۏجعان !! أجاب رعد بهمس _ يابني البنات قدام اي فستان حلو بينسوا أننا في أيام الشتوية ....خليك أنت في المهلبية اللي في دماغك..... رحبت بهم الفتاة التي تدعى بوسي وقالت لجاسر بدلال _ أحلى عيد ميلاد مر عليا ..... عشان أنت موجود معايا يا