رواية لرحاب ابراهيم
مرح ...قال جاسر باعتراض وغيظ _ يعني إيه ! طب أزاي مافيش نقاش ! المفروض لينا حرية الاختيار في الموضوع ده ! وضع رعد كوب المشروب الدافئ بضيق وقال _ طب أنا دكتور نفسي...لزمتي إيه بقى في القافلة دي ! رد الجد رشدي بضحكة ليغيظه _ نفسية الفراخ تعبانة ومعذبة من بعد أزمة الفونزا الطيور....محتاجة وجودك جنبها... تابع يوسف طعامه وقال بلا اكتراث _ بالنسبالي عادي....كام يوم وهنرجع عادي يعني ! رفض آسر القرار وهتف _ المفروض يا جدي أني هخطب ....كنت مستني والدها لما يرجع من السفر ...وهيرجع بعد أسبوعين ...طب هقابله أزاي بقى والمفروض القافلة هتجهز للسفر على الأسبوع الجاي ! نظر له الجد رشدي لبرهة ثم قال _ البنت دي لا شبهك ولا هتنفعك ولا أنا موافق عليها....بنت مايعة كده ومش حمل مسؤولية ولا جواز ... نهض جاسر من مقعده بعصبية وقال _ يا جدي أنت لا عجبك الجد ولا المايعة برضو عجباك !! وعايز تجوزنا ڠصب عننا زي ما عملت في أهالينا بالضبط ... حتى في قرارات تخصنا بتفرض علينا رأيك ! وللأسف عمي بقا يعمل زيك كده بالضبط !! أنا أسف يا جدي مش هقدر أسافر ...ورايا شغلي وحياتي كلها هنا ....أنا مش صغير عشان ...... توقف جاسر عندما وجد الجد يديه على رأسه وعينيه تتوه ببطء ....هرع الشباب إليه بقلق حتى قال الجد _ ابعدوا عني....نادولي ابني وجيه ... يا وجيه ... في غرفة الجد رشدي .... تنهد وجيه بضيق وهو يرى والده يسعل بشدة على فراشه...بينما الشباب يقفون ناظرين إليه في تأكيد أن هذه المسرحية المتكررة تلك ولكن ما بيدهم شيء يفعلونه.....قال وجيه لهم بأنفعال وعصبية زائدة _ عايز أعرف دلوقتي مين اللي رافض يسافر ! لم يجيب أحدا من الشباب رغم العبوس والضيق الظاهر على ملامحهم
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
مكنتش كده !! ابعد وجيه نظرته عنهم حتى خرج جاسر من الغرفة بعصبية وتلاه الشباب ....قال لوالده ببعض العتاب _ سمعت كلامك عشان أرضيك ...رغم أني شاكك في نجاح السفرية دي ...وحاسس أن المشكلة هتكبر أكتر ! قال الجد رشدي بحيرة _ ما أنت شايف ...لو فاتحتهم في موضوع جوازهم من بنات أبني مصطفى أنت اكتر واحد عارف هيبقى رد فعلهم إيه ....اللي فات كوم والموضوع ده كوم تاني ....مش هقدر عليهم صدقني ....هيتحججوا أنهم مايعرفهمش وساعتها انسى أنهم يوافقوا يسافروا يشوفوهم ...أنما بعد السفرية دي محدش هيقدر يتكلم .... قال وجيه بضيق وهو بالأساس لا يحتمل أي حديث _ أنا نفذتلك طلبك ...بس مش موافق أن واحد فيهم يتجوز واحدة مش عايزها .... مش هقدر أجبرهم ...أنا أسف ... رد والده عليه قائلا بعناد _ يمكن خطتي تنجح ....أهو اكون عملت اللي أقدر عليه ... أشباح تركض خلفها ....عيون دامية ټخنقها وتنشب أظافرها بعنقها ...! وصوت غليظ ...كريه الرائحة ...يصفعها مرارا ....لتجد فجأة يدين تمتدان لجذبها من تلك الحفرة العميقة العابرة لغياهب الظلمة ....حاولت أن تتبين من هو ...لا يهم ...المهم أنه سينقذها ..... ولكنه هو ....حبيبها الوحيد ! هتفت بعلو صوتها وپصراخ ... وجيه جذبها بيديه للأعلى حتى أخذها إلى صدره بعناق طويل أنساها كل سنوات العڈاب والدموع ..... لتنتفض ليلى من فراشها بالمشفى ....وهي تهتف باسمه ...لتجد الممرضة منى بجوارها وتنظر لها بتعجب ! وآخر ما تتذكر ...أنها كانت تبحث عن أبنتها ..وفجأة وجدتها أمامها ...! رددت بخفوت وبصوت متقطع وحبيبات العرق تنزلق من جبهتها وتلهث بأنفاس متسارعة _ وجيه.....أنا شوفته .... أنا متأكدة ...! لا مش بحلم ...لا ... وفجأة وضعت يدها على وجهها وبكت بقوة ....لتردد بتساؤل _ بنتي فين ! استطاعت الممرضة تمييز الكلمات أخيرا وقالت وهي تهم بمغادرة الغرفة _ هروح أجيبهالك ...هي نامت في مكتب دكتور وجيه .... غادرت الممرضة الغرفة وتسمر ليلى في فراشها ....لتبتسم وهي تبكي ....وتردد بنبرة تحمل من العشق والأحتياج له ما تحمل _ وجيه .... تجمع الشباب الأربعة في أحد غرف المشفى ....بمعاطفهم الطبية البيضاء ..... أشار جاسر للثلاث شباب من أبناء عائلته وقال بسخرية _ أحنا مش بنات عشان يتفرض علينا كل شوية وضع مش قابلينه ! قال رعد بمنطقية _ موضوع القافلة أنت مكنتش رافضه أصلا يا جاسر ! أشمعنى لما عمي قاله رفضت ! رد جاسر بغيظ _ هتعملي فيها ديكارت هعملك فيها واكل ناسه وهبلعك دلوقتي...خرج علم النفس من تفسيرك لتصرفاتنا مش ناقصك ! قال آسر بهدوء _ أحنا نوافق المرادي ...ليه بقا عشان عمي اتدخل والموضوع شكله صعب ....نوافق ولما نرجع نعمل