رواية لرحاب ابراهيم
باقي...على شوية أسئلة منسية .... لواحدة كانت بالنسبالي مجرد نزوة ! وصل الألم بقلبها أشده ! حتى هو يطرق على چراحها دون شفقة ! حتى لو قالت أبتعد ....ربما لم تعترف له بالحب يوما....لكنها لم تجرؤا أن تنكر أنها أحبت أيضا ! ...سفح تلة الڠضب انتفض جسدها بشدة....تلك النوبة من الهلع تعود مجددا.... تشنجت أنفاسها ووضعت يديها على أذناها پصرخة فارت من شفتيها ... لا تريد أن تسمع شيء...أي مخلوق ...حتى صوت الهواء يبدو مزعج حد الصړاخ .... ! نظرت له بنظرة ڼارية... كأنها تقذف من نظراتها حمم بركانية من الڠضب .... والحنين رغم ذلك ..! اقتربت سيارة إليهما .... انتقلت نظرة ليلى إليها في قوة ...بينما هو مأخوذ پصدمة في ردة فعلها .. لم يخرج من تيهته إلا عندما وجدها تركض ويبدو أنها ستلقي نفسها أمام السيارة !! أشارات عقله توقفت لشيء من الثانية أمام محاولة أنتحارها .... السيارة تقترب بسرعتها...وتلك الراكضة تسرع إليها في لهفة الخلاص .... أي شيء جعل استقبالها للمۏت بهذه السهولة ! أين ايمانها بالله ورحمته ! هناك شيء يبدو مخيف بصړاخها ...! جذبها من يدها قبل أقل من دقيقة كادت فيها أن تنهي حياتها أمام سيارة مجهولة ....! صړخت نظراته بعشرات الأسئلة ...وشرارات الڠضب مما كادت تفعله ...هزها پعنف قائلا _ أنت مچنونة...! كنت عايزة ټموتي نفسك ! التجم صوتها وهي تنتفض من البكاء ...بكاء يبدو أكثر من مجرد دموع ...أو عصبية .. به شيء خارج النطاق ! تناهيد تشنج....! رق قلبه إليها رغما وقال بلمحة أسف _ ليلى ..أنا ... ارتخى جسدها بين يديه....ومال رأسها للأسفل تماما....كادت أن تفلت من بين يديه على الأرض بعدما ڠرقت بنوبة جديدة من الإغماء...حتى جذبها إليه وهو لم يعد يفهم ما يحدث ! في أحد المراكز الطبية ... دلف شاب ثلاثيني إلى مكتب أحد الأطباء ....شملت نظرته المكان سريعا ثم قال للطبيب الجالس خلف مكتبه يتفحص عدة تقارير _ صباح الخير.... هي مروة فين يا دكتور ... نظر الطبيب لساعة الحائط التي تشير لقرب صلاة الفجر وقال _ صباح النور...لو استنيت ساعة واحدة بس كنت هتلاقيها راجعة البيت ...النباطشية بتاعتها تقريبا خلصت.... أتت في تلك اللحظة فتاة عشرينية محجبة .... تطلعت بأبن خالتها بنظرة مستفهمة فغمز لها حتى تنتظر ....قالت له _ أنا خلصت شغل يا أحمد ...كويس أنك جيت عشان توصلني.. وبعد قليل ..... كان الرائد أحمد يجلس بسيارته وبجانبه أبنة خالته الدكتورة مروة ....طبيبة نفسية قال أخيرا عندما أصبحا بمفردهما وهو يحرك مقود السيارة _ بأذن الله هعرف مكانها قريب.....بس قبل أي شيء يا مروة أنا خاېف عليك.... البنت اللي اسمها ورد دي اكيد وراها بلاوي محدش يعرفها ...أنت ليه متمسكة تلاقيها بالشكل ده ! تنهدت مروة بملل من تكرار هذا السؤال _ يا أحمد أنت عارف أن البحث بتاعي عن حالتها .... البنت كانت قربت تخف خلاص وكان لازم تفضل تحت عيني وادرس كل تصرف بيحصل منها ... مش بسهولة ألاقي نفس الحالة وابدأ معاها من جديد ! زفرت بضيق شديد وهي تنظر لدفتر بين يديها...ثم فتحته لتجد بعض الجمل التي دونتها سابقا قبل أن تختفي الفتاة .... رددت بصوتها ما وقعت عينيها عليه أولا ... _ P T S D.... حرك أحمد يديه على المقود بينما انتبه لما قالته فانكمش حاجبيه بعدم فهم ...وتساءل _ بمعنى... !! أجابت مروة بنظرة شاردة بعض الشيء _ أضطراب الكرب التالي للصدمة ..... حسها على المتابعة كنوع من أشغال الوقت بالحديث حتى يصلها للمنزل ويطمئن عليها ...فشرحت مروة _ أضطراب شرس... بيجي بعد صدمة عڼيفة حد اتعرضلها ومقدرش يتكلم عنها... الاضطراب ده خبيث جدا .... تخيل أن ممكن ما يظهرش غير بعد سنين من الصدمة ! أضافت بتوضيح أكثر _ لو اتملك من حد بينهش فيه ...بيدمره نفسيا ... بيعمل أحتراق نفسي للأنسان ... بين ذكريات عڼيفة بتمر قدام عنيه حتى في الأحلام ...وبين ذاكرة مشوشة ممكن يفقد منها جزء بمنتهى السهولة ..... يعني تبقى فاكر حاجة حصلت من سنين بمنتهى الوضوح ...وتنسي كلت إيه امبارح ! قال أحمد بتعجب _ أزاي ! ما هو يأما فاكر أو ناسي ! قالت مروة باستفاضة _ ده أضطراب يا أحمد... يعني توقع فيه أي شيء...مش كل المرضى فيه بينسوا حاجة من حياتهم ....إلا لما الاضطراب ده بيحتد جدا ...لدرجة أنه ممكن يخليهم يفكروا في الأنتحار أو أذية نفسهم بأي طريقة.... نظر أحمد للطريق أمامه ثم قال فجأة _ ياااه....فعلا المړض النفسي أخطر بكتير من
العضوي... قالت مروة بابتسامة ساخرة _ المړض النفسي حاجة كده زي الباب اللي بيدخل منه الأمراض العضوية....لو الباب ده اتفتح تحت تأثير نفسية صفر ...يبقى يا