رواية لرحاب ابراهيم
عندما يعود..! لاحظ أن عينيها حمراء ببريق دموع...وطيف عتاب لم يفصح بالحديث أي كلمة ! قال بابتسامته المطمئنة الهادئة وبصدق _ جيت عشانك ... كلمتان طمسا أيام من الغياب ! ماذا أيضا...! لفت يدها حولها واجتاحتها برودة شديدة ورجفة تسربت لكافة أنحاء جسدها... ورغم كل شيء ولكنها أرادت ان تبتسم من نفسها ! كأنهما على موعد وتأخر لبعض الوقت ! قالت برجفة ورغبة جامحة بالركض من أمامه ورغبة أقوى بالركض إليه _ بعد أذنك ... تحركت خطوتين مبتعدة عنه فأوقفها بصوت قوي _ ليلى ....أنا بحبك ... تجمدت گ الثلج ووقفت مكانها .....جف ريقها تقريبا حتى أقترب تلك الخطوتين وقال بابتسامة دافئة _ أنا عارف أنك هتستغربي...إيه الجديد أنا نفسي مستغرب....بس هو احساسي ..وأنا عارف نفسي ...٣٣سنة أظن مش معقول ما ابقاش لسه مش عارف أنا عايز إيه.! نطقت بالكاد وهي تبتلع ريقها بقوة _ عايز ...إيه امتلأت عينيه بالدفء وقال _ عايزك أنت يا ليلى ....بأسرع وقت...عايز اقابل أهلك....أنا عرفت عنك كل حاجة ...في الكام يوم اللي فاتوا ....ما نستكيش لحظة.... ابتسمت وامتلات عينيها بالدموع ...وسرى دفء بقلبها من فقط...كلمات.... ولكنها أغلى الكلمات لقلبها ...! شعرت بيد رقيقة توضع على كتفها فأنتفضت ليلى من غفوتها التائهة وهي جالسة بالمسجد وقد تذكرت أجمل ما مر عليها من ذكريات ...وللذكريات بقية ! نظرت لها الممرضة منى وقالت _ تعالي معايا ....لقيتلك أوضة فاضية وبعيد عن أوض المرضى....تقدري تباتي فيها .... نظرت لها ليلى للحظات حتى تستوعب ما تقوله الممرضة بعد شن الذكريات حملة حنين على قلبها وخاطرها..... تعجبت ...! سألت مرارا عن الأمر وقبلت بالنفي التام ...لماذا الآن ! انتبهت لصغيرتها وهي ترتجف قدميها اسفل الغطاء الخفيف المدثرة به مع العجوز....قالت بموافقة دون أن تفكر ما خلف الأمر _ جاية معاك .... حملت أبنتها الصغيرة وهي تكاد تفقد الوعي. من شدة الدوار الشديد برأسها.... كان يحتاج لبعض الهدوء. ...بعد هذه الكوكبة من المشاعر والحنين المقاتل بالبقاء .... يعرف أنها ستدرك أنه خلف ما سيحدث لها منذ اليوم.... كم يريد الاڼتقام منها والأخطر أنه يريدها هي أكثر من أي شيء....وللآن يحاول أن يبعد كلا الاختياران عنه.. أتى بمكتبه طبيب شاب ... يرتدي نظارة طبية سميكة...تقليدي المظهر...ورغم ما يحمله من وسامة ولكنه يهمل مظهره لدرجة كبيرة.....تنحنح أمجد وقال بتهذيب _ ممكن اتكلم مع حضرتك شوية يا دكتور .... أشار له وجيه بالجلوس وادرك عن أي شيء سيتحدث د أمجد ....فبدأ أمجد الحديث بتلعثم يشبه خجل الفتيات المراهقات _ أنا عارف أن خلاص ...أقصد يعني ... الموضوع اللي كلمتك عنه .... واتناقشنا وكان أنتهى .... لما الحب يجعلنا مثابرين لهذه الدرجة التي تكاد تجعلنا نحط من كرامتنا ! ..... لم يتعجب ...فهو يعلم جيدا خطړ أن يحب رجل بمنتهى الصدق....! أجاب على الطبيب الشاب بهدوء _ سمر بتعتبرني أخوها الكبير يا أمجد..... لما اتكلمت معاها عنك واديتها فرصة تفكر أختارت د. محمود ...خطيبها وهيتجوزوا قريب...أظن مافيش داعي اتكلم معاها تاني ! ظهر الحزن على وجه أمجد لدرجة لم يكن وجيه يتخيلها ....حتى قال ونبرة الألم تشتعل مع كلماته _ وأنا كمان بعتبر حضرتك أخ ليا.... أنا متأكد أني أكتر واحد هيحافظ عليها وهيصونها...هيحبها من كل قلبه .... بس هي موهومة للأسف ... هز وجيه رأسه وفهم مقصد أمجد ....فقال _ د محمود أكبر من سمر ب١٦ سنة تقريبا أو يمكن أكتر...حاولت أفهمها كده ....أن ممكن جدا يكون ميلها ليه لأفتقادها والدها من صغرها ...خصوصا أني كمان مكنتش موافق على محمود گ شخص ولكن مقدرش أفرض عليها رأي.....هي حرة في حياتها .. تحدث أمجد والألم يلتهب بنظراته _ أنا خاېف عليها أوي.....وخاېف معرفش أنساها ... حاسس أن بمجرد ما تبعد عني مش هعرف أحب تاني ..! أنا بحبها من زمان يا دكتور وحاولت مليون مرة أنساها ومعرفتش ! اتعلقت بيها كأني متعلق بآخر حاجة باقية في حياتي....! هز أمجد رأسه برفض لمجرد فكرة ابتعادها عنه وقال بضيق شديد _ فكرة أنها تبقى لحد تاني ومع حد تاني بتخليني عايز أمشي لأبعد مكان عنها....أنا حتى لما كنت بنجح في شيء كنت بجري عليها وأفرحها قبل حتى ما اسيب لفرحتي مساحة أحس بيها ! أنا مش عارف هيبقى عندي حماس أصلا أكمل في احلامي ولا لأ ! رد وجيه ببعض الشرود _ التعلق بشخص بيخلق أزمة في حياة البني آدم... بيخليه يقسم كل خطوة لأحلامه على اتنين.... فطبيعي لما الطرف التاني يبعد الشخص ده بيفضل واقف في مكانه لفترة لحد ما يفوق ويعرف أنه كان غبي لما دخل في أحلامه شريك! تسائل أمجد بحيرة والم _ طب وتفتكر يا دكتور وجيه الشخص ده محتاج أد ايه على