رواية همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد البارت الثاني والثلاثون
باسم بحفاوة
اتجه جواد بنظره في أنحاء المكان وتسائل
فين فيروز مش باينة ليه
وضع باسم ساقا فوق الأخرى ونظر إلى أصابع يديه ثم نظر لجاسر
بنتنا مش هتظهر على رجالة غريبة.. ولازم نشوف حضرة الظابط هيقدر على مهرها الأول ولا ولا
قطب جواد حاجبه وتسائل
وياترى إيه هو مهرها ياحضرة العقيد
مسح باسم على خصلاته وأرجعها للخلف وهو يرمق جاسر
مهرها لبن العصفور.. ابنك يقدر يجيبه.. ماهي بنتنا غالية بردو
قوس جواد فمه وتحدث
قولتلي عايز لبن العصفور.. وماله ياحبيبي.. نجبلك لبن العصفور وريشه كمان
دنى منه ثم تحدث متهكما
فز ياخويا شوف مراتك عايزين نشوف العروسة
قهقه باسم وهو ينظر لغزل
آسف يادكتورة.. اصل جوزك دا قادر.. فبما إنا في محل والدها من حقي أأمن عليها بردو.. ماهو الراجل دا وابنه مايأتمنوش... قادرين قادرين يعني
ابتسمت غزل إبتسامة خفيفة ونظرت لزوجها
لا معندكش حق ياحضرة العقيد دا جواد مفيش منه
توقف باسم وهو يضرب يديه ببعضهما ثم تحدث
هو أنا بشهد مين.. بشهد أم العروسة.. دا كله على ايدي يادكتورة ..
حك جواد ذقنه وأجاب باسم
لا ياخويا وانت الصادق.. دا ابو العريس وامه.. اي خدمة.. قالها متهكما
خرجت فيروز بزيها البسيط ورغم بساطته إلا أنه كان أنيقا.. باللون الأزرق السادة.. وخصلاتها التي تركتها للعڼان مع وضع لمسات تجميلية بسيطة
حاطة ملح في القهوة يافيروزتي.. تمام.. اتجه بنظره إلي القهوة وأشار بعينيه
شربتها من حبي فيك ياروحي
توردت وجنتيها وهي تنظر لجواد بخجلا وهمست حتى لا يسمعها غيره
بس ياجاسر.. متكسفنيش باباك بيراقبنا
تراجع خطوة عندما إزداد خجلها من والده الذي كانت عيناه تحاوطتهما
حمحم جواد ثم أردف
بكرة هتيجي عندنا يافيروز عشان نعمل حنتك مع ياسمينا.. ريان هيجيب ياسمينا وتعملوا الحنة مع بعض والفرح هيكون في الفندق.. مش في البيت...
ليه عندك ياجواد متخليها هنا.. ايه الفرق
استدار جواد وأجابه
عشان البنات كلهم يكونوا مع بعض.. ماهو مينفعش أشتت الولاد ياباسم.. جاسر أخو أوس.. وزي ماعملت لدا هعمل لدا.. ولا إنت إيه رأيك
رفع بصره لفيروز وسألها
لو عندك إعتراض.. قولي في الأول والأخر دي حياتك إنت
اتجهت ببصرها لجواد وأردفت
اللي عمو جواد يشوفوه صح يعمله.. ماهو أنا زي بنته بردو مش كدا ياعمو
نهض جواد وأومأ برأسه ثم تحدث
كدا ياعمو.. عشان كدا مش عايز أفرق بينك وبين ياسمينا.. انتوا الأتنين زي بناتي.. بكرة هنكتب كتابكم كمان.. عايزة تتصلي بوالدتك يابنتي وتحضر معنديش مانع مهما كانت دي والدتك
مالوش لزوم ياعمو.. هي خلاص اتبرت مني.. هز رأسه بتفهم
اقتربت غزل وأخرجت سلسال من علبة مخملية ووضعته بيد إبنها
لبس دي لعروستك ياحبيبي.. دي هديتي ليها.. عايز تلبسهلها دلوقتي.. عايز تسبها لبكرة براحتك.. دي هدية نانا ياجاسر ليا وبما إنك أكبر أخواتك فمراتك الأولى بيها.. وهي بكرة تعمل كدا مع اولادكم.. ربنا يسعدكم ياحبيبي
اقتربت فيروز منها وابتسمت من بين دموعها
ممكن أقول لحضرتك ياماما
رفعت غزل يديها إليها فهي شعرت بنفسها بهذه الفتاة التي وجدت من الدنيا حياة غير عادلة قساوة من بشړ لا تمت للبشرية سوى أسما فقط
ضمتها لأحضانها وهي تربت على ظهرها
حبيبتي تقولي اللي إنت عايزاه.. وطبعا انت زيك زي ربى وغنى.. اوعي تشك في يوم من الأيام هيكون فيه إختلاف
رفعت بصرها لجاسر وابتسمت ثم رجعت بنظرها لفيروز
كفاية إنك اقربهم لقلبي ..أشارت لجاسر
دا روحي يافيروز اتجهت بنظرها لجواد وأردفت
دا نسخة جواد فخليكي محافظة عليها يحطك في قلبه ويقفل عليكي بمليون مفتاح
ابتسمت لها ولمعت عيناها بالسعادة
بفيلا صهيب
كان يجلس بمكتبه مغمض العينين.. دلفت نهى وخطت تقف بجواره تمسد على ظهره
هتفضل حابس نفسك كدا ياصهيب.. جنى مموتة نفسها من العياط جوا
نزلت دموعه بغزارة ثم تحدث بصوتا متحشرج
هو انا ظلمتها يانهى.. ظلمت بنتي لما قسيت عليها واجبرتها تتجوز بواحد تاني
ربتت نهى على كفيه وتحدثت
متحملش نفسك فوق طاقتها ياصهيب.. دا نصيب هي لسة صغيرة ويمكن مااتعلمتش من الدنيا كفاية.. ماتزعلش نفسك ومتزعلش منها هي ماهربتش هي راحت لعمها وابوها التاني واتكلمت معاه.. حبت ترتاح شوية وتعرف تاخد قراره
قاطعهم دخول عز يوزع نظراته بينهما
مالكم قاعدين كدا ليه.. ثم اتجه لوالده
فكرتك روحت مع عمو جواد يطلبوا فيروز
مسح صهيب على وجهه وتوقف
مقدرتش.. أنا هخرج اتمشى شوية
توقف عز أمامه
بابا حضرتك زعلان من جنى مش كدا
رفع بصره لأبنه وتحدث بإبانة
لو أنت شايف إنها عملت حاجه متزعلش يبقى مفيش داعي للكلام ياعز.. قالها صهيب ثم تحرك مغادرا
جلست نهى وهي تضع رأسها بين كفيه
ليه كدا ياجنى.. ليه تكسري ابوك بالطريقة دي يابنتي
جلس عز بجوار والدته ثم قبل رأسها