رواية همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد البارت الثاني والثلاثون
هو أنا كنت بعمل الشغل دا ليه عشان كل واحد منكم ينط لي بمشروع
كز مالك على شفتيه وكاد أن يدميها ثم انتظر إكتمال حديثه
تلتزم بشركة من الشركات.. يعني هتنزل زي أي واحد محترم بيشتغل وتتعلم كل كبيرة وصغيرة عن الشغل.. الأول هتنزل زيك زي اي موظف ولما تتمكن من الشغل وقتها هسلمك الادارة
توقف وصاح بصوتا صاخب
ننننننعم.. بتقول أشتغل زي أي موظف
دا ام بوسيبل ياداد.. ريح نفسك
نهض ريان وهو يضع يديه بجيب بنطاله واتجه ينظر للبسين وتحدث بهدوء
فيه إجتماع بعد ساعة ونص بالضبط من دلوقتي.. قوم اجهز ومن أول النهاردة هتتعلم كل حاجة
ولو معملتش كدا هيحصل إيه
استدار ريان ينظر لمقلتيه
يبقى إنسى إني امشي في جوازتك وشوف مين هيوافق بيك.. والحمد لله انها طلعت بنت حازم يعني جاتلي على طبق من ذهب
قطب مابين حاجبيه وتسائل
يعني إيه بنت حازم
يعني مستحيل يوافق غير بيا.. فهمت ياشملول.. تحرك بهدوء ثم توقف امامه
مالك أنا خلفتكوا عشان لما احتاجلكم الاقيكم جنبي.. ودلوقتي أنا خلاص تعبت والشغل دا كله لازم انتوا تستلموه
بابا أنا عايز يكون ليا حياة مستقلة.. مش عايز حد يقولي اعتمدت على فلوس ابوك
أجابه ريان
هو مش إنت حاسبات ومعلومات ولا إيه
عند غنى وبيجاد
كانا يجلسان أمام الشاطئ يتسامران بالأحاديث..
بيجاد هنسافر القاهرة إمتى حبيبي
رجع بجسده للمقعد خلفه وأجابها
ساعة كدا.. هنسافر طيران عشان متتعبيش في العربية
وضعت رأسها على كتفه وحاوطت ذراعيه
لو مش فرح أخواتي كنت مستحيل اخرج من باب بيتي.. خاېفة أوي يابيجاد على الولد
ملس على وجنتيها بإبهامه وتحدث
مين قالك ياحبيبي أن رعايتك هي اللي هتحميه.. غلطانه رعاية ربنا هي الحامي.. أنسي ياغنى لو سمحت عشان تقدري تعيشي
نفسي أوي يكون ليا أولاد منك يابيجاد.. فاهمة كلامك دا .. أعمل إيه من حبي فيك عايزة يبقى ليا ولاد كتير
تعالي نعوم شوية قبل مانسافر هيوحشنا البحر.. وضعت رأسها بصدره عندما فقدت النطق والحركة حينما علمت بهروبه بتلك الطريقة
بالقاهرة بفيلا صهيب
اتجهت جنى تنظر لوالدها بعبراتها الغزيرة.. وتحدثت
كنت محتاجة أبعد يابابا.. كنت عايزة أرتاح وأعرف اخد قرار ابني بيه حياتي
كان جالسا ينظر بنقطة وهمية ولم ينظر إليها.. اتجهت تجثو أمامه وأمسكت كفيه وقبلته
سحب كفيه من بين يديها وتوقف متجها لغرفة مكتبه دون حديث
اطلعي فوق.. مش عايزة أشوف وشك.. قالتها نهى ثم تحركت متجهة لغرفتها
عند جاسر
طرق على والديه الباب ثم دلف بعد السماح له بالدخول
قالولي ماما تعبت.. ممكن أدخل
أومأ جواد براسه.. دخل جاسر متجها لوالدته يقبل جبينها
ألف سلامة عليكي حبيبتي.. مالك ياماما
ربتت على ظهره وابتسمت
أنا كويسة حبيبي.. شوية هبوط في الدورة الدموية
تحمحم جواد ثم تحدث
جهز نفسك ياجاسر.. عشان نروح نطلب لك إيد فيروز من باسم
اتجه لوالده وتسائل
ليه يابابا.. ماانا سألتها وهي وافقت
نهض جواد يحاوطه بذراعيه
مينفعش يابابا حتى لو البنت امها اتبرت منها لازم نعملها اهل وبما إنها عند باسم فهنروح نطلبها منه.. أنا كلمته الضهر وقولت له
هز رأسه ونظر لوالدته
ماما هتيجي معانا وهي تعبانة كدا.. اعتدلت غزل جالسة وتحدثت
أنا كويسة ياحبيبي ولازم اروح معاك.. توقفت وتحركت إلى أن وصلت أمامه وضمت وجهه
تعرف إن فرحتك دي أهم فرحة عندي.. ورغم إن كلكم غلاوة واحدة.. لكن إنت غير عندي
ضمته بحنان وآهة خرجت من جوفها تبعها عبرة وأكملت مستطردة
إنت القلب والحب كله.. إنت أغلى الغوالي عليا ياجاسر.. إنت أول نور دخل لقلبي بعد سنين عذاب وحزن عيشتها.. إنت اول إسم رجعلي اغلى الحبايب..
اخرجته من أحضانها ومازالت دموعها تنسدل كالشلال على وجنتيها
اول ضحكة بريئة وصلت لقلب مامي.. مستكتر عليا الفرحة اللي بستناها بقالي سنين
أزال جاسر عبراتها بحنان وطبع قبلة عميقة على جبينها
حضرتك أعظم ام في الدنيا دي كلها.. وبحبك أد العالم ومافيه من كائنات
جذبه جواد ودفعه للخارج
طيب روح أجهز ياعريس.. بدل ماأخليك ماتنفعش غفير حتى
رفع حاسر حاجبه بشقاوة كالأطفال
غيران من إبنك ياجواد
صك جواد على أسنانه بغيظا
جواد دا بيلعب معاك يابغل.. والله مااتلميت مافيه فرح
أسرع إليه جاسر يقبل كتفه وتحدث بشقاوته
مين قال كدا بس.. دا حضرتك سيد الناس كلها
جلست تتأملهما بحب ثم ابتسمت بسعادة على شقاوة جاسر مع والده
خرج جاسر ومازالت تنظر بشرود لهما.. اتجه جواد وجلس بجوارها.. ظل يرمقها بنظرات الحيرة فتحدث
هتقدري تيجي معانا
نهضت حتى تهرب من سيطرة نظراته عليها.. وأجابته
هجهز نفسي حالا
بعد قليل وصل جواد وجاسر وغزل لمنزل باسم... استقبلهما