رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد من البارت الاول الثامن والثلاثون
يجوز العيلة في بعضها..
اتجه ينظر إلى الفراغ بعينان تقطران ألما وملامح يكسوها الحزن فاردف مستطردا
لولا ماما ووعدي ليها... صدقني مكنتش رحمت حد.. هم مفكرني نسيت الماضي.. او تقدر تقول أنا أوهمتهم بكدا
خيم الحزن على وجه حمزة فربت على كتفه وتحدث مواسيا
لازم تنسى الماضي عشان تعرف تعيش الحاضر ياراكان.. أوعى تفكر تمثيلك عليهم بيفرق معاهم.. ليه دايما بتحط صورة مش كويسة لنفسك قدام الكل
علشان أنا كدا بالفعل ياحمزة.. أنا واحد مش كويس.. وبلاش إنت اللي تتكلم وتقول كدا.. دا إحنا دفنينه سوا ياصاحبي
لا ياراكان إنت اللي دايما بتوهم نفسك وبتوهم اللي حواليك بكدا.. بلاش تخليني أتكلم كلامي هيزعلك.. احمد ربنا فيه اللي اتخان وقادر يوقف على رجله
تحرك حمزة عندما وجد النقاش بينهما سيؤلم احدهما
أشوفك بالليل ياراكان لحد ماتروق..
في مزرعة نوح
تجلس بمكتبها تراجع في بعض المراجع الخاصة بالنباتات... دلفت إحدى العاملات
أشارت للعاملة بالذهاب.. دلف والدها وهو يبتسم بفخر
كدا ياأسوم بقى بابا ماوحشكيش ياحبيبتي
اشټعل ڠضبها بصورة كبيرة من حديثه فاحتدت نظراتها واختنقت أنفاسها... عندما تذكرت مأساتها من ذلك الأب الذي أقل مايقال عنه سوى أنه أب في شهادة الميلاد فقط
خير يابابا إيه اللي فكرك بيا... بقالنا كتير متقابلناش
جحظت أعين والدها من مقابتلها الجافة كما وصفها
دي مقابلتك لبابا ياأسما بعد شهر... ثم رفع نظره وتحدث بحزن عله يستعطفها
وحشتيني يابنتي هتفضلي مقاطعة ابوكي لحد إمتى
بابا لو سمحت مهما تعمل وتقول أنا هفضل زي ماأنا مستحيل اتجوز... وزي ماحضرتك شايف أنا مرتاحة في حياتي
وقف والدها وحاصرها وهي تجلس على مكتبها... قائلا بنبرة شيطانية مستهزئا
اوعي تفكري يابت إنك علشان اشتغلتي وقعدتي لوحدك تقدري تمشي كلامك على أبوكي... لا فوقي كدا وأعرفي اللي واقف قدامك دا منير العشري يابت
كفاية بقى إنت مبتزهقش... كل شوية منير العشري بن حضرة الضابط كاظم العشري
وقفت واتجهت له وكانت لحظات ڠضبها استحوزت عليها فلوحت بيديها وهي تتحدث
أسما كبرت ياحضرة منير العشري.. وبقت تعرف تاخد حقها من كل اللي أذوها... ماهو بنت الوز عوام.. وأنا أحييك علمتني كتيير أوي يامنير ياعشري
إقترب والدها وهو ينظر لها شرز
وياترى يابشمهندسة ابوكي آذاكي في إيه لدا كله.. المفروض تشكريني لولا اللي كنت بعمله مكنتيش وصلت لكدا.. وبقيتي الباشمهندسة اسما العشري
ضحكت بسخرية وهي تلطم يديها ببعضها البعض
دا مفيش حد آذاني أدك للأسف..
آه منكرش اني اتعلمت جبروتك واتعلمت أخد حقي.. لكن خسړت كتير اوي.. قاطعهم
دخول نوح
صباح الخير يااستاذ منير
أزدرد ريقها بصعوبة تستجمع بعض الكلمات التي هربت من بين شفتيها بسبب حالتها من دخول نوح
اهلا يادكتور نوح الحمدلله يابني إنك جيت وحضرتنا... علشان عايز أشكيلك من الباشمهندسة اللي مقاطعة ابوها دي...
نظرت لوالدها بعتاب بينما جلس نوح بمقابلتها ينظر لها بهدوء وتدارك توترها فتحدث
مزعلة والدك ليه ياأسما
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض من افصاح والدها بما يصير بينهما
ابتلعت غصة مؤلمة من نظرات نوح وأردفت
مفيش حاجة يادكتور سوء تفاهم عائلي بينا وهيتحل إن شاء الله.. مش محتاج للغرب التدخل.. مش كدا يابابا... أردفت بها وهي تنظر لوالدها حتى يخرجها من مأزقها الذي ألقاها به دون رحمة
مسح والدها على ذقنه بعلامة تفكير.. كأنه يستغل خجلها من نوح.. ثم أومأ بعينيه دلالة على فهم مايشير إليه
فعلا يادكتور... ممكن يكون مفهمتش بنتي كويس...
وقف نوح وابتعد ومازل مسلطا بصره عليها ثم تحدث
جيت أقولك ياأسما استلمنا خيول جديدة.. كنت عايزك تشوفيهم وتخلي الدكتور عاليا تشوفهم كويس
ابتسمت بسخرية وكأن قلبها موشوم بالۏجع الذي أهلك روحها من ذاك الرجل فأومأت إليه وهي ترمقه بعيونا حزينة
إن شاء الله يادكتور هكلم عاليا تشوفهم... ظل ينظر لها بعمق وثار تمرده عليها عندما وضعت حاجز بينهم ونادته بتكليف... مما اظلم عيناه عن وجعهاوتوجه بحديثه لوالدها
بلاش تزعل الباشمهندسة ياعم منير...
اقترب منير للخارج وهو يحدق إبنته ثم اتجه بنظره الى نوح
إن شاء الله يادكتور... وزي ماقولت لحضرتك سوء تفاهم
بالجامعة عند درة
جلست بالكافيه الخاص بالجامعة تنتظر محاضرتها التي ستبدأ بعد نصف ساعة.. وصلت أروى إليها تحمل كوبين من عصير الفراولة وجلست بمقابلتها
اشربي العصير دا هيروق دماغك وتعرفي تحلي الأسئلة صح
مسحت على وجهها پعنف قائلة بإنفعال
والله يابنتي حليت زيهم كتير قبل كدا معرفش ليه دماغي واقفة كدا
استمع عدي لحديثها صدفة الذي يقف خلفها.. فأقترب
مالك يادرة بتتخانقي مع نفسك ليه.. قالها بإستهزاء... نهضت تقف بمقابلته وصاحت بوجهه پغضب
ابعد عني ياعدي عشان متتهزأش زي كل مرة.. جذب مقعد وجلس بجوارهم وهو يطرق على الطاولة
وأنا بمۏت في التهزيق وخصوصا لما يكون من واحدة قمر زيك كدا
أمسكت درة كوب العصير وسكبته فوق رأسه وتحدثت پشماتة
اووبس اصلي لقيت لو رديت على واحد ذيك يبقى برفع من قدرك وأنت الصراحة متساويش براية قلم رصاص من سوق الجمعة.. قالتها ثم جمعت أشيائها وسحبت كف أروى التي وقفت تنظر بذهول مما فعلته بعدي
توقف جميع من بالكافيه وبدأو يضحكون بسخرية على هيئة عدي خاصة وهو يرتدي تي شيرت أبيض وسروالا باللون نفسه
ركل الطاولة وهو ېصرخ بهم ويدفع البعض... اتجه سريعا لصديقه الذي كان ينتظره ليرى ماذا سيفعل بدرة.. تحرك وچحيم غضبه يسيطر عليه.. أمسكه صديقه الذي يدعى بأحمد
عدي!! أوقف رايح فين حانت اللي غلطت في الأول والكل هيشهد بكدا
دفعه بقوة وهو يزمجر قائلا
هي متعرفش مين عدي البنداري ولا إيه والله لازم افصلها من الجامعة دي واخليها تروح جامعات الشحاتين
قالها ثم تحرك سريعا متجها خلفها.. توجهت درة لقاعة المحاضرة وهي تضحك على مافعلته.. هزت أروى رأسها وهي تشاركها ضحكاتها ثم تحدثت
بس دا مش هيسكت يادرة.. خلي بالك.. اتجهت وجلست بالبنش الذي يتوسط القاعة ووضعت ادواتها وأجابت صديقتها
دا واحد مغرور ويستاهل اللي يجراله
قطع حديثهم دخول الدكتور نور.. ولكن قبل أن يلقي التحية رأي ذاك الذي أسرع بإتجاه درة.. ووقف أمامها وسحب يديها يجذبها پعنف
أنا هعرفك ياحيوانة إزاي تتجرأي وتعملي كدا.. اتجه الدكتور نور
إنت ياحيوان بتعمل إيه عندك...إزاي تعمل في زميلتك كدا
رفع بصره للدكتور وأجابه بنبرات غليظة
آسف يادكتور... حساب ولازم نصفيه
اتجه نور لدرة بنظرات مستفهمة
هزت رأسها وهي تحرر كفيها من كف نور الذي يقبض عليه بقوة
اتجه نور إليهما وتجمع كل من يوجد بالقاعة لفك شباك عدي ودرة.. دفعه الدكتور بعيدا عنها
ثم اتصل بأمن عندما علم