رواية تمرد عاشق الجزء الثاني لسيلا وليد البارت السابع والعشرين
وهو بحضن والده يريد أن يبوح ما يؤلم صدره.. فهل حقا والده سيشفع لحديثه أم أنه سيراه ضعيفا وأنها تحكمت بقلبه والقت به في غيبات الجب
أخرجه جواد عندما وجد صمته ونظر لمقلتيه وتحدث مسترسلا :
_ تعرف ياجاسر إنك شبه عمك سيف اوي.. على طول متهور بقرارته مش حكيم ومتزن.. مش هنكر إننا قدام القلب بنضعف وبيتحكم فينا.. لكن متنساش عندنا عقل ياحبيبي يعرفنا الصح من الغلط
حاول استنشاق كمية من الأكسجين واكمل :
_ البنت اتجوزت من غير ماتعرف.. كتبوا كتابها وهي عندها ستاشر سنة معرفتش غير قبل ماتهرب بأسبوع.. وعايز أريح قلبك البنت فعلا كانت هربانة عشان ڠصبوها على مدحت العتال اخو حياة مرات باسم.. لكن موضوع اتفاقها مع حياة دا انا معرفتوش
انتفض قلبه من مكانه وباتت دقاته في التفاني :
_ افهم من كلامك دا إيه يابابا
أخذ نفسا عميقا ثم صفعه بخفة على خديه وابتسم تلقائيا عندما وجد فرحة عينان ولده :
_ معناته إني مبحبش أظلم يابني حد.. اه البنت من عيلة قڈرة لكن مفيش حد بيختار أهله.. وأنا مش ناسيك ياحبيبي أنا بدور وراها وبحاول أعرف حياتها في بيت عمها في الخمس سنين اللي قعدتهم..وأكمل باستحسان وإشادة :
_ ولسة بعرف فلو البنت طلعت محترمة فعلا وحاولت تدافع عن نفسها زي ماحياة عملت معنديش مانع المهم عندي تكون سعيد ياجاسر
ألقى جاسر نفسه بحضن والده يضمه بقوة وهو يقهقه بصوتا مرتفع
_ ربنا يخليلك ليا ياحبيب قلبي وميحرمنيش منك ابدا
قبل جواد رأسه وتحدث مازحا
_ طيب يلا وريني جمال خطوتك وابعتلي غزالتي
تراقص جاسر بحواجبه مردفا :
_ ايوة ياعم هبعتلك الحتة الطرية تنعنش قلبك
جحظت عين جواد من حديث ابنه واستشاط داخله يرمقه بنظرات تحذيرية
_ أمشي يلا مش عايز اسمع صوتك في الأوضة دي
خرج من شروده يلتف بالمنشفة واتجه للأعلى فلم يعد يتحمل التجاهل بأمر تعبها اتجه للداخل وجد والده جالسا وكأنه يشرد بشيئا ما ..صعد للأعلى دون حديث
عند جواد جلس ينظر من الشرفة بحزن وهو يتذكر بيجاد عندما أتى بعد اختفاء غنى
فلاش باك
توقف بيجاد أمام جواد ينظر پغضب.. يكاد تخرج مقلتيه من عينيه ثم أردف :
_ بلاش تستفزني لو سمحت.. مراتي فين رجعت وملقتهاش لقيتها سايبة رسالة هبلة وأكيد قعدتك كدا وبرودك اللي بستفزني يبقى حضرتك ورا مشيها
لم تتحرك عضلة من وجهه جواد وظل على نفس حالته جالسا ينظر للطعام الملقى على الأرضية.. نهض جاسر واتجه لبيجاد
_ هو إيه اللي حصل خلى غنى تمشي.. وليه بابا هيساعدها.. وهو عارف إنك بتحبها
لم يهتم بيجاد لحديث جاسر اتجه
وجلس بيجاد أمام جواد على عقيبه ونظر لعيناه..
_ عمو جواد الكلام اللي سمعته مش حقيقي.. ولو عملتوا مليون تحليل أنا مقتنع مليون المية الولد مش ابني..
تعالت أنفاسه الهادرة بسبب حديثه الغاضب
هو محدش عايز يفهمني إيه الموضوع ليه.. قالها جاسر پغضب
نهضت غزل عندما وجدت صمت جواد.. ومحاولة سيطرته على أعصابه حتى لا يغضب بيجاد...ورسم قناع بارد فوق ملامحه كي لايعكس الغليان القابع بصدره فاتجهت إلى بيجاد
_ بيجاد تعالى معايا عايزة اتكلم معاك شوية
أطبق بيجاد جفنيه في محاولة للسيطرة على نوبة الڠضب التي أصابته من برود جواد وجهله له
تنهد پألما واعتدل واقفا ينظر لغزل
_ مفيش داعي ياطنط غزل لكلام حضرتك.. لكن عايز أقول حاجة :
محدش يزعل من اللي هعمله بعد كدا..
رمق جواد بنظرات حادة وأكمل بعيونا غاضبة
_ هطلع على القسم وأبلغ عن غياب مراتي ومش بس كدا.. هنزل صورها في كل شبكات التواصل الإجتماعي.. هعمل كل اللي أقدر عليه حتى لو وصل بيا الأمر أدخل لوزير الداخليه بنفسه
صمت مقتولا على الجميع بعد حديث بيجاد الذي اخرج جواد عن صمته
اخيرا قطع صمته ونهض يناظره بحدة ولم يشعر بذراعه الذي رفع على أشده هاويا على وجهه بصفعه قوية جعلته يترنح بوقفته
صدمة اذهلت غزل وجاسر مما فعله جواد
وضعت غزل كفيها على فمها من الصدمة تهز رأسها بهسترية وأسرعت تقف امام جواد وصاحت بصوتا مرتفع تدفعه بعيدا