رواية تمرد عاشق
بيرفعلك القبعة ... سلام يا باشا
ابتسم بسخرية عندما وجد الصدمة تشق ملامح وجهه
في أثناء سيره وجد نجلاء تقف في ركن قريبا منهم وتنظر له بصمت اتجه إليها ووقف أمامها وتحدث قائلا
ازيك يانجلا كل سنه وإنتي طيبه.
نظرت له بحب
وإنت طيب ياجواد عامل ايه
الحمدلله تمام.. مبروك عرفت إنك اتعينتي في البنك.. ياريت تحافظي على وظيفتك يانوجة عشان محدش ياخدها منك ....
على الجانب الآخر
بعد حديثها مع جاسر جلست فترة تكتب مذكراتها اليومية ثم خرجت للشرفة تتنفس بعدما شعرت أن رئتيها تؤلمها لايصل إليها الهواء فتكاد تختنق وقفت ونظرت لغروب الشمس الذي بدأ يظهر في الأفق ...
تأخذ نفسا عميقا وتزفره بهدوء لعله يريح اختناق روحها
مستمرة في تحديقها للسماء وبسمة رقيقة على محياها فهي منذ الصغر تعشق وقتي الشروق والغروب
ڼصب عوده الفارغ واقترب من شرفتها ووقف مقابلها وتحدث مبتسما
لسة زي ما إنتي بتحبي تشوفي الغروب وتسرحي اللي يشوفك كدا يقول كبرتي وبتحبي والقلب مشغول ...
والله ياآبيه أنا كبرت بس إنت اللي مش واخد بالك
ثم ضحكت بخفة وأكملت
بس حته القلب مشغول دي انساها .. هذا القلب مغلق أو غير متاح حاليا
وقف مستندا على الجدار أمامها يضحك علي هذا التشبيه
أردف كلماته تلك كي يرى ردة فعلها ... فبعد حديث صهيب واستنباطه لحالتها الغير طبيعية جعله يشك بها وخاصة بعد تغيرها في الوقت الحالي
نزلت كلماته على صدرها كنيران تلهب جدرانه وضلوعه ولكنها أحكمت تعبيراتها وهتفت بمرح مصطنع
صاح بها غاضبا إثر كلماتها التي فاجأته
توعديني بإيه يابت اټجننتي ولا إيه حب إي وكلام فارغ إي إنتي لسه صغيرة علي الكلام دا ركزي ف دراستك ومذاكرتك .
تغضن جبينها بعبوس وسألته بحيرة
مش إنت اللي سألت وأنا جاوبت
لا يعلم لماذا شعر بهذا الشعور الممېت
هل لأنه شعر بغيرته تجاه شخص مجهول تحبه وتعتني به أكثر منه ... أم لأنه يراها تلك الصغيرة المتشبثة به
خرج من صډمته على صوت هاتفه وكان المتصل ندى
أيوة ياندى عاملة ايه يا روحي .. أكيد فاضي
تركها واقفة و اتجه للداخل حتى يكمل مكالمته الهاتفية مع حبيبته ...
مجددا يتزايد انقباض صدرها وتشعر بالإختناق يزيد .. شعرت بۏجع قلبها فوضعت يدها على صدرها ناحية موطن الۏجع ونظرت إلى السماء وأردفت بهمس يسكب حزنا وألم
خفف عني ياالله وأزل عن قلبي وجعه... يارب امسح حبه من قلبي مدام مش نصيبي
بعد دقائق خرج إليها وتحدث
يالا ياغزالة اجهزي عشان هنخرج دلوقتي أنا وانت بس... جاسر هيخرج مع مليكة وصهيب هيخرج مع سيف وكلنا هنتقابل عند الشلال ....
ألقي نظرة شمولية عليها فنظر إلى شعرها
ولمي شعرك إياكي تفرديه
رفعت أصابعها وأرجعت خصلاتها التي هربت بفعل الهواء
بس أنا بحبه كدا مبحبش طريقته اللي كنت بتعملها لو سمحت النهاردة عيد.. خليه النهاردة ووعد بكرة هلمه
إنت مش ناوية تتحجبي ياغزل
وهي ندى متحجبة ياآبيه
سؤال نطقته غزل سريعا دون تفكير ... وقع سؤالها عليه كصاعقة.. لماذا لم يفكر بأمر كهذا وخاصة أنها مذيعة ولن توافق على هذا..
قاطعهم دخول صهيب
ايه يابني بقالي ساعة بنادي عليك وإنت ولا إنت هنا
نظر له وهو مازال يستند إلي الجدار ولم يرد كان مازال واجما يفكر في كلمات غزل
اتجه صهيب بأنظاره لغزل رفع ذقنه إليها وأردف مشاكسا
الله أكبر وأنا بقول الشمس منورة ليه أتاري ضحكة الغزالة نازلة على قلبي ترفرف زي الفراشة
ضحكت عليه بصوت مرتفع
حبيبي إنت والله ياأبيه بس نسيت حاجة الشمس خلاص روحت ..
أغلق نصف عيناه وصحح بفكاهة
تصدقي صح بس عايز أقولك يابت زوزو ضحكتك دي ټخطف أي قلب وعقل حتى اسألي الولا دا
نظر جواد پغضب لصهيب
إنت بتعمل إيه هنا يالا عايز إيه
شاكسه صهيب وهو يضع خده على ويستند على مرفقيه قائلا
جاي أتشمس وأخدلي شوية حب م الغزالة بتاعتنا
ضړب جواد كوعه فنزل وجه على سور البلكونه حب أما يلوشك خمس ثواني لو شوفتك قدامي هرميك من البلكونة وأخلص منك
رفع حاجبه بغيظ لغزل
شوفتي بيعمل فيا إيه والله إنت ليكي الجنة يابنتي معرفش بتحبيه على إيه دا أنا لولا أخوه كنت اتبريت منه
صهيب صاح بها جواد و أمسكه من تلابيبه امشي يالا من هنا و ربنا بقيلك تكة معايا...
أتى جاسر علي أصواتهم العالية
ايه دا إنتوا هنا وأنا عمال أنادي
نظر لغزل وجدها تقف شاردة وتنظر في نقطة ما زوزو حبيبتي اجهزي يالا هخرج أنا ومليكة وأخدك معايا
لا هاخرج أنا وغزل روح إنت مع خطيبتك
نظر صهيب بتمعن لأخيه وصدمه بكلامه
إنت مش المفروض كنت هتسافر لخطيبتك أكيد مستنياك في يوم زي دا تفسحها فيه..
ثم اتجه بأنظاره إلى غزل
متخفش على غزل هاخدها أنا وسيف معانا وهنركب عجل مش كدا يازوزو
زفرت بضيق
أنا مش خارجة مش عايزة أخرج مع ولا واحد فيكم
ضيق جواد عيناه مردفا
من امتى وكلامي مابيتسمعش
ثم نظر لساعته
قدامك ربع ساعة وتكوني تحت..
وأكمل حديثه ناظرا لجاسر وصهيب
إنت روح لمليكة زمانها مستنياك... وإنت ياعم فلانتينو عينك على سيف إياك ياصهيب يغيب عن عينك أنا في بالي كام حاجة ومش فاضيلكوا الأيام اللي جاية سمعتني
أغمضت عيناها بحزن لأنها اعتقدت إنشغاله بحبيبته ولا تعلم قضيته الصعبة التي يفكر بها طوال الوقت
بعد ساعة كان يجلس بها أمام الشلالات حيث الطبيعة الخلابة .. ابتسم عندما وجدها تغمض عيناها وتستنشق الهواء بعمق جذبها من أكتافها بحب أخوي
فاكرة مجناش هنا من إمتى
نظرت إليه وإلى قربه الذي أهلكها .. شعرت بدقات قلبها السريعة بحضرته.. وتحدثت إليه بعيونها الرمادية الجميلة
حين أقول أحبك
أعني بها أن العمر أنت ....
والوطن أنت ....
وضوء أيامي أنت ..
حلمي واشتياقي ونبض قلبي أنت
ولاينبض القلب إلا في حضورك....
وكأنك لافتة كتب عليها هنا تبدأ الحياة...
استشعر شيئا بنظراتها.. أرجع خصلات شعرها للخلف ورفع ذقنها وأردف متسائلا
مالك ياغزل إنت مش فرحانة عشان خرجنا
وضعت رأسها على كتفه وحاولت أن تتأقلم معه كما كانت قبل.. تذكرت كلمات جاسر لها
لو جواد حس بس باحساسك تجاهه