الأحد 24 نوفمبر 2024

بغرامها متيم لفاطيما

انت في الصفحة 5 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


پغضب عارم 
والله يا أستاذ ! هي وصلت بيها البجاحة إنها تاجي لحد اهنه !
وأكملت وقد اظلمت عينيها ولمعت ببريق مخيف وهسهست بنبرة خطېرة قاسېة 
الظاهر إن المتر معشش في دماغ أخت المرحومة وجاية بقى تتحداني اهنه ومفكرة اني مهعرفش بمجيتها اهنه البت داي 
ثم انتوت النزول للأسفل كي تهدر بكرامة تلك الدخيلة عليهم وتلقى على مسامعها عبارات قبيحة لاذعة تليق بمجيئها إلى منزله ولكن لحقها وجذبها من يدها واستند على الباب يمنعها من النزول هادرا بها بحدة لچنونها في عدم التصرف السليم لتلك الأمور 

وه رايحة فين يامجنونة انت مخيفاش البت داي تشوفك اهنه وانت عارفة إن عادتنا وتقاليدنا متسمحش بإكده اهدي وأني هتصرف معاها وهشوف جاية ليه ميوبقاش تصرفك أهوج اكده 
نزعت يدها بحدة من قبضته الممسكة لها بشدة ثم هدرت به بنفس ڠضبها بنبرة استنكارية
بقى تصرفي أني أهوج ! طب عديني بقى أنزل للبت داي يا اما تطلقني حالا ياماهر 
أنهت كلماتها اللاذعة ثم وعايزة ايه 
واسترسل بنبرة حازمة 
وبعدين لازم تثقي فيا شوية وفي نفسك قبل مني هي هتاكلني يعني 
اتسعت مقلتيها بذهول ثم حدجته بريبة وبنبرة صوت عالية 
أنا واثقة في نفسي كويس قوووي وأظن انت اكتر واحد عارف اكده ولو سمحت متستفزنيش بكلامك دي يامتر 
استفزته بنبرة صوتها العالية ثم قبض علي ذراعيها بقبضتيه الفولاذيه يعتصرهما وهو يهزها صارخا بها بأمر نظرا لأنه يكره الصوت العالي وخاصة عندما تكون امرأته 
صوتك ميعلاش يارحمة أصل ورب الكون لا هتشوفي وش عمرك ماشفتيه ومش عايز كل مشكلة تقابلنا صوتك يعلى عليا احترمي إني جوزك مش عيل صغير قدامك علشان تعلى صوتك عليه وتشوحي بإيديكي قدامه واظبطي لسانك وطريقة كلامك 
اړتعبت من حدته معها وغضبه الشديد وطريقته ككل وأحست بالإهانة معه ثم هدأت من نبرتها الغاضبة وقررت مغادرته 
تمام أني ماشية وسايباك مع الهانم تعمل مابدالك ولا هزعق ولا هعلي صوتي ولا هتكلم معاك تاني من الأساس طالما دي كل اللي هامم الباشا 
وعقبت وهي تنظر تجاه الباب طالبة منه 
لو سمحت قول لأم محمد تدخلها الصالون بعيد عن الباب والسلم 
أخرج تنهيدة حارة وهو يمسح على شعره بضيق من عنادها وتيبس رأسها ثم هدأ من نبرته وحاول تهدئتها
ممكن نهدى بقى واستني اهنه هشوفها عايزة ايه وهاجي لك طوالي 
هتفت بتصميم دون أن تنظر إليه 
له مهستناش ثانية اهنه ولو سمحت هملني لحالي وملكش صالح بيا نهائي 
إزاي أهملك لحالك ! اظبطي يا رحمة حالك هو حالي جملة استنكارية نطقها ماهر بدهشة من ردها عليه وعقب عليها وهو يمسكها من كتفها يحاول بث الطمائنية في قلبها 
تمام يارحمة بس للمرة المليون بطلب منك شوية ثقة إن لو فيه ألف ست حواليا ميملاش عيني من الألف دول إلا انت بس بردو دي مايمنعش اني أتعامل مع كل الناس بطريقة لبقة وداي اعتبريها من ضمن الناس العاديين وخلي في بالك انها بالنسبة لي زي أختي الصغيرة 
رفعت يده من على أكتافها ثم تحدثت وكأنها لم تسمع شيئا
اعمل اللي انت عايزه بس من فضلك عايزة أمشي دلوك لأني اتأخرت 
تيقن أن محاولاته لم تجدي نفعا معها ثم أطبق على شفتيه بضيق وقرر أن يفعل لها ماتريد كي ينهى تلك المقابلة 
ثم خرج من الغرفة واستدعى هانم وطلب منها أن تفعل ما تريده وبالفعل نفذت ما أمره بها 
فور أن تيقنت دلوفها الى غرفة الاستقبال خرجت من الغرفة سريعا وتبعها كي يوصلها للخارج وهو يعلم تماما أنها لن تمرر ذاك الموضوع على خير فهي عنيدة للغاية 
أوصلها للخارج وهي تركض بخطوات سريعة وهو لم يتعافى بعد من مرضه وجسده مازال مهزوزا ولكنه حاول اللحاق بها وقبل أن تغادر أمسكها من ذراعها قائلا لها بحنو فهو لم يريدها أن تخرج من منزله حزينة
نورتي بيتك ومطرحك اللي هتاجيه عن قريب يارحمتى 
نظرت إليه بملامة ولم ترد على وداعه لها مما جعله يستشيط من عنادها ثم حاول ظبط حالته النفسية جراء ماحدث أما هي تحركت من أمامه پغضب جم ولم تعير كلامه أدنى اهتمام كل مايدور في خلدها أنها أجبرت الآن على تركه وحده مع تلك الدخيلة عليهم والتي تأكل الأفكار في عقلها الآن بنهم وتود أن تفتك بهما معا 
ظل واقفا إلى أن غادرت بسيارتها ثم دلف الى الداخل كي يعرف ماذا تريد تلك الشمس 
خطى إليها بأقدام ثابتة وما إن رأته حتى تعجبت لهيئته المذرية وهو أيضا تعجب لهيئتها المذرية فقد كان تحت عيناها مغميا بالسواد ووجهها يبدو عليه الانطفاء فحقا شعر بالقلق عليها وانتابه شعور بالخزي من أنه طردها من جميع المواقع فمهما كانت العشرة لاتهون في نظره وهي قد ربت على يديه 
فاقترب منها متسائلا بنبرة قلقة حقا 
مالك ياشمس ايه اللي مخلي وشك باهت ونزلتي النص اكده ليه 
تنهيدة حارة خرجت من جوفها حتى وصل زفيرها الح ارق إليه وبات يجزم أنه يوجد خطب ما جعلها هكذا بتلك الحالة 
ثم اقتربت منه وأخبرته بنبرة منكسرة جادة 
قبل أي حاجة ليا عتاب عندك ياللي كنت أبيه ماهر في يوم من الأيام وكنت بمثابة أخ كبير وعمرك ماشفت مني الا كل خير 
انحرج بشدة من عتابها وتعرق وجهه كثيرا فهي محقة في
كل ما قالت ولن تكذب في حرف واحد ثم أكملت هي بنفس النبرة المنكسرة وهي تسأله بنبرة تحمل بين طياتها الملامة 
ليه عاملتني بالطريقة دي لما جت لك المكتب وسمحت لمدام رحمة انها تتعامل معايا بالطريقة دي 
واسترسلت وقد التمعت الدموع في عينيها
منكرش اني اتكلمت معاها بطريقة ناشفة شوية لكن مش لدرجة انها تخليك تعمل لي بلوك وتطردني من مكتبك 
وتابعت حديثها وقد انقلبت عيناها الملتمعة بالدموع إلى أخرى دامعة بغزارة فأعطته ظهرها وهي تحاول كتم شهقاتها 
عمري ماكنت أتخيل منك انت بالذات كدة 
لقد تق طع قلبه لأجلها فهو يكن لها شعورا من المحبة الأخوية ولكنها مع سفرها وابتعادها سنواتها الأخيرة وخاصة بعدما حدث من أختها معه إلا أنه مازال ممتنا لمواقفها في الوقوف بجانبه وقت أزمته بل في ذرو أزمته كانت بجانبه كالملاك بطيبة قلبها 
ثم حاول ظبط انفعالاته على نفسه جراء حزنها ذلك وعلل قائلا بأسف 
معلش يا شمس اللي مريت بيه مع أختك مكانش شوية وانت أدري الناس هي عيملت فيا ايه كنت بتقعدي ويانا بالأسبوع وبتشوفي إزاي كانت متمردة وكأنها بني أدمة تانية غير اللي حبيتها واتجوزتها 
وأكمل شارحا بنبرة تقطر ندما على حظرها 
وزي مانت جيتي وشفتي بنفسك إني كتبت كتابي على الإنسانة اللي وقفت جاري وخرجتني من محنتي بعد ماكنت قافل باب الستات بأقفال وجنازير واتحولت من التجربة المريرة اللي عشتها لإنسان مش انسان لاااا دي كنت عامل كيف الإنسان الآلي بالظبط 
واستطرد شارحا بملامح ابتسمت تلقائيا وهي وهو يتحدث عن رحمته 
لحد ما رحمة ربنا جت لي واتعذبت شهور وياي وأني أذيتها بالكلام كتير وهي صممت إنها تخرجني من محنتي وتخليني أرجع أشوف الحياة بمنظورها الحقيقي مرة تانية 
حاولت تجفيف دموعها ثم استدارت بوجهها إليه وحاولت تهدئة حالها من نوبة البكاء التى انتابتها فور تذكرها لحظره وكرامتها التي هدرت على يديه وتحدثت بنبرة عاتبة كما هي 
تمام كل اللي حكيته بس ده علاقته ايه بمقابلتك وطردك ليا من مكتبك بالطريقة المهينة دي وكمان تحظرني من كل مكان 
أخذ نفسا عميقا يستحضر به الهدوء ثم أجابها صريحا كما اعتاد بشخصيته مع الآخرين لأنه يكره الكذب واللف والدوران في الحديث 
خليكي مكانها ياشمس هي دخلت المكتب لقتك قاعدة على المكتب قدام جوزها وبتتكلمي بدلع وهي مرتي وعرفت كماني إنك أخت مراتي طبيعي انها تثور وتعمل اللي عيملته دي طبيعي إن يكون موقفها تهجمي عليك إنت متعرفيش في اليوم دي اتخان قنا كد ايه لجل مجيتك المكتب وأني من واجبي تقديرها واحترامها 
تفهمت حديثه بتمعن ولكنها لن تعطي له أي عذرا لمعاملته الجافة معها ثم اقتربت بخطواتها ونظرت بعينيه وقالت 
أنا محتجاك ياماهر ومحتاجة وجودك جنبي محتاجة ترد لي ولو جزء بسيط من وقفتي اللي وقفتها جمبك ودعمها ليك في أشد أزماتك وأنا دلوقتي جايالك في أشد أزماتي ومبقاش ليا غيرك 
وأكملت بنبرة صادقة حزينة وقد التمعت عينيها بالدموع مرة أخرى 
شمس اللي كانت كلها حيوية بقت ضايعة وشريدة بابا ماټ وعمي طردني لأنه عارف اني وحيدة دلوقتي ولا
أم ولا أب ولا أخ ولا أخت
انا بقيت مرمية في الشوارع دلوقتي وملقتش غيرك أحتمي فيه 
وتابعت
وهي تنظر داخل عينيه وقد وضعته داخل صندوق اللاختيار الآتي
بعاصفة لن تنتهي بعد 
هتقف جمبي ولا رحمة هتخليك تطردني من هنا تاني وأضيع ياماهر 
كان واقفا بأعصاب مشدودة وقد برزت عروق رقبته وخاصة وهو يضغط على قبضة يديه بقوة لتطلعه إلى الأمام وأن القادم ع اصف لامحالة ومن المحتمل ه لاكه تلك المرة على يد رحمة فهي امرأة قوية للغاية ولن تمرر وقوفه معها مرور الكرام وأيضا رجولته تحتم عليه أن يقف بجانبها وأن لا يتركها بلا مأوى وهي كما تقول أصبحت شريدة مطرودة من بيتها حصن أمانها وبالطبع سيبحث ويتأكد من صدق حديثها 
كانت تنظر إليه بعيناي منطفئة من حزنها وهي تنتظر رده في نجاتها وداخلها متيقن من شهامة ذاك الرجل لطالما عهدته فارسا مغوارا وتعلم أنه رجل بحق 
رمقها بنظرة استكشاف كي يعرف ما إذا كانت محقة في كلامها أم أنها كبرت وتعلمت مكر حواء والذي إن وقعت بمكرها تحت يد صغيرته الداهية ستسقيها من المكائد أهوالا بل إن وقعت تحت براثن غيرتها حقا ستسح قها دون أن يرمش لها جفن فتلك هي رحمة المهدى لايقال عليها إلا المرأة الحديدية
كيف عمك يطردك من بيتك هو ميعرفش انك الوريثة الوحيدة وكمان بلغت سن الرشد يعني ملهوش حكم عليك !
وأكمل استفساره وهو مازال يلقي على مسامعها كل ما يجول في خاطره 
كيف يعرض نفسه للخطړ وهو عارف إن أقل محامي ببلاش يجيب لك حقك في بيت أبوكي 
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وأجابته وهي تنظر أرضا من شدة خجلها
أمممم بابا كان مديون لعمي
 

انت في الصفحة 5 من 61 صفحات