الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بغرامها متيم لفاطيما

انت في الصفحة 35 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


هي مكانتش بتتكلم كانت يدوب بتحرك ايديها بالعافية وفي الوقت ده بالذات ربنا ادى لإيديها القوة علشان تحضني قوووي 
ابتلعت انفاسها بصعوبة بالغة من هول حكواه الذي لم يتخيل عقلها يومها أن ماوراء الكواليس كان صعبا بل صعوبته مرة ومرارة العلقم أحن بكثير 
هي والدتك كانت قعيدة ولا أصيبت بمرض خلاها متتحركش 

ابتسم حين سألته ذاك السؤال وهو يصف لها عبير مرة أخرى رغم مرارة سؤالها ولكن عقله أمره أن يسبح إلى الجميل في وصفه لوالدته الراقية الحنون 
عبير كانت رشيقة قوووي وكانت من الجميلات اللي الإنسان لازم يسمي وهو بيبص لها ومكانتش بتشتكي من اي امړاض ولا عندها اي علل 
ثم استرسل حديثه وقد تبدل سروره إلى حزن ونظرة عينيه السعيدة إلى تعيسة محطمة 
بس جمالها ورشاقتها كانو نقمة خلو عماد اصطادها هي بالذات علشان تبقي البيضة اللي تبيض له الماظ 
كانت في اخر أيامها جالها جلطة افقدتها النطق والحركة وبقت عايشة على الأجهزة 
اندهشت من حكواه الغير مقنعة لها واستمرت الاستفسارات التي لا نهاية لها تض رب بعقلها وتكاد تصيبها بالجنون من النقيض للنقيض الذي يحكيه ذاك الفارس 
طب انت بتقول انك انت اللي انهيت حياتها إزاي ابتسمت لك وحضنتك وهي شايفاك بتنهي حياتها وبتم وتها بإيدك 
تناوبت تلك الذكرى الأليمة على عقله ثم أجابها بما جعلها تصاب بالذهول اكثر 
اصلك متعرفيش انها في الاسبوع الاخير بتاعها قبل ما ټموت كانت دايما بتبص لي وتبص للمحلول وعينيها بتترجاني اني اشيله من ايديها وارحمها وبالتحديد بعد ما سمعت وهي كمان عرفت عماد عايز يعمل فيها ايه تاني لحقتها في اللحظات الأخيرة قبل ما اغلى حاجه عندها تروح زي اللي راحوا علشان كده اول ما شلت المحلول اللي كان رابطها بالدنيا وطبعا عماد كان حاطط لها ادوية منشطة تخليها تعيش وتبقى على قيد الحياة حتى لو مجرد نفس وعين بتتحرك يمين وشمال بس ما كانش سهل خالص كان بير غويط ما لوش نهاية والسبب اللي عايز اعرفه لحد دلوقتي ومش عارف اوصل له هو ليه عمل معاها كده 
ولو عرفت في يوم من الايام اي سبب هيشوه صورة عبير في عينيا عمري ما هصدقه مش هصدق غير عبير اللي عشت معاها اللي علمتني ازاي أبقى راجل إزاي اعبقى انسان علمتني أمسك المصحف وأقرا وأرتل كمان 
ثم تبسمت عينيه مرة أخرى وهتف وهو ينظر داخل عينيها
انت مسمعتنيش وأنا برتل القرآن قبل كدة يافوفا صح 
ابتسمت هي الأخرى لذكره لآيات
الله وحركت رأسها برفض هاتفة بذهول 
لااا بجد انت بتعرف تقرأ القرآن وترتله كمان 
هز رأسه للأمام بعينيه اللامعتين من أثر الدموع الأبية التي ترفض الهبوط على وجنتيه 
ياه أنا صوتي حلو قوووي وأنا برتل القرآن عبير كانت محفظاني تلت اربع القرآن قبل ما تدخل الانتكاسة الأخيرة في مرضها وكان فاضل لي ربع محفظتهوش للأسف 
شجعته بقوة طالبة منه 
طب كنت حافظ لحد فين بالظبط 
ضم شفتيه كالأطفال ووضع إصبعه السبابة بجانب رأسه وهو يحاول التذكر ثم هتف بحيوية اجتاحت أوصاله حينما تذكر آيات الله فحيث كان الوقت الذي تقضيه والداته معه في حفظ آيات الله وقت المتعة والراحة كما علمته عبير 
أه افتكرت كنا واقفين أنا وهي عند سورة التوبة بس ملحقناش نكمل لأنها كانت كل شوية تدخل المستشفى وعماد وقتها كان يقول لي
انها تعبانة 
استغلت سيرة المشفى ونطقت على الفور 
هي كل شوية كانت بتدخل المستشفى ليه 
خلل أصابعه بين خصلات شعره ثم نفخ بضيق ولم يود إجابتها وتهرب من سؤالها أو أنه لم يريد التحدث في ذاك الموضوع وسألها 
طب مش تطلبي مني احسن اني ارتل لك بعض آيات من القرآن 
التمعت عينيها بشغف وفهمت تنقله من حالة التحدث عن السئ في الموضوع وأنه يريد الدخول في التفاصيل اللطيفة التي تجعله ينتعش حتى لا يفقد أعصابه ثم حركت رأسها بتشجيع 
وه ودي سؤال تسأله بردك رتل طبعا نفسي اسمعك جدا كلي آذان صاغية 
تحمحم كي يستدعي الهدوء في حضرة القرآن الكريم ثم قال بابتسامة بشوش زينت وجهه الجميل 
هقرأ بعض من آيات سورة المدثر كنت بحبها منها قوووي وخاصة إنها كانت بتشرح لي وقتها كل آية وأنا مكنتش ببطل أسئلة عن معنى الآيات 
ثم بدأ بترتيل الآيات بخشوع وصوت جمييل خاشع تقشعر له الأبدان من حلاوته وعذبه فكانت لاتريده ان ينتهي من تلاوته وكانت تلك الآيات 
كل نفس بما كسبت رهينة
إلا أصحاب اليمين
في جنات يتساءلون
عن المجرمين
ما سلككم في سقر
قالوا لم نك من المصلين
ولم نك نطعم المسكين
وكنا نخوض مع الخائضين
وكنا نكذب بيوم الدين
حتى أتانا اليقين
فما تنفعهم شفاعة الشافعين
فما لهم عن التذكرة معرضين
كأنهم حمر مستنفرة
فرت من قسورة
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة
كلا بل لا ېخافون الآخرة
كلا إنه تذكرة
فمن شاء ذكره
وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة صدق الله العظيم
وبعد أن تلا الآيات وصدق نظر إليها وأكمل 
تعرفي اني كنت عند الايات دي بالذات كنت بحسها فيها حاجه كبيره قوي
فكنت بقعد اسالها عنها وتقول لي مش هتفهمها دلوقتي وانا اصمم انها لازم تفهمها لي فكانت بتبسط لي معناها قوي
وتقول لي نبدا من كل نفس بما كسبت رهينة يعني كل حاجه بتعملها نفسنا بتنكتب علينا سواء كانت خير او شړ بتبقى رهن يعني ربنا لما قال عن المجرمين لما يسألهم في الآخرة ايه اللي خلاكم تدخلوا سقر اللي هي أعلى درجات الڼار فيردوا على ربنا ويقولوا له لم نكن من المصلين يعني يا رب ما كناش بنصلي ولم نكن نطعم المسكين يعني ما كناش بنطعم الفقير الغلبان من اكلنا وشربنا بالرغم من اننا مش محتاجين وكنا نخوض مع الخائضين يعني نقعد نجيب في سيرة ده وسيرة ده وكنا نكذب بيوم الدين يعني ما كناش بنعترف ان في يوم قيامة وان في رب هيحاسبنا وان في آخرة حتى آتانا اليقين لما رجعنا لك يا رب عرفنا ان اللي احنا كنا فيه كان هباء وضاعت الحياة ومشينا ورا شهواتنا وفي الآخر دخلنا الڼار عشان عقولنا اللي ما كانتش قادرة تصدق ان في ربنا ولا في اي حد هيشفع لنا 
بعد أن انتهى من شرح الآيات لها حقا ذهلت وحدثت حالها بذهول 
ماهذا الذي سمعته أذناي بحق السماء!
أذاك الفارس رتل آيات القرآن بذاك الصوت العذب وفسر لي بعض الآيات بطريقة جعلتني أخاف من رب العباد !
أحتاج الى عشرات الصڤعات على وجهي كي أشعر بأنني الآن في الواقع وليس ماسمعته أذناي من نسج خيالي الساذج
!
أانت بذاتك الفارس الذي اقتحم مشاعري بفوضوية حتى جعلتني أتندم على رؤياك !
اهدأ قلبي تريس عقلي فما سمعته أذناي حقيقة لاغبار عليها إذا فسلم ذمام الأمور لذاك الفارس ولا تخف فأنت أصبحت الآن في أيد أمينة 
ثم تحدثت بنبرة متيمة به الآن بكلام صادق حقيقى خرج من فمها جعله ابتسم وخفق قلبه لها وهو في حالة التوهان التي يحياها الآن إذا فقد دق قلبه بشدة معها وهو في كلتا حالتيه 
انت جميل قووي يا فارس جميل الشكل و الملامح والحديث ونفسك نقية قوووي 
سألها بحيرة وۏجع وهو ينفي وصفها له 
أنا جميييل طب ازاي !
ده أنا شيطان متحرك على الأرض 
حركت رأسها رافضة ونفت ما قاله بتصميم وهي تتكأ على أهدابها 
هو في شيطان بيرتل القرآن بخشوع زيك إكده 
في شيطان كمان يوبقى عارف التفسير المبسط دي لآيات الله 
وأكملت وهي تحاول قشع الغمامة من على عينيه 
انت محتاج تخرج كل اللي في قلبك وأنا هسمعك ونتفق تحكي لي على كل حاجة وكل موقف وحش نجيب قصاده آية من آيات الله تداويه أو موقف أذى حصل لأي نبي وربنا نجاهم منه ونفتكره علشان نهون عليك وتعرف إن مهما كان حجم الصعب اللي انت عيشته فيه مواقف أصعب منه 
تمتم باعتراض وهو مازال يسيطر عليه أنه ظلم وحرم وقهر ولم يعيش طفولته سويا كما غيره 
طب ازاي وانا اتحرمت من امي ومعشناش أنا وهي زي كل أم وابنها حياة طبيعية آمنة 
كانت تستمع إليه بآذان صاغية ثم حاولت تبسيط الأمور المعقدة التي يحويها عقله 
طب سيدنا موسى عليه السلام كان ذنبه ايه لما اتحرم من أمه وهو طفل لسه مولود اتحرم من انها ترضعه وتضمه لصدره في أمان ولما انطلب منها من ربنا انها ترميه في صندوق في البحر وهي أم في موقف لا تحسد عليه ومفيش حد يقدر يتحمل اللي هي اتحملته وهي بترميه في البحر 
قط ع حديثها معللا 
بس ربنا خلق في قضاه رحمة معاها وحرم عليه المراضع كلهم وخلاها تروح للقصر وتبقي المرضعة بتاعته وبردو مسبتهوش 
أمائت برأسها للأمام بموافقة وعللت هي الأخرى
بس كانت مړعوپة من فرعون لا يكشف أمرها فيق تل ابنها ويحرمها منيه ومكانتش مطمنة بردو وعاش طول عمره في كنف عدوه وخرج هربان من بلده وهو لايملك شئ وداي طبعا تدابير ربنا سبحانه وتعالى 
ضم حاجبيه بعبث وهتف مستنكرا 
طب تدابير ربنا ايه في القهر والذل والخۏف والهلع اللي انا عيشته 
تحدثت بيقين لثقتها لأمر الله 
تدابير ربنا لينا مش محتاجة غير رضا منينا وهو له حكم في أموره لعباده وبعدين هو خلق الإنسان في كبد فلازم منعترضش 
ضغط على مقود السيارة بحدة ارعبتها 
اصلك متعرفيش اللي انا عيشته وعانيته كان ايه علشان موضوع الرضا اللي بتتكلمي عنه ده أقتنع بيه 
شعرت الآن أنها سوف تدخل معه في مرحلة الضغط الذي من المحتمل أن يولد الانف جار فنظرت في ساعتها ورددت 
طب أني اتأخرت دلوك هنزل وانت روح البيت نام وارتاح واهدى 
نظر إليها نظرة احتياج 
بس أنا لسه حاسس اني عايزك محتاج وجودك جنبي بحس بالأمان وانتي معايا بحس انك وانتي جنبي براحة نفسية محستهاش من زمان بحس ان كل حاجة حلوة مختصرة فيكي انتي بالذات 
ابتسمت بحنو 
وأني مش هسيبك خالص ولا هبعد عنيك بس كفاية النهاردة علشان بابا ميستعوقنيش وتوبقى ليلة مش معدية خليني ماشية معاك بستر ربنا 
ابتلع غصته بمرارة معتادا عليها ثم تحدث بنبرة ضائعة أرجفت ذاك القابع بين أضلعها 
أنا ليه لما برتاح لوجود حد في حياتي وبتعلق بيه مبيكملش معايا وبسيبني وبيمشي هو إنت ممكن تتخلي عني في يوم من الأيام أو تسيبيني وتمشي 
ثبتت عينيها داخل عينيه وأجابته بيقين وهي تشير بأصبعها إلي السماء
طب ليه تتعلق بالأشخاص واللي خلقهم قادر ينسيك هموم الدنيا كلاتها اتعلق بيه هو اكتر عمرك ماهتخاف علشان هو موجود علطول مش بيمشي 
وتابعت حديثها بابتسامة عذبة
عارف يافارس العيب في ايه فينا 
وجدت ان يصب كامل انتباهه معها ويشير إليها بعينيه ان تكمل فتابعت هي 
العيب اننا لما بنحب شخص بنفتكر اننا امتلكنا الدنيا باللي فيها وننسى ربنا
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 61 صفحات