الإثنين 25 نوفمبر 2024

بغرامها متيم لفاطيما

انت في الصفحة 16 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


في نفسها أي حاجة داي أم فقدت جنينها بعد ما عرضت حياتها للخطړ 
زفر أنفاسه بقوة وهو مازال مثبتا أنظاره عليها وهو يطمئنها 
متقلقيش يادكتورة مهفارقهاش لحظة واحدة 
خطت فريدة إليها ثم هبطت لمستوى وجهها وقبلتها من رأسها ثم مسحت على شعرها المغطى لتقول بحنو 
حمد لله على سلامتك ياحبيبتي ربنا يرزقك الخير كله عاجله غير آجله ويتمم شفاكي يارب 

كانت سكون مازالت تتوجع پألم ولكنها انتبهت لكلام فريدة فنظرت إليها نظرة حزينة مطولة تحوي آلاما وحرمانا ولكنها إرادة الله ففهمتها فريدة على الفور وما كان منها إلا أنها تبسمت بثقة من رب السماء وتفوهت بتأكيد 
متقلقيش ياحبيبتي اللي خلقنا عمره ماهينسانا بيبتلينا علشان يختبر قوة صبرنا بيختار من عباده أولى العزم علشان لما نصبر ونتحمل ونقول الحمد لله بيعطينا من عنده اللي من كتر عطيته وقتها مش هنصدق نفسنا 
واسترسلت حديثها وهي تنظر إلى عمران الواقف بقلق ينهش معالمه عليها وهي تشير إليه بيدها 
كفاية اني عنديكي زوج حنين هيحبك ياسكون وهيعشقك ويتمنى لك الرضا داي كلها ياحبيبتي بالدنيا واللي فيها 
وأخيرا
وجهت سكون أنظارها إلى عمران وهي تشعر بالخزي مما فعلته بنفسها والى هنا تبدلت آهات الألم الي دموع صامتة وكبتت ألمها الجسدي الآن واستسلمت لألمها النفسي مما جعله شعر بها في نفس اللحظة ومن يشعر بعاشق مټألم غير معشوقه 
من يتألم داخله ويتفهم دموع عاشق غير خليل روحه 
رأت فريدة اقترابه فتركتهم وابتعدت وبدأت في تجهيز المحلول لها كي تترك لهم مساحة لمواساة بعضهم البعض جذب الكرسي الموضوع بجانب التخت وأقربه منها ثم جلس عليه وأمسكها من يدها اليسرى واحتضنهم 
شعرت بدفئ يده فتمسكت بكفيه بأصابع يديها المرتعشة فنطق هو أخيرا بدعابة كي يجعلها تبتسم 
يعني ينفع اكده ياسكوني اللي عملتيه فينا 
كنت مجهز لك الليلة سهرة خاصة من بتوع عبد الباسط حمودة ضيعتيها على عمرانك 
ابتسمت له بوهن ثم تبدلت ابتسامتها إلى حزن عميق وهي تعتذر له 
حقك عليا ياعمران كان نفسي أفرحك وأفرح ماما زينب وبابا كان نفسي أجيب لهم الحفيد اللي من صلبك واللي متشوقين لرؤيته ويحملوه بين يدهم 
يالله منك سكوني لاتتوجعي لا تبكي حبيبتي فدموعك الغالية تلك ټحطم داخلي 
ثم مسح على رأسها بحنو ويده مازالت تحتوي يدها 
انت عندي بالدنيا واللي فيها ياحبيبي كفاية علي اني اتصبح كل يوم على بسمتك وانام بالليل وانتي في حضڼي وأشكي لك همي 
وأكمل بكلمات جعلتها أنبت حالها على ما فعلته في نفسها ظنا منها أنها من الممكن أن تخدمها الصدف ويعيش جنينها ولغت العقل والمنطق الذي وهبهم لنا الله بحكمته كي نزن بهم الأمور 
انت بصيتي لحاجة واحدة بس نقصاكي ونقصاني ونسيتي حاجات كتيييرة قوووي من نعم ربنا اللي محاوطانا نسيتي نعمة السكن والمودة والرحمة اللي هنعيش بيهم بفضل ربنا ومش موجودين في أغلب البيوت نسيتي اني هحبك انت لشخصك انت مش علشان نجيب عيال تربطنا ببعض نسيتي اني مهتمناش في الدنيا غير بسمتك وسعادتك اللي إنت هتعيشيهم لي كل يوم بقلبك الابيض الكبير 
واسترسل حديثه بنبرة مترجية وهو يتعمق بالنظر داخل عينيها 
أرجوكي ياحبيبتي مش عايزك تتهورى تاني وتمشي رحلة علاجك بالراحة وللمرة المليون اني مش متعجل والراجل ممكن يخلف وهو عنده سبعين سنة مش ٣٦ ياسكون 
ظل يهون عليها رحلة آلامها وهي تستمع بأذناي عاتبة لها على ما فعلته بحالها 
أما في الخارج فقد سألت زينب الطبيبة عن حالة سكون وعلمت منها حالتها بالتفصيل مما جعلها هلعت وهي تردد لسلطان 
يعني ولدك ومرته توبقى عنديها دي كلاته وميعرفوناش ! كل يوم والتاني أسأله بقلب أم مفطور على ضناها ونفسها تتطمن عليه وتشيل عوضه بين يدها ويقول لي داي مسألة وقت ياحاجة واني وهي زين مفيناش حاجة ويكدب علي ويقرطسني !
هنا تحدثت رحمة وهي تنهي والدتها عن الكلام بتلك الطريقة
عمران معملش حاجة غلط يا حاجة هو عيمل الصح مينفعش يخرج سر مرته لأي مخلوق ولا حتى لامها اللي خلفتها إلا إذا هي قالت لها لحالها اخوى راجل بيحافظ على هدوء بيته بالطريقة اللي هيشوفها صح ومش من حقنا ندخل خالص 
وتابعت نهيها بنصح 
له كمان والواجب علينا نقف جاره هو ومرته بالبسمة والكلام الزين علشان هي عرضت حياتها للخطړ وكانت احتمال كبير تشيل الرحم علشان خاطر تسعد اخوي وتفرح قلوبكم 
ضړبت زينب كفا بكف وتكاد تجلب رحمة من رأسها على نهيها اللاذع لها من وجهة نظرها
اكتمي يابوز الاخص انت كل الكلام دي مايفرقش معاي كل اللي يفرق لي اشوف عوض ولدي على يدي دي ولدي الوحيد ياناس وداخل على الأربعين كمان ليه مش مقدرين ڼار قلبي اللي قايدة جواي واني كل يوم بحلم اشيل ولده على يدي وأفرح بيه 
أجابها سلطان بتعقل 
مالك يازينب مكبرة الموضوع ليه مالدكتورة خبرتك إنها مسألة وقت وان حملها مش مستحيل ولا صعب بس محتاج صبر هبابة وبعدين أني ولدي راجل يخلف لو عنديه تمانين مش أربعين لا دي وقته ولا دي مكانه خالص واكتمي يازينب وحذاري البونية المرمية جوة داي تحس بحاجة الله الوكيل أقطع خبرك النهاردة ولا هي ولا ولدي ناقصين كفاية اللي فيهم 
ثارت زينب من تحذيرات سلطان لها ثم على صوتها وهي تعترض على كلامه 
وه كيف اعملها ازاي دي ياسلطان اعرف ان ولدي مهيخلفش وان مرته يا عالم ربنا يكرمها ولا له واتحمل واسكت !
حاولت رحمة تهدئتها ناهية إياها
يا امي وطي صوتك إحنا اهنه في المستشفى وسط زمايلها اهدي بقي الله يرضى عنيكي وبعدين حطيني مكان سكون لو اني اللي حالتي زيها بردو هيوبقي دي رد فعلك 
حطيني مكانها يا حاجة وادخلي دلوك بنفس راضية بقضاء الله وخديها في حضنك وواسيها وحسسيها إن سلامتها بالدنيا واللي فيها واعرفي يا امي إن كل تأخيرة وفيها خيرة من عند الله 
نفخت زينب بضيق وهي تحاول أن تهدئ من نوبة الخۏف التي انتابتها جراء ما حدث 
هي مقتنعة تمام الاقتناع بكلامهم ولكن مايحزنها انها سألتهم كثيرا وكثيرا وكانوا لايشفون صدرها بالإجابة وفوجئت بما حدث لما لايراعون نوبة خۏفها على ولدها الوحيد 
لما لايتركوها تنفث عما في صدرها الآن من ألم أم ينكوى على حرمان ابنها من نعمة الأبوة 
لما يتحدثون معها بتلك الطريقة وكأنها ليس لها الحق في الحزن على ماجرى الآن 
تلك الكلمات التى ظل داخلها يرددها وتنهش بها ثم حاولت أن تنظم أنفاسها الثائرة بسبب نوبة عصبيتها وبعد قليل هدأت ثم دلفوا جميعا بعد أن علموا بإفاقتها تماما فقد
مر ساعة كاملة على خروجها من العمليات 
انطلقت رحمة مسرعة بأقدامها إليها كي تطمئن عليها وهي تردد بدعابة كي تدخل السرور على قلبها 
اها شكل القمررر أهي ووشها زاده النور مرت أخوي على البنج والمستشفى 
ثم هبطت لمستواها وهي تتحسس رأسها بحنو 
إلا قولي لي يامرت أخوي هو المستشفي عنديكم البنج اللي فيها دي بيوبقي في علاج
تنظيف بشړة أصلك اللهم صل على النبي في عيني وشك أبيض ومنور وكأنك خارجة من الكوافير دلوك 
ابتسمت سكون وكادت أن تضحك ولكن منعها جرحها الذي أوجعها من حركتها الغير محسوبة نظرا لتفاعل جسدها مع دعابة رحمة ثم كبر عمران في وجهها 
الله أكبر في عنيكي يابت إنت هتحسدي مرتي قدامي وقدامها اكده عاد ومهتختشيش 
ثم نظر إلى سكون وهو يسمي في وجهها بدعابة مماثلة
لرحمة 
اسم الله عليك ياغالية من عين رحمة وكمان من عين رحمة 
الف سلامة عليك يابتي ربنا يقومك بعافية وترجعي بيتك ومطرحك بالسلامة 
كانت سكون خائڤة من رد فعل زينب بالتحديد والآن شعرت بأن خۏفها في محله
من سلامها الممتلئ ببعض البرود ولكن ليس لها ذنب فكل ما بها ما هي إلا إرادة الله ثم نطقت بخفوت 
الله يسلمك يا ماما وتسلمي من كل شړ 
أما سلطان تقدم بخطواته
وبوجه بشوش أردف
حمد لله على سلامتك يابتي وعكة وتزول وربنا يديكي الخير من عنديه 
علمت سكون الآن أن ح ربها الآن ليست مع أيا منهم غير زينب وأنها الآن سوف تعاني من ملامها هي وحدها وعرفت ذلك من سلامها البارد غير سلام سلطان ورحمة الممتلئين بحرارة الاطمئنان عليها 
مر الوقت وأتت مها أختها وماجدة والدتها فقد أبلغتهم رحمة وما إن وصلوا حتى هرولت إليها ماجدة وقد أدمعت عينيها من منظر ابنتها
الف سلامة عليكي ياحبيبتي ايه اللي جرى لك ياغالية 
ابتسمت لها سكون وطمئنتها 
متقلقيش ياماما اني زينة قدامك أهو الحمدلله عدت على خير 
أما مها وقفت جانبها وقد أفسح لها عمران المجال وقد شعرت بالشفقة على حالتها
معلش ياحبيبتي ربنا يعطيكي من عنده الخير كلاته متزعليش ياسكون ربنا مبيعملش حاجة وحشة ابدا 
وظلوا بجانبها يواسوها ويدخلوا الطمئنينة على قلبها إلى أن مر نصف اليوم وجاء موعد خروجها فاستئذنت ماجدة من عمران 
معلش ياعمران بتي هاخدها على عندي علشان اعرف اراعيها و آخد بالي منيها 
وتابعت استئذانها وهي توجه باقي كلماتها الي سلطان وزينب 
بعد اذنكم طبعا ياحاج سلطان انت والحاجة زينب 
رأت رحمة وجوم عمران فاستغلت انشغال ماجدة مع والديها ونصحت عمران 
سيبها ياخوي تروح مع امها هتوبقى هناك وسط أمها وأخواتها مرتاحة أكتر وكمان علشان رد فعل أمك ليك لما نعاود بيتنا مش مطمني بعدها الأسبوع دي خالص 
شعر عمران بالاحتراق داخله أليس من حقه الخصوصية هو وزوجته 
أليس من حقه أن يحتضن زوجته ويخفف عنها في شقتهم الخاصة !
ثم فكر سريعا في نصح رحمة ووجد انه الأفضل لها ولكن أجاب ماجدة 
مطرح ما سكون ترتاح تختار مهغصبهاش على حاجة واصل 
هنا شعرت سكون بمدى حزنه من طلب والدتها ولكنها خاڤت أن تسمع من زينب كلمات توجعها فتؤثر عليها هي وعمران فابتلعت ريقها وهي تستأذن بخجل من عمران 
معلش ياعمران وديني عند ماما اسبوع بس 
ابتسم عمران لها وداخله حزين ولكنه راعى خۏفها ثم ردد بموافقة
روحي ياحبيبي مكان ما ترتاحي وأني مش هسيبك وهكون وياكي 
ووافق أيضا سلطان بدون أدنى اعتراض وبدأوا في تجهيزها لمغادرة المشفى فقد دخلتها مټألمة وخرجت منها مکسورة الخاطر وما تشعر به الآن لن يشعر به أحد سوي من ذاق مرارة الفقدان من الأمومة 
في نفس المشفى كان ذاك الفارس يبحث بعينيه عن الدكتورة فريدة فهو قد أحس بالحنين إليها فمنذ الموقف الذي حدث بينهم لمس فيها الاختلاف عن أيا منهن وبالتحديد أنها لن تتمسح به كباقي الفتايات ظل يبحث عنها أكثر من نصف ساعة فهو يشعر وبشدة انه يريد التحدث معها وبالصدفة علم ماحدث لصديقتها سكون فهو قد سأل عنها كثيرا وعرف ان سكون صديقتها المقربة فبالتالي بدأ بفحص حالة سكون واستكشف ما حدث لها ووجد حجة كي يتحدث مع فريدة ولكنه لم يجدها إلي أن وقعت عيناه أخيرا عليها فقد صال وجال في المشفى
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 61 صفحات