الشيطان شاهين
عينيها نحوه
فهي قد تعودت مؤخرا على تصرفاته الغريبة
طال سكوتهما و هما يقفان في نفس الوضعية
و شاهين لا يفعل شيئا سوى تأملها تنهد قليلا قبل
ان يتحدث عندنا ضيوف عمر و مراته تعالي ننزل
عشان تسلمي عليهم
كاميليا و قد غلبها فضولهاهو الاستاذ عمر تجوز
إمتى
شاهينتجوز إمبارح
هبة صاحبتك و هما دلوقتي
شهقت كاميليا بتعجب و هي لا تكاد تستوعب كلامه
تستمر القصة أدناه
لترددهبة هبة تجوزت
اطرقت رأسها بحزن و هي
تتخيل ان صديقتها
قد تزوجت و لم تحضر زفافها هي لم تسمع صوتها
او تراها منذ حوالي اسبوعين منذ زواجها
جذبها شاهين من ها لتمشي معه إلى خارج
الغرفة بصمت عكس ضجيج عقلها الذي يصور
لها عدة أفكار متى و كيف تزوجت هل فاتها شيئ
السچن الإجباري وصلوا للأسفل لتبتعد عنه كاميليا ما إن رأت هبة
تنظر إليها مما أثار حنق شاهين
إبتعدت لتجدها تبكي
سلمت على عمر قبل أن تجلس بجانب شاهين
تداركت كاميليا نفسها بصعوبة و هي تمسح دموعها
بسرعة حتى لا ټنهار أمام الجميع متمتمة
بأسف انا
آسفة اصل هبة وحشاني جدا و هي تعتبر صحبتي
شاهين و هو يحدث عمر قررت إيه بخصوص
اللي حصل
عمر بثقةقررنا إننا نعمل الفرح يوم الخميس فميش
داعي للتأجيل
أنصتت لهما كاميليا باهتمام و هي تنظر لهبة التي
كانت تطئطئ رأسها بخجلشعرت بالسعادة لأجل
صديقتها فهي أخيرا سوف تحقق حلمها و تتزوج من
الرجل الذي طالما أحبتهو فرحت أيضا بأنها لازلت
لم تقم حفل زفاف علها تحضره لنتمكن من رؤية
إنتهى الجميع من تناول طعام الإفطار ثم قرروا
الجلوس في الحديقة للإستمتاع بأشعة الشمس
رغم تردد كاميليا و رفضها
توقفت كاميليا عن السير
عند عتبة باب الفيلا الخلفي
لتهمس لشاهين الذي توقف إلى جانبها انا مش
عاوزة أخرج برا انا حاخذ فادي و نطلع فوق نلعب
مع بعض
وضع شاهين يده على ظهرها ليدفعها بلطف لتستأنف
شوية و بعدين لو عاوزة إطلعي
تستمر القصة أدناه
اومأت له كاميليا و هي تخفي فرحتها بالتخلص
اخيرا من سجنها و لو لوقت قصير
جلسوا جميعا على تلك الكراسي البيضاء التي في
الحديقة لتتذكر كاميليا ذلك اليوم الذي تعرضت فيه
للعقاپ بسبب خروجها إلى الحديقة دون إذن
إستيقظت من شرودها لتسمع عمر يقول بحماس
كثير مرحتش المزرعة و كمان عاوز هبة تشوف
اللايغرز
إبتسمت هبة و هي تنظر لكامليا و كأنها تذكرها
بزيارتها لتلك المزرعة لتبادلها نظرات حانقة فهي
طبعا لا تريد العودة هناك لكنها ستتمكن على الاقل
من الخروج من الفيلا
شاهين و هو يجيب عمر تمام جهز كل حاجة
عشان بكره حنروح كلنا و معانا ماما و فادي هي
اكيد حترفض بس انا ححاول أقنعها
حتتبسطي اوي هناك مش إنت بتحبي الطبيعة
هناك بقى في حيوانات كثير و طيور حتشوفي
بلاك الحصان بتاعي
ظل يحدثها بحماس عن المزرعة و عن ماسيفعلانه
هناك لتبتسم كاميليا دون شعور منها و هي تتخيل
كم كانت ستكون سعيدة لو أن شاهين كان مثل عمر
شعرت بذراع شاهين تلتف حولها لتنكمش ملامحها
بحنق و كأنه بهذه الحركة يذكرها بوجوده حتى في
في أذنها بمكرحلوين مع بعض صح اومأت له بنعم
ليستأتف همسه مرة أخرى ياريت كنا زيهم بنحب
بعض
نظرت له كاميليا پخوف لكلامه الغريب و كأنه يقرأ
أفكارها ليقابلها بابتسامة متلاعبة قبل أن يكمل
بس للاسف انا مش عمر و إنت مش هبة و لو إنها
بتشبهك شوية انا اصلا لسه مش فاهم عمر حب
فيها إيه
أغمضت عينيها بقوة قبل أن تعيد فتحهما
من جديد
و هي تشعر بغصة كبيرة في حلقها
إبتسمت رغما عنها عندما وجدت هبة و عمر ينظران
تستمر القصة أدناه
إليهمابعد قضاء وقت طويل من الأحاديث الجانبية
إستأذن عمر ليأخذ هبة إلى غرفتها لترتاح قليلا و
تجهز حقيبتها للذهاب إلى المزرعة غدا
شعرت كاميليا بعدم الراحة لبقائها لوحدها مع شاهين
في الحديقة لتطلب منه الدخول تجاهلها و هو
هاتفه ليبعث بعض الرسائل تخص العمل عبر بريده
الإلكتروني وقفت من مكانها إستعداد للمغادرة و
تفاجأت بيد شاهين تسحبها بقوة و توقعها فوق
ساقيه صړخت بفزع و هي تظن بأنها ستقع أرضا
فاكر نفسك بتتسلى ها إنت ليه كده
عقد حاحبيه باستغراب و هو هو يسالها مدعيا
البراءة كده إزاي يعني مش فاهم
حركت كاميليا رأسها لتزيح
خصلات شعرها
التي سقطت على وجهها و هي تقول بنفاذ صبر
مفيش حاجة انا عاوزة اروح اوضتي تعبت و عاوزة
ارتاح
حرك شاهين انامله على وجهها ليزيح خصلات شعرها
التي فشلت في إزاحتها بسبب تقييده بيديها
الاثنتين رمقها بنظرات غامضة قبل أن يتحدث
بصوت مشاكس إنت لسه تعبانة من إمبارح
غمزها بوقاحة لتتسع عيني كاميليا بدهشة
من كلامه خاصة عندما اكمل معاكي حق إنت تعبتي
جدا و لازم ترتاحي
نفخت اوداجها پغضب قبل أن تتمتم بهمس قليل
الأدب ااه
معايا
المرة الجاية اډفنك مكانك
كاميليا بتحدي ياريت تني و تريحني بدل العڈاب اللي انا عايشاه ده انا بجد زهقت و معتش
قادرة اتحملك اكثر
شاهين ببرود لا إتحملي عشان قعدتك هنا حتطول
كثير
رمقته پغضب ليبتسم هو على ملامحها اللذيذة ليزداد
منه توقفت فجأة عن التحرك لتسأله إنت عاوز
مني إيه و مستحمليني جنبك رغم كرهك ليا ليه
ممكن اعرف السبب
شاهين بكذب لما أزهق منك حقلك مټخافيش
ساعتها حرميكي برا من حياتي
كاميليا بجرأة يا ريت ابقى إرتحت من سجنك داه
شاهين بحدةوحشتك الحارة المعفنة الل جيتي
منها إوعي تفتكري إنك خلاص ضمنتي الفلوس
اللي إنت إدتيها لعيلتك لا يا قلبي انا بإشارة واحدة
مني و أخليهم يشحتوا في الشارع
كاميليا بيأس و قد بدأت دموعها بالنزول إعمل
اللي إنت عايزه معادش يهمني انا معادش فيا طاقة
أستحمل أكثر من كده
منك و من تهديداتك ليا و ساعتها مش حتقدر
تعملي حاجة
يتبع
انا بجد مش مصدقة اللي بيحصل يا ماما بالسرعة دي
تحدثت نور و معالم الدهشة تكسو وجهها لتجيبها والدتها التي كانت هي بدورها مندهشة أكثر منها
طيب و إنت مسالتيهاش عن التفاصيل ليه
نور بتأكيد يادوب كلمتني خمس دقائق و قفلت قالت إنها مستعجلة رايحين المزرعة عشان تغير جو
يا بنت المحظوظة عارفة يا ماما عمر داه إبن خالة
شاهين و كمان بيشتغل معاه يعني عريس لقطة و كمان بيحبها و من زمان كمان بس اللي انا مستغربه هي
ليه معملتش فرح و معزمتناش ليه لكتب كتابها
أنا بجد حتجنن
تمتمت نور بانزعاج و هي تأخذ فنجان النسكافيه من والدتها
وإنت مالك اصلا مش يمكن عملت حفلة عالضيق و بعدين ماهي عزمتك على الفرح عاوزة إيه ثاني
نور بحالمية ياااه يا مامي نفسي أنا كمان اتجوز واحد زي عمر و شاهين فلوس و فيلات و عربيات نفسي يبقى عندي عربية و ارتاح بقى من قرف المواصلات و الزحمة اااه بالراحة يا ماما دي بتوجع
ردت نور و هي تغمض عينيها و تغوص في عالم الاحلام الذي سرعان ما إنتشلتها منه والدتها بضړبة مؤلمة على رأسها و هي تقول بمزاح
ركزي بقى في حاجة واحدة عاوزة عربية و إلا عاوزة تتجوزي واحد زي شاهين و عمر
فركت نور رأسها پألم و هي تنظر لوالدتها بغيظ قبل أن تجيب عاوزة عربية يا ماما ماهو مش معقول أروح لكلية الطب و انا راكبة ميكروباس يرضيكي اتبهدل يا مامي يرضيكي الدكتور نور سعيد محمود تركب مواصلات عامة
انهت حديثها و هي تنظر لوالدتها بنظرات مستعطفة
لتضحك الأخرى عليها قائلة يا بكاشة دكتورة إيه و إنت لسه ثانوية عامة
نور باعتراض ما انا إنشاء الله حنجح و حجيب مجموع عالي و ادخل كلية الطب إن شاء الله إنت بس إقنعي بابا عشان يجيبلي العربية
الام بمللماشي حقول لأبوكي بس مفيش عربيات غير لما بعد نتيجة الثانوية اللي فاضلها سبع شهور عالاقل
قبلت نور والدتها قبل أن تنطلق إلى غرفتها لإنجاز دروسها فهي اليوم لن تذهب إلى المدرسة بسبب
غياب المدرسين
في مستشفى البحيري
همست الممرضة شيماء في أذن زميلتها مريم و الله حرام اللي بيحصل فيهاانا لسه مش مصدقة
بقى واحدة زي الدكتورة ليليان تتخان مال و جمال و أخلاق و كمان دكتورة عاوز إيه ثاني لوت مريم بتهكم و هي تترشف كوب الشاي الساخن قائلة ياختي رجالة عاوزة الحړقميملاش عينهم غير التراب و بعدين الدكتور أيهم داه واحد بتاع نسوان كل يوم مع واحدة شكل إيه اللي خلاها تتنيل و تتجوزه دي الف مين يتمناها على رأي المثل أصوم أصوم و افطر على بصلة
و يا ريتها كانت سليمة دي طلعت معفنة أعوذ بالله انا نفسي
اعرف إزاي طايق نفسه الراجل داه
شيماء بضحك و الله عندك حق ربنا يصبرها على ما إبتلاها خسارة فيه دي تستاهل سيد سيده
شهقت مريم لما سمعته قبل أن تهمس إنت بتتكلمي جددكتورة هند
بردو
شيماء بتأكيد و الله انا معتش مستغربة حاجة في المستشفى دي كل يوم بتحصل حاجة جديدةبس انا قلبي واكلني على الدكتورة ليليان و الله دي عسل انا عمري ما شفت في جمالها و لا أخلاقها كل اللي في المستشفى بيحبوها عشان طيبة و بتساعد المحتاجين
مريم بتأسف معاكي حق هي فعلا متستهلش بس إحنا في إيدنا إيه نعمله
شيماء بخبث نفوقها بس من بعيد لبعيد يعني نديها طرف الخيط و هي تكتشف لوحدها ماهو بصراحة مقدرش اشوفها بټتأذي كده و اسكت
مريم بحماس و انا معاكي بس خلي بالك لأحسن حد يشوفك و متنسيش الكاميرات إحنا لو إتقفشنا
حنروح في داهية
شيماء بموافقة إتفقنا
في مكتب الدكتور أسعد
امسك اسعد هاتفه ليقلب عدة صور لليليان عندما كانت تدرس في الجامعة توقف عند صورة معينة كانت فيها ليليان تجلس مع إحدى صديقاتها في حديقة الجامعة ترتدي قميصا طويلا باللون الوردي و بنطال جينز باللون الأسود تاركة شعرها البني ينسدل على وجهها و كتفيها
كانت تبتسم بسعادة و غمازتيها تظهران بوضوح قرب الصورة اكثر و هو يتمتم بشرود يا ريت تحسي بيا و تعرفي انا بحبك قد إيه انا عمره قلبي ما دق لغيرك رغم إني كنت عارف إني مستحيل اوصلك بس اعمل إيه قلبي هو اللي إختار و مستعد يتحمل نتيجة إختيارهانا كنت خلاص يئست و سلمت لما تجوزتي بس بعد اللي سمعته الصبح قلبي وجعله الأمل من ثاني إنك تكوني ليا بس المرة دي مش حستسلم يا ليلي اوعدك يا حبيبتي حخلصك من العڈاب اللي إنت فيه و اعوضك على كل لحظة ألم عشتيها مع الحيوان جوزك
ظل يحدث الصورة لوقت طويل بكل مايعتمر قلبه من مشاعر الحب و الوله و العڈاب الذي يشعر به في بعدها و عند رؤيته لزوجها الذي يستحق زوجة مثل ليليان قبل أن يغلق هاتفه و يضعه في جيبه و يغادر في جولته المعتادة لتفقد المرضى
في فيلا الألفي
إنزوت كاميليا في غرفتها بعد أمرها شاهين بالصعود إلى الأعلى و نببها لعدم التحدث مع هبة او الخروج من الغرفة
تمددت على
لتظر إلى سقف الغرفة بشرود و هي تفكر في ما ستؤول إليه