الفصل الثالث شظايا قلوب محترقة سيلا وليد
اخترت لك المناسب ياإلياس شعر بفريدة خلفه الټفت برأسه على صوتها
مشيوا هز رأسه قائلا
بنتك عنيدة أوي عملت اللي في دماغها ابتسمت مجيبة
وابنك مغرور أوي قهقه الاثنين معا ثم حاوطها بذراعيه
لازم أتحرك دلوقتي علشان متأخرش
بمنزل يزن أنهى فرضه وتحرك للخارج
وجد أخته تضع الطعام على الطاولة
صباح الورد ياإيمي فين معاذ لسة نايم لا حبيبي راح يجيب الطعمية
جلس على الطاولة يفتح هاتفه يتصفح الأخبار دلف معاذ
أنا مش هانزل تاني أشتري الطعمية الستات بيفعصوني
رفع نظره يطالعه مستاء ثم أردف
ليه صغير إنت راجل يلا إجمد شوية شوية طعمية الحارة كلها بتعرف إنك بتجبها
يووووه على التريقة استدار إليه وبدأ يتناول إفطاره ولكنه توقف حينما استمع إلى صوت أخيه
طنط أم محمود سألتني بتقولي ليه يزن ساب أبلة مها
لكزته إيمان ليصمت وضع يزن الطعام بفمه يلوكه بهدوء ثم تحدث بصوت جعله متزنا قائلا
قولها مافيش نصيب ثم نهض ينفض كفيه قائلا
الحمدلله خلي بالك من نفسك وإياك تجري ورا العربيات أخبارك عندي وليه امتحان الرياضة ناقص درجتين إجهز لحد ماأرجع نراجع مع بعض الدروس اللي وقعت منك
آسف ياأبيه بحاول أفهم الهندسة بس تقيلة وبضيع فيها جمع أشيائه وأشار إلى أخته
إيمي الواد دا ميخرجش يلعب بعد الدرس خليه يحل لي خمسة اختبارات رياضيات لما أرجع
نهضت متحركة خلف أخيها تومئ برأسها
حاضر ترجع بالسلامة حبيبي
بعد قليل بمكان عمله كان يقوم بتصليح شيئ ما بالسيارة جلس صاحب العمل بجواره
النصيب ياعمو مالناش نصيب مع بعض ربت الرجل على ظهره
هتتعدل إن شاءلله ماتزعلش نفسك
مش زعلان أنا صعبان عليا نفسي حبيت الشخص الغلط
سحب نفسا قويا وزفره على مراحل قائلا
برجع أقول عندها حق هتفضل منتظراني ليه لم يتسنى له الحديث ليقف مبتعدا عنه وذكريات مؤلمة تغرز بقلبه كالغرز الملتهبة بالنيران المحرقة
وقف يزن الذي يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما على باب غرفة والده
حضرتك طلبتني أشار إليه بالدخول
جلس بجواره متسائلا
حضرتك كويس ربت على كفه
كويس ياحبيبي لسة زعلان
نظر إلى والده نظرات عتاب ممزوجة پألم روحه ليشعر بنزيفها بصمت واستفهام مؤلم شق ثغره بابتسامة حزينة
هو فيه حاجة تزعل كل الحكاية إني مطلعتش ابنك الموضوع بسيط
طيب اسمعني كويس ياباشمهندس طول عمرك كنت ولد مطيع رغم إنك مش من صلبي بس طلعت ابن حلال يابني ربنا يباركلي فيك
داخل ينتحب بقوة داخله بركان ثائر ولكن ماذا عليه فعله وهو يرى والده بتلك الحالة رسم ابتسامة وانحنى
يقبل رأسه متمتما
وحضرتك كنت نعم الأب مهما يحصل هتفضل أبويا لأن في نظري الأب اللي بيربي مش اللي بينجب
ربنا يبارك فيك ياحبيبي ودايما السعادة والقبول في حياتك عارف هشيلك هم أكبر من همك بس إخواتك أمانة في رقبتك يايزن أوعى ياحبيبي تفرط فيهم إياك واليتيم يابني دول مالهمش ذنب ووالدتك كمان ماتزعلهاش صحتها على قدها أوعى تزعلها ولا تزعل منها حبيبي هي عملت اللي في مصلحتك عارف إنك مصډوم من الحقيقة هي كانت عايزة تعرفك من زمان بس أنا اللي رفضت قولت لما تكبر وتستوعب الكلام
كانت الكلمات تنزل فوق مسامعه كصوت عويل يصيب الأذن ويرتجف له القلب غامت عيناه بتحجر الدموع
وشعر پاختناق أنفاسه وكأن الهواء الذي يحاوطه ماهو سوى ثاني أكسيد الكربون الذي ېخنقه أكثر وأكثر
ماما قالتلي كل حاجة يابابا وزي ماقولت لحضرتك مش يمكن نصيبي معاك أحسن من لما أكون مع أهلي الحقيقيين
خرج من شروده على صوت أحد الزبائن
يزن ممكن تشوف العربية بطلع دخان ليه للأستاذ
أومأ ونهض متحركا إليه
كان يتابعه بعينيه بأسى
عيني عليك يابني حملك تقيل وصل صديقه الذي يدعى كريم يعمل طبيب جراح
مساء الورد يازينو رفع رأسه مبتسما
وأنا بقول الورشة نورت ليه يادوك
اقترب منه واحتضنا بعضهم البعض
بعد فترة خرج إلى مقهى بالقرب من العمل جلس بمقابلته قائلا بعد فترة من الصمت
عرفت بفسخ الخطوبة رجع بظهره متكئا على المقعد البلاستيكي ثم دار برأسه يشمل المكان بنظرة متفحصة كأنه يشعر بأن الجميع يرمقونه بأسى على الشخص الذي اندهست رجولته بين الناس استفاق من تخيله على نقر كريم على الطاولة
يزن رحت فين
زفرة مهمومة بجميع آلامه مجيبا
معاك أهو دنا كريم بجسده متمتما بصوت خاڤت
متستهلكش والله يابني اللي زي دي ماتزعل عليها
مش زعلان صمت بعدما وصل الصبي يضع مشروباتهم وتحرك
مش باين يابن السوهاجي
ابن السوهاجي رددها مع ابتسامة فاترة حاول كريم مؤازرته فأردف
تعرف أنا سألت على الواد اللي خطبها دا وجبتلك أصله من وقت ماتولد من ظابط عقر والله وفرحان فيها وتستاهل اللي بيحصلها
قطب جبينه مستهزئا بكلماته
وليه دا كله يالا إنت مچنون ولا إيه مبقاش يخصني
طيب اسمعني وبعدين أحكم
تجهمت ملامحه واشتعلت عيناه يحذره من الحديث ولكنه رفع كوبه يرتشف منه وتابع حديثه
الواد دا اسمه طارق راجح الشافعي أهله كانوا عايشين في السويس بس نقلوا من شهرين علشان له أخ اتسجن في قضية أمن دولة
أصابه الجنون فتوقف غاضبا وهدر به
مصر تضايقني قولت لك مش عايز اسمع حاجة سحبه بقوة من يديه وأجلسه واردف بقوة
يابني اقعد واسمع للآخر على طول كدا البنت واقعة في عش دبابير وتستاهل وفرحان فيها
تأفف بضجر فتابع الآخر حديثه
بقولك أخوه مقبوض عليه والواد دا أبوه فتح له بوتيك ملابس كبير اللي شغالة فيه مها بس واد بتاع بنات عرفت أنه بتاع مزاج وستات يعني صاحبتك وقعت بدعوة الوالدين يازينو
لم يرد عليه لفترة ظل يطالعه بنظرات صامتة ثم أردف متسائلا
ايه اللي خلاك تسأل عنه !!
زم شفتيه رافعا حاجبه ثم أردف ممتعضا
إنت رخم على فكرة جايبلك أخبار حلوة وحضرتك مش عجبك
أخبار حلوة!! قالها مستنكرا ثم تابع مستطردا
الموضوع ميهمنيش ياكريم كنا وخلصنا حياتها وهي اختارت خلاص مبقاش يلزمني
نقر بأصابعه على الطاولة متسائلا
يعني مش فرحان من اللي هيحصل
لا قالها ونهض يلقي بعض النقود على الطاولة ينادي على الصبي وأردف
أنا مش من النوع اللي بيشمت بس باخد حقي بعدل ربنا سلام ياصاحبي
بمنزل إيلين
جلست سهام تتناول بعد الفواكه ترمق إيلين المنشغلة بدراستها وضعت ساقا فوق الأخرى وهتفت
إيلين اعمليلي فنجان قهوة عندي صداع لم تعيرها اهتمام وظلت كما هي فهبت تلك واقفة واتجهت إليها تجذب من أمامها أشيائها وتصيح بها
لما اكلمك من الإحترام توقفي وتردي عليا أنا في مقام والدتك
اخرسي مين انت علشان تحطي راسك من راس أمي فشرتي انت ما إلا خطافة رجالة سړقتي راجل من مراته وولاده
صفقت بيديها تنظر إليها من أسفلها لأعلاها قائلة بنبرة ساخطة
اسم الله عليك يادكتورة دا أنت مدوراها مع شباب البلد كلهم اتلمي يابت أبوكي اتجوزني لما زهق من أمك المړيضة اللي كان وجودها زي عدمه اقتربت منها تحدجها بنظرات مستاءة
ابوكي ملقاش الحنان والحب واحتياجاته ومحسش برجولته غير في حضڼي ما أنت معذورة متعرفيش يعني إيه ست تسعد جوزها عنده حق الدكتور يرفضك ماهو شايف راجل قدامه طول الوقت لابسة خيمة قالتها وهي تشير على إسدالها مشمئزة
شوفي نفسك وتعالي يابت و أنا أعلمك قال سړقت راجل أبوكي معرفش كلمة راجل غير مع العبدة للهويلا عكرتي مزاجي عايزة