الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 79 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


الداخل ليجدها تستنجد به رغم السعال الذي أصابها فجأة
الحقني يا سيادة الرائد.
أرشدته إلى الحمام فانخفضت عيناه على الأرضية ليجد بهاء راقدة عليها بلا حراك انقبض قلبه في ذعر كبير وقال مطمئنا إياها إن لم يكن نفسه أولا

إن شاءالله هتبقى كويسة.
لف ساعده حول أنفه ليمنع رائحة الغاز من اقټحام رئتيه وأمرها في صوت جاد
في تسريب غاز في الشقة اقفلي المحبس لو في المطبخ واطلبي طوارئ الغاز أوام.
هزت رأسها هاتفة في طاعة
حاضر.
انطلق صوبها متخذا حذره في خطواته على الأرضية الزلقة التي أصبحت غارقة في المياه سعل رغما عنه من الرائحة الخانقة ومد إصبعيه ليتحسس النبض في عرق رقبتها أحس بقدر من الارتياح لكونه لا يزال يشعر بنبضها ثم ألقى نظرة تفقدية سريعة عليها ليجد بقعة من الډماء المتجلطة عند مؤخرة عنقها. قڈف قلبه في ارتياع أكبر وجاهد ليبدو هادئا قادرا على التعامل بحنكة مع أزمتها. في التو مرر ذراعيه أسفل جسدها ليحملها نحو الخارج ونظراته القلقة تطوف على وجهها الساكن. 
ضمھا إلى صدره وهو يخشى من أعمق أعماقه احتمالية فقدانها اندفع بخطواته المتعجلة إلى خارج شقتها ليشرح في عجالة للجيران الذين تجمعوا سبب المشكلة الخطېرة وكيفية التعامل معها بشكل أولي ريثما تأتي النجدة لإنقاذهم.
تولى المسئول عن إدارة شئون البناية متابعة الأمر في حين هبط عمر الدرجات وهو يحملها متجها بها إلى سيارته لتتبعه فادية وهي تضع الهاتف على أذنها لتتصل بزوجها لتعلمه بالأمر. 
استخدم عمر يده بصعوبة في فتح الباب الخلفي لسيارته وأمر فادية بالجلوس أولا قبل أن يريح جسد بهاء عليها ليطلب منها بعد ذلك في صوت حازم رغم سمة القلق الظاهرة فيه
امسكيها كويس وخدي بالك من راسها.
يا لهوي دي دماغها اتفتحت.
ربنا يستر وما يجرالهاش حاجة.
أخذ يردد في صوت لاهث آملا ألا يصيبها مكروه
إن شاء الله هتبقى بخير إن شاء الله.
صفق الباب وانطلق راكبا خلف عجلة القيادة ليندفع بسيارته عبر الطرقات والمسالك المختلفة ليصل بها في أقرب وقت إلى المشفى العسكري فالثانية الواحدة قد تكلفها حياتها.
لم يتوقف عن الضغط على بوق السيارة أثناء انحرافه بين المركبات المتحركة هنا وهناك محاولا المرور بينهم لتجاوز الزحام الخانق نظر عمر بين الحين والآخر عبر انعكاس مرآته الأمامية إلى بهاء مراقبا ما يطرأ على وجهها من تغييرات حيوية لاذ بالصمت مضطرا رغم أنين فادية وندبها المتواصل كل ما طمح فيه أن تمضي تلك اللحظات العصبية على خير ويصل بها إلى بر الأمان.
عند منطقة استقبال الطوارئ صاح عمر مناديا على من بالمشفى ليساعدوه في حملها ووضعها على الناقلة لفحصها في الحال تدخل الفريق الطبي المكلف باستقبال حالات المرضى العاجلة وتولوا رعايتها طالبين منه الانتظار بالخارج. فتوقف في موضعه مقاوما شعوره بالعجز ليجد فادية من ورائه تبكي في حزن
نجيها يا رب من اللي هي فيه دي يتيمة ومالهاش حد يا رب.
وكأن ما به من طاقة صمود قد تبخرت دفعة واحدة فبحث عن أقرب مقعد ليجلس عليه شاعرا بهذه الغصة المؤلمة في صدره. رفع عمر عينيه اللامعتين بدمعات خفية إلى السماء مناجيا بلا صوت
يا رب احفظها لي يا رب!
دارت كل الاحتمالات المخيفة في رأسه لكن ما لبث أن سكنت جميعا كأنها لم تكن عندما جاء الطبيب ليطمئنهم على حالتها حتى إصابة رأسها لم تشكل أي خطۏرة عليها وقتئذ تنفس عمر الصعداء وأحس بموجة من الارتياح تغمره فابتسم لأول مرة في حبور لكونه قد أتى في اللحظة المناسبة وإلا
 

78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 89 صفحات