ضبط وإحضار لمنال سالم
رفيقتها ميرا فلم تبد مهتمة بمعرفة فحواها ورددت بتأفف
مش وقتك خالص.
هاتفتها بسنت للمرة الرابعة على التوالي ومع ذلك تجاهلت اتصالاتها المتكررة لتتجه بتثاقل نحو الحمام فقامت بملء المغطس بالمياه بعدما سكبت فيه كمية لا بأس بها من سائل الاستحمام. تنهدت بإرهاق قبل أن تحادث نفسها
إلحاح رنين الهاتف أجبر بهاء على العودة إلى صالة المنزل دون أن يشتم أنفها هذه الرائحة الغريبة المنبعثة بداخل الحمام فقد بدا وكأن هناك عطب ما بأنابيب الغاز فأخذ يتسرب منه ناشرا رائحته المميزة في المكان.
بسنت أنا هكلمك بعدين سيبني على راحتي أوكي.
هتفت الأخيرة بتعجل قبل أن تغلق الخط مباشرة
لم تكن مهتمة بالأمر فأفصحت عن ذلك وهي تجلس على مسند الأريكة
مش عايزة أعرف.
بلا تمهيد نزعت فتيل قنبلتها المدوية بقولها الصاډم
انتفضت واقفة لتهتف مذهولة
نعم
أكدت لها بشيء من الإسهاب
أيوه أنا عرفت من واحدة من شلتنا إنها اتفقت مع أنس يعملوا المقلب ده فيكي علشان يضايقوكي في الحفلة.
وعلشان إيه كل ده
جاء تعقيبها مزعوجا مثلها
بصراحة أنا مصډومة فيها.
وأنا مش هفوتهالها مش كل مرة تعمل مصېبة وأنا أساعدها تخرج منها وفي الآخر تيجي على دماغي.
في نوع من الندم تحدثت إليها
الواحد مش عارف يقول إيه مكونتش أتخيل إنها كده ده احنا عشرة عمر معاها.
ثم انتقلت لسؤالها في حذر
صحيح إنتي قريتي اللي على الجروبات
بعد زفرة سريعة اقتضبت في الرد
أيوه.
حاولت التهوين عليها بإخبارها
أنا عرفت إن القائد مش هيفوت اللي حصل على خير.
قالت بعبوس
والمفروض أتبسط وأبقى بكده خدت حقي
علقت عليها في الحال
مقصدش بس احنا نقول الحمد لله إن ده حصل في آخر يوم وأنه آ...
ظهر التردد في كلماتها الأخيرة فبدت وكأنها لا تجد المناسب من العبارات لتخفف من ضيقها على عكسها أكملت بهاء ما عجزت رفيقتها عن إتمامها بصياحها
وإلا كانوا عايروني للصبح مش ده اللي عايزة تقوليه
ردت عليها بنبرة شبه مهتزة
مش كده بس يعني...
قاطعتها في حدة
مش محتاجة تبرري يا بسنت أنا مش هسكت عن حقي.
رجتها في خيفة
طب إهدي وخلينا نتكلم تاني لما تروقي شوية.
اختتمت معها المكالمة وهي تمرر أصابعها المشدودة في شعرها سارت عائدة إلى الحمام وهي تدمدم بانفعال
بقى يطلع منك كل ده يا ميرا
آنئذ زكم أنفها الرائحة الغريبة للغاز المتسرب من سخانها فانتابها القلق وتساءلت وهي تفتش عن مكان انبعاثه به
ده جاي منين
كحركة تلقائية اتجهت نحو نافذة الحمام لتفتحها لتقوم بتهوية المكان من الرائحة الخانقة لكنها لم تنتبه للأرض الزلقة التي تناثرت بها فقاقيع صابون سائل الاستحمام فانزلقت قدمها ولم تتمكن من الحفاظ على اتزانها لتسقط أرضا صاړخة بفزع ورأسها قد ارتطم بحافة الحوض الغليظة ففقدت وعيها في الحال.
احتاج لبعض الوقت حتى يتمكن من استعادة هدوئه وترتيب أفكار رأسه قبل أن يترجل من سيارته قاصدا مقابلتها في منزل عمها بحضوره وطلب خطبتها رسميا. لم يعبأ إن كان مجيئه بدون موعد أو أنه تجاوز خطة شقيقه في التودد أولا إليها وجس نبضها كما أخبره ليتأكد من انجذابها إليه أو حتى ارتدائه لملابس مناسبة نسى كل شيء بعد الذي صار وأصبح عاقدا العزم على ألا يدع اليوم يمرق