الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 58 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


راحة.
كانت على وشك النهوض من مكانها لكن عمر أشار لها بالجلوس آمرا
استنوني هنا شوية.
استغرب أمير لطلبه المريب وسأله مستفسرا
رايح فين
لم يجبه وأمره في لهجة حازمة
خليك معاهم يا أمير.
رغم حيرته المعكوسة على تعابير وجهه إلا أنه رد بلا جدال
حاضر.
انتظر مغادرته ليتجه نحو الطبيب ويتحدث إليه بصوت خفيض فاستغلت بسنت الفرصة لتتساءل في خفوت

هو ناوي على إيه
هزت بهاء كتفيها قائلة
مش عارفة!
يا خبر بفلوس كمان كام دقيقة يبقى ببلاش!
ظلت بهاء تنتظر مع رفيقتها في العيادة الطبية لما يقرب من الربع ساعة والملل قد راح يشق طريقه إليها وقبل أن تبدأ في اختراع الحجج والأعذار للاستئذان والذهاب عاد إليهم عمر وهو يحمل في يده كيسا بلاستيكيا كان قد اشترى ما فيه من معرض المنتجات المحلية المقام بالنادي. مد يده به تجاهها وهو يخاطبها
اتفضلي.
غطت تعبيرات وجهها حيرة متعجبة فقامت من مكانها لتتناوله منه متسائلة
إيه ده
أجابها بلا ابتسام وهو يشير بعينيه إلى كنزتها
بلوزة مكان اللي اتبهدلت جبتها من المعرض.
تحرجت للغاية من مظهرها الذي فسد وانعكس تأثير ذلك على تورد بشرتها تحاشت النظر إليه وحملقت في رفيقتها التي نهضت بدورها لتنظر بعينين فضوليتين إلى ما ابتاع بداخل الكيس في حين امتدح أمير تصرفه المراعي مثنيا عليه
برافو عليك بتعرف تتعامل يا باشا مع أي ظرف.
لمعت عيناها بومضة مبتهجة وشكرته في خجل
تعبت نفسك.
رد عليها في رنة صوت هادئة
دي حاجة بسيطة.
أخرجت بسنت طرف الكنزة الوردي وأبدت على الفور إعجابها بحسن اختياره
دي شكلها حلو أوي.
زاد شعور بهاء بالحرج من تصرفات صديقتها النزقة وقالت وهي تحتضن الكيس
شكرا على ذوقك.
قال في نفس الصوت الرزين
تحت أمرك في حمام هنا قريب تقدري تغيري فيه.
استحسنت الفكرة وردت باقتضاب
أوكي.
أشار لها بيده بعدئذ
أنا هوريكم السكة.
تقدم في خطواته عنها ليفتح باب العيادة لها وانتظر حتى خرجت لتتبعها رفيقتها ومن خلفهما أمير قبل أن يتركاه يرشدهم إلى وجهتهم. التصقت بسنت بصديقتها هامسة لها في مكر وسرور
شايفة الحنية والاهتمام
عضت بهاء على شفتها السفلى بارتباك بائن بشكل كبير لتحذرها بعدها
بس بقى لأحسن يسمعونا.
لم تستطع إخفاء ضحكاتها العابثة وأخذت تردد في مرح واستمتاع
يا دلعوا يا دلعوا!
كان دقيقا للدرجة التي جعلته يخمن بشكل صحيح مقاس ثيابها فحينما ارتدت بهاء الكنزة الوردية تفاجأت بأنها ملائمة تماما لحجم جسدها انبهرت لذلك وفي نفس الآن تلبكت فكيف له أن يدرك ما يخصها بسهولة هل حقا يهتم لشأنها أم أن ذلك شيء عابر يفعله مع كائن من كان لاحظت بسنت ما اعترى رفيقتها من وجوم وشرود فسألتها في نبرة مهتمة
مش عجباكي ولا إيه
أجابتها صراحة
أنا بس مستغربة هو خمن مقاسي إزاي.
في شيء من اللطافة قالت
مش القائد بتاعنا لازم يكون نبيه وأذكى دفعته...
ثم غمزت لها بطرف عينها وهي تتم جملتها
وبعدين هو شكله مركز معاكي إنتي وبس.
من جديد تحرجت من ممازحة رفيقتها في هذه المسألة الحرجة وأنذرتها بغير تساهل
بلاش الكلام ده.
ابتسمت في استمتاع وهي تؤكد لها شكوكها
بكرة تعرفي إن كان معايا حق ده إنتي ماشوفتيش كان خاېف عليكي إزاي.
لم تبد مقتنعة بتفسيراتها وقالت في إنكار طفيف
ما احتمال يعمل كده مع أي واحدة لو كانت مكاني.
أصرت على رأيها مبدية المزيد من الأسباب المنطقية
ما ظنش وخصوصا إن البدايات بينكم كانت مش ألطف حاجة يعني كان ممكن يعاملك بطريقة ناشفة يقرفك ليل نهار في التدريب لكن احنا ما شوفناش منه حاجة وحشة.
أغمضت عينيها لهنيهة لتنفض عن عقلها تلك الذكرى المسيئة وهمهمت في ندم
ما تفكرنيش باللي حصل أنا كنت غبية أوي.
تأكدت بسنت من مساعدة رفيقتها
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 89 صفحات