الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 48 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


كفاية المرة الأولى هو أنا خلصت من توابعها أصلا!
حينما عادت إلى غرفة الصالون لم تجد الضيف بالحجرة فظنت أنه ربما خرج مع عمها للشرفة لاستنشاق الهواء ورؤية المنظر من الأعلى لكنها لم تجد أيا منهما فخرجت منها متجهة إلى المطبخ حيث تتواجد زوجة عمها وسألتها دون مقدمات
هو راح فين
في عبوس بائن على قسماتها أجابتها

استأذن ومشى.
هزت رأسها متمتمة بغير مبالاة
كويس.
اغتاظت فادية من برودها المسيطر عليها فوبختها
تعرفي إنك كنتي قليلة الذوق أوي معاه.
ضيقت عيناها باسترابة وتشكك فأسلوبها لم يكن مريحا وتساءلت
والمفروض أتعامل إزاي
بتحيز واضح أخبرتها
ده شكله حلو وابن ناس ومحترم ليه ياخد عنك فكرة إنك غلسة
أعطتها نظرة مفادها أنها لا تشعر بالارتياح لاستمرارها في التطرق لسيرته وعبرت عن ذلك بقولها
حضرتك مش ملاحظة إنك ما بطلتيش كلام عنه!
لم تخف نواياها الحسنة عنها فأفصحت في صراحة
أصله الصراحة فرصة حلوة لأي بنت إنها ترتبط بيه هو مش متجوز صح أنا بصيت في إيده ما شوفتش أي دبل.
في أغلب الظن كانت زوجة عمها تحاول التمهيد لخلق رابط من التجاذب بينهما فقطعت عليها السبيل لذلك الانسجام المرسوم فقط في مخيلتها بترديدها المستمتع
أنا رايحة أنام ومتشكرة على العباية كانت حلوة عليا.
وكأنها ذكرتها بما لفت نظرها فعنفتها
ما دولاب بنات عمك مليان حاجات حلوة ملاقتيش إلا عبايتي يا بيبو
جاء ردها مستنكرا
هو أنا رايحة أقابل عريس 
لم تكمل باقي عبارتها إلا في رأسها
ما هو شافني في أسوأ حالاتي بكيس الژبالة!
تنبهت إلى فادية وهي مستمرة في عتابها
برضوه يا بيبو الانطباع الأول بيدوم.
أطرقت رأسها قليلا لتردد بصوت يعبر عن حرجها وبالكاد خرج من بين شفتيها
وأنا انطباعي معاه مليان بيض ونسكافيه وعجة وحاجات تانية!
تألقت النجوم في السماء المظلمة لتلألأ فيها بعظمة وجلاء فكانت تشاهدهم بلا ملل من خلف زجاج نافذتها وكأنها تسبح بعقلها في الأفق الواسع الممتد أمامها تنهيدة وراء أخرى تحررت من صدرها لتخفض بعدها بصرها ناظرة إلى الساعة الذكية التي تلقتها منه كبديل عن هدية زوجة عمها المعطلة. تأملتها بهاء بتحير والعديد من الأفكار المتخبطة تدور في رأسها نفخت في سأم وتساءلت
هو طبيعي أني أفكر فيه بعد كل اللي حصل
ظهرت على تعبيرات وجهها تكشيرة مستهجنة وأخذت توبخ نفسها
أصلا ده ما ينفعش ومش منطقي.
أوصدت النافذة وأسدلت عليها الستائر لتسير نحو تسريحة المرآة تركت الساعة الذكية على سطحها الزجاجي بجوار قنينة العطر لتتجه إلى .  وخاطبت نفسها بحسم
هي فترة وهتعدي وهيتنسى ده كله.
استمرت على نفس الوتيرة المتشددة لتقضي في المهد على بذرة ما يتخلل مشاعرها
غلط إني أعمل كده ما جايز يكون مرتبط ليه أعشم بنفسي بوهم
وضعت الوسادة على رأسها وضغطت بها على وجهها مكملة تحذيرها الصارم لنفسها
إياكي تسمحي لنفسك تفكري في حاجة مش من حقك!
انتوت ألا تتساهل مع نفسها مطلقا إن تراخت وسمحت لعقلها بمواصلة التفكير فيه عقدت العزم على أن تكون حريصة تمام الحرص على ألا تتعمق في أي شيء يخصه ولتبقي مشاعرها وأحاسيسها المضطربة على السطح لئلا تقع في وهم الحب أحادي الجانب.
رغم أن يومه كان حافلا بالكثير من الأحداث إلا أنه لا يقارن بطرفة رؤية بهاء على هذه الوضيعة الساخرة فكلما تذكر تداركها لصدمة قيامها بإعطائه كيس القمامة بعفوية تتسع ابتسامته حتى تلبكها لرؤيته في منزلها وخجلها من مظهرها غير الأنيق أثناء استقبالها له واستنكارها لهديته المفاجئة بل وهروبها المفتعل من محيطه كان محببا إليه ويشعره بالسرور والراحة. 
استرخى عمر في رقدته على فراشه متكلما دون صوت
أنا مشوفتش
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 89 صفحات