السبت 30 نوفمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 36 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


قبل أن تردد في استنكار رغم خۏفها
هو في إيه هو الكل مستقصدنا ليه!!
استمرت بهاء في جرها خلفها وعلقت ساخرة
شكلنا خطړ على الأمن القومي.
أتى تعقيبها متهكما
مكانش ده تدريب نحضره احنا رمز للنحس!
تمكنت الاثنتان من الخروج من الكافيتريا بأعجوبة وركضتا بأقصى سرعة في الردهة بعيدا عن ذلك المكان الخطړ لتشعر بهاء بثقل خطوات رفيقتها فاستحثتها على المثابرة وعدم الاستسلام

اجري يا بسنت.
اشتكت إليها الأخيرة بصوت لاهث
مش قادرة ركبي مش مساعداني! هو أنا بقيت مسنة ولا إيه!!
فجأة وكأنه ظهر من العدم اعترض أحدهم طريقهما لتنفلت الصرخات المڤزوعة منهما حاولت بهاء ركله بقدمها لكنه نجح في تفاديها بحرفية شديدة فحذرتها بسنت من الاقتراب منه هاتفة بأعلى نبرتها
حاسبي يا بيبو!
انحشرت بهاء في الزاوية ولم تستطع الفكاك من ذلك الملثم فاندفعت بسنت لإنقاذها بلا تفكير ليدفعها بذراعه بعيدا عنه ويسقطها أرضا كررت بهاء هجومها عليه لكنه انقض على عنقها ودفعها منه للخلف ليلصق ظهرها بالجدار تطلعت إليه في ړعب فبادلها نظرة مخيفة ورغم ذلك بدت مألوفة لها إلى حد كبير لحظة التشتت التي كانت عليها جعله يصير أكثر تفوقا فسدد لها لكمة قاسېة بمؤخرة سلاحھ الآلي طرحتها أرضا وأفقدتها الوعي في الحال لتندفع بسنت ناحيتها صاړخة بهلع كبير
بيبو فوقي!
تحرك تجاههما ذلك الملثم ليصيح في بسنت بلا ترأف
اتحركي يالا!
نظرت إليه في ارتعاب واضح ثم حاولت حماية رفيقتها بجسدها قائلة بصوت مرتعش
احنا معملناش حاجة.
أمرها بصوته الصارم
ولا نفس!
هزت رأسها في طاعة قبل أن ترد بصوتها المهتز
حاضر.
مرة ثانية أمرها وهو يشير بسلاحھ مهددا إياها
اتحركي قدامي.
همت بالاعتراض عليه قائلة
بس آ...
قاطعها متسائلا بنبرة غير رحيمة بالمرة
تحبي ټموتي هنا
في التو هزت رأسها نافية والخۏف مستحوذ بالكامل عليها
لأ.
انضم أحدهم إليه فأعطاه أوامره بإمساكها فقبض على ذراع بسنت ليجذبها منه بخشونة ثم أجبرها على السير معه قسرا لتعود إلى داخل الكافيتريا بينما بقيت نظرات الملثم مرتكزة على بهاء المغشي عليها مرددا پشماتة ووعيد
أما إنتي فدورك جاي!
آنئذ نزع القناع الأسود عن وجهه الذي يخفيه لتبدو ملامحه واضحة. ابتسم أنس في غرور وتابع في تشف
هنشوف هتعدي من الحوار ده إزاي !!
يتبع الفصل السابع

الفصل السابع
الخطة الموضوعة مسبقا طبقت اليوم بعد مراجعة متأنية ومناقشة دقيقة لكل نقاطها وبالتالي تعطي وتجسد النتائج الأقرب للواقع ليتم استخدامها لاحقا في حالة حدوث ذلك. أراد عمر بشدة أن تسفر القرعة العشوائية عن انضمام بهاء إلى فريقه الخاص بالمفاوضات وتحرير الرهائن لكن يبدو أن الحظ لم يكن حليفه فقد وقع الاختيار لتكون ضمن المجموعة الأخرى التي ستتعرض للاختطاف القسري على يد أنس ودون علم منها بتفاصيل العملية والذي بالطبع لن يضيع الفرصة عليه للتلاعب بها واستفزازها نفسيا وبدنيا وكأن في ذلك متعة له.

الشعور الذي لازمه حينها كان مزعجا بطريقة لا توصف على الرغم من أن الأمر قد يبدو روتينيا أو معتادا ومع هذا استاء لأنها لم تكن إلى جواره ليحميها بطريقته الخاصة ويبعد عنها الشرور.
للتمييز بين الفريقين المتواجهين ارتدت الفئة المسئولة عن تنفيذ عملية الاختطاف الملابس السوداء بجانب الأقنعة بينما الفئة المكلفة بتحرير الرهائن وإلقاء القبض على الخاطفين ارتدت الزي العسكري. تنبه عمر إلى قائده حينما خاطبه
العملية بدأت.
أدى التحية العسكرية ورد عليه في نبرة رسمية
تمام يا فندم واحنا جاهزين.
تابع القائد بلهجته الجادة
كل حاجة هتتسجل وبعد كده هنرجع نحلل اللي حصل مع الخبراء.
هز رأسه مرددا في نفس النبرة الرسمية
طبعا يا فندم.
ابتسم قليلا إليه وقال
بالتوفيق للجميع فيها.
اكتفى بخفض رأسه هاتفا
شكرا لحضرتك.
تحرك بعدها متوجها إلى فريقه ليتابع ما يدور معهم وقلبه ينبض بنوع من القلق على تلك الغائبة عن عينه والحاضرة في عقله. 
كان واثقا في قرارة نفسه أن رفيقه يراقب الوضع عبر كاميرات البث المباشر من الجانب الآخر لذلك عمد أنس إلى استفزازه بشكل مستتر فقط ليغيظ ويشعره أنه صاحب الأفضلية والكلمة العليا في شيء ما خاصة مع شكوكه بشأن ذلك الاهتمام الخفي من قبله تجاه هذه الشابة المتعجرفة فأراد تلقينها درسا وإھانتها بشكل يجعلها أضحوكة في نظر الآخرين ودون أن يتلقى التوبيخ جراء تصرفاته لأنها ببساطة في سياق التدريب. 
أعاد أنس وضع قناعه على وجهه لتغطيته ثم انحنى نحو بهاء الفاقدة للوعي ليجذبها من ذراعها رفعها قليلا عن الأرضية ثم حملها من خصرها ليلقيها على كتفه وعاد بها إلى داخل الكافيتريا. دنا من رفيقتها الفزعة وألقاها أرضا بجوارها آمرا أحد رجاله
تراقبلي الجوز دول ماتشلش عينك من عليهم مش عايز غلطة.
استجاب الرجل لأمره الصارم فأضاف أنس مشيرا بيده نحو مدخل الكافيتريا
وخلي الشباب يأمنوا الجهة دي كويس ولو حسوا بحركة يبلغوني.
رد عليه في طاعة
تمام معاليك.
سرعان ما أحاطت بسنت برفيقتها لتحميها ولم تظل بهاء غائبة عن الوعي كثيرا فقد راحت ضربات رفيقتها الخفيفة على وجنتها تستحثها على الاستفاقة وعندما بدأ عقلها في التيقظ شعرت بالألم الموجع في فكها فتأوهت بصوت خفيض ونظرت بنصف عين من موضع رقدتها إلى صديقتها تسألها
حصل إيه
رغم خۏفها الصريح إلا أن بسنت تنفست الصعداء لرؤيتها بخير ضمتها إليها في محبة صادقة وهتفت في صوت هامس
الحمد لله إنك بخير.
بضعة لحظات مضت على بهاء لتتمكن من استيعاب ما يجري وقتئذ انتفضت في جلستها مرددة باستنكار
هو احنا اتخطفنا بجد
أومأت برأسها مؤكدة وبصوت خفيض
أيوه وشكلنا ھنموت.
ضيقت عينيها بشك واسترابة لتعلق في شيء من المنطقية
أنا مش مصدقة ده في حاجة غلط ما هو مش معقول نكون في معقل رجالة الحروب وقادة المعارك ويحصل فينا كده!!
كانت بسنت على عكسها تماما عاجزة عن التفكير فأردفت بنبرة معبرة عن خۏفها النابع من أعماقها
مش قادرة أفكر يا بيبو أنا ھموت في جلدي من اللي بيحصل فينا.
حاولت طمأنتها
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 89 صفحات