الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 34 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


أن تلاشت بسمتها الصغيرة لتعطي تعبيرا جادا على وجهها قبل أن تفوه
هو متعود على كده أكيد مايقصدش يهتم بيا على وجه التحديد يعني.
تركت العلبة جانبا وأراحت ظهرها على الوسادة لتقول في إرهاق وثقل
صحيح مش لازم الواحد ينام على معدة فاضية بس الأكل كبس على نفسي مكانش لازم أتقل فيه بالشكل ده.
سحبت الغطاء على جسدها ورددت بصوت مال للنعاس

ربنا يستر وما يطلعليش كوابيس.
أغمضت جفنيها وراحت تتأوه في صوت خفيض وذلك الصوت يهتف في عقلها
أنا محتاجة مسكن لكل حتة في جسمي.
لم تستغرق وقتا طويلا لتغط في نوم عميق فكل عظمة من جسدها كانت تفتش عن الراحة وتتوق إلى الاسترخاء ورغم هذا لم تفارقها الأحلام المزعجة فأرقت مضطجعها وعاشت أجواء ذلك الکابوس المزعج فقد رأت نفسها متجسدة على هيئة أنبوب لمعجون الأسنان تم استنزاف ما فيه فأصبح فارغا لا يحتوي على شيء لإخراجه. حاولت التحرك فلم تستطع كانت تزحف على يديها وحين رفعت وجهها للأعلى وجدت عمر ينظر لها بتجهم قبل أن يأمرها
بقولك هاتي معجون!
اعتصرت نفسها عصرا لتلبي أمره لكن لم يخرج من الفوهة التي تعتلي أعلى رأسها أدنى شيء فصړخت باكية
معدتش فيا أنا عصرت الأنبوبة ومطلعتش حاجة.
صاح بها بلهجته الآمرة
ماليش دعوة اتصرفي.
ارتفع صوت بكائها وهي تسأله
أضغط على نفسي أكتر من كده إزاي 
نظر إليها بغير إشفاق فأكملت شاكية قسوته معها
أنا فضيت هات واحدة تانية جديدة.
جاء رده بنفس النبرة غير المتعاطفة معها
أنا ما بهزرش هنا.
ظلت تبكي وهي ترد
ولا أنا.
بذلت بهاء مجهودا مضنيا حتى تتمكن من استخراج المعجون منها نجحت في الحصول على مقدار ضئيل للغاية من مادة لزجة مدت يدها ناحيته بها لتناوله إياها وهي تسأله
تنفع اللحسة دي
اشتعلت نظراته في استنكار فأكملت وهي تكفكف دمعها بيدها الأخرى
مشي نفسك بيها بقى وماتضغطش عليا أكتر من كده أنا تعبت.
ثم أجهشت بالبكاء الصاخب لتستحثه على أن يترأف بها لكنه ظل قاسېا معها يعاملها بخشونة وبلا رحمة لذا استمرت في صړاخها المرتفع تشكوه للجميع لتنهض بعدئذ وهي تشعر پألم في حلقها تلقائيا تفقدت جسدها لتتأكد أنها على حالتها الطبيعية ولم يكن الأمر سوى هلوسات نومها العجيبة. 
ابتلعت بهاء ريقها وتساءلت وهي تفرك فروة رأسها
إيه الحلم الغريب ده هشوف إيه تاني بعد كده!!
عاودت الاستلقاء على الوسادة وعيناها على اتساعهما ظلت تحدق في السقف لوقت طويل محاولة عدم التفكير في عمر الذي أصبح ملازما لها في أحلامها وإن كانت غير منطقية بالمرة. نظرت إلى ساعة هاتفها المحمول ما زال الوقت مبكرا للاستيقاظ راحت تعد الغنم واحدة تلو الأخرى حتى تداخلت الأرقام وبدأ جفناها يتثاقلان إلى أن عادت للنوم من جديد.
مضى النهار بطيئا خاصة مع تتابع المحاضرات وتراكم المعلومات المكثفة حتى بات من العسير تذكر جميعها دون الرجوع إلى ملحوظات صريحة ومباشرة عن نقطة بعينها. للغرابة لم يحضر عمر وكذلك صديقه السمج أنس بالرغم من التزام الأول وحرصه على التواجد دائما والمثير أيضا للاستفهام هو تغيب معظم الدارسين عن الحضور وكأن هناك عطلة ما غير معلنة للجميع. انتاب الفضول بهاء وعجزت عن إيقاف عقلها عن التفكير في شأنه لهذا بدت فاقدة للرغبة في الكلام أو الثرثرة عن أي شيء. بالكاد تنفست الصعداء عندما جاء وقت الاستراحة فهرعت خارج قاعة الدراسة لتلحق بها بسنت وهي تتحدث عن مدى تعقيد الدراسة قاطعتها في منتصف كلامها لتقول
بقولك إيه أنا جعانة خلينا نروح ناكل.
تساءلت بسنت في نبرة متحيرة
هنحلق نطلب أكل ويجيلنا بسرعة
حدقت بهاء في
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 89 صفحات