الإثنين 25 نوفمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 13 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


من وجهة نظرها تواجدها في مكان كهذا يعج بأفضل الشخصيات ذكاء وتفكيرا لهذا فضلت ارتداء بدلة كحلية اللون من أسفلها وضعت قميصا من اللون الأبيض مع حذاء جلدي يحمل نفس درجة لون حلتها وذي كعب قصير أما تسريحتها فلم تختلف كثيرا عن المعتاد كانت خصلاتها منضبطة مجموعة في كعكة محكمة في منتصف رأسها إلا من خصلتين انسابتا على صدغيها.

ألقت نظرة أخيرة على هيئتها في المرآة لدهشتها تنشطت ذاكرتها بهذا الحلم العجيب فطرحته عن عقلها مرددة مع نفسها
أل يعملني عجة أل!
هزت رأسها في إنكار وراحت تراجع أشيائها في تعجل قبل أن تفتح الباب وتخرج من منزلها.
كانت بسنت في انتظارها أسفل بنايتها لتذهبا معا إلى هناك على عكس رفيقتها المفعمة بالنشاط والحيوية كانت تتثاءب وتشعر بثقل في رأسها فقد ظلت مستيقظة حتى مطلع الفجر تقريبا تكافح لاستدعاء سلطان النوم لكنه عاندها وتركها في أوج يقظتها مما انعكست آثار قلة حصولها على قسط وافر من النوم على تركيزها في وقت النهار. ألقت بهاء التحية عليها وهي تستقر جالسة بجوارها نظرت إليها بإمعان وسألتها
مالك
وضعت يدها على فمها لتخفي تثاؤبها الواضح ثم أجابتها في صوت شبه ناعس
محتاجة شوب كبير قهوة علشان أفوق.
ابتسمت ساخرة منها لتخبرها
ما أنا قولتلك حاولي تظبطي نومك بس إنتي ماسمعتيش كلامي.
زمت شفتيها قائلة بتذمر عابس
هو أنا لسه في مدرسة علشان أنام بعد العشا
أتى ردها جادا وهي تنظر أمامها
خلاص استحملي بقى الصداع طول اليوم.
تمطت بسنت بكتفيها وقالت وهي تدير محرك السيارة تمهيدا لتحريكها
دلوقتي لما أشرب القهوة هفوق.
أمرتها رفيقتها في لهجة جمعت بين الجد والهزل
طيب دوسي بنزين شوية بدل ما نتأخر على أول يوم لينا ويطردونا.
ابتسمت قليلا واستطردت وهي تهز رأسها بخفة
ماشي يا أبلة الناظرة.
تباعا توافد المشتركون في الدورة التدريبية على قاعة الدراسة وبدأوا في اختيار أماكن جلوسهم دون استباق أثرت بهاء الجلوس في المنتصف بينما فضلت بسنت الجلوس في المؤخرة لتتمكن من الإغفاء إن شعرت بالنعاس دون أن يلاحظها أحد لكنها أرغمت على البقاء مجاورة لرفيقتها لتستأنس بوجودها ولتثرثر معها في الخفاء إن اعترتها الرغبة لفعل ذلك.
رتبت بهاء ما معها من أدوات ووضعت مفكرتها على سطح طاولة مقعدها لتبدو متأهبة للبدء في أي لحظة. نظرت بأنف مرفوع للأعلى نحو محاضرهم الذي ما زال إلى الآن يوليهم ظهره وحين استدار ليطالعهم بنظرة عامة شاملة لن تنكر أنه فاجأها فبذلت قدرا من الجهد لتبدو غير متأثرة پصدمة كونه المسئول عن التدريس لها وصوت في عقلها يردد
هو الحلم اتفسر ولا إيه 
تنشط عقلها بالمشهد العبثي لحلمها غير المنطقي فراحت تقول بلا صوت
الظاهر هتعمل عجة النهاردة!
في البداية قام عمر بتعريف نفسه بعدما شبك يديه خلف ظهره ليبدو منتصبا في وقفته
مع حضراتكم الرائد عمر الناغي خريج كلية الدفاع الوطني محاضر هنا في الأكاديمية...
قال كلمته الأخيرة وهو ينظر تحديدا إلى بهاء التي خفضت من رأسها قليلا لتتحاشى نظرته المصوبة ناحيتها. سمعته يواصل الكلام بنفس النبرة الثابتة
طبعا هدي لحضراتكم فكرة سريعة عن طبيعة المكان هنا للي مش عارف منكم أهمية الدراسة في الأكاديمية دي تحديدا.
لم تقل صدمة بسنت عن رفيقتها ومع ذلك فشلت في إخفاء أثرها على ملامحها فتدلى فكها للأسفل واختطفت نظرة جانبية سريعة نحوها اندهشت لكونها تظهر بحالة الجمود تلك وكأن وجوده من عدمه لا يشكل فارقا معها. ظل عمر يتحدث متعمدا رفع نبرته نسبيا ليلفت انتباه من ظهر عليها التشتت بتعابيرها ونظراتها المذهولة
احنا بندي دورات متخصصة في
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 89 صفحات